لطالما سحرتني الشاشة الفضية، هذا البهاء في العتمة، والإضاءة التي تكشف بريق العيون، تلك الرهبة بالصوت، والجمال بنجوم السينما، حتى الرائحة الرطبة التي تتنسم مع الإشعاع البهي، تنفصل عمَّن حولك وعن ضوء النهار.
لم يخطر ببالي أن وجهي سيحتلّ الشاشة يوما، فوجئت باختيار المخرج الذي وقع عليَّ، لتمثيل دور...
رحلوا، وتركوني أرجم نفسي وأرممها وحيداً في هذا المنزل ألمتهالك. هم لا يعرفون شيئا، وأنا هل أعرف أكثر مما يعرفون؟ أم أُشرّد نفسي بين ظلالي حلماً يتداعى أو زنبقة تتفتت؟ أمام المرآة أرى نفسي واضحاً لا تسبقني الخناجر ولا تمزقني الشظايا، لا تحميني الدروع ولا تضمدني السنابل. أمام المرآة أنا واضح مثل...
تنبهت من غفلتي ورايتها تقف في نفس المكان على الجسر، كل يوم امر فيه على هذا الجسر اراها تقف في هذا المكان، لتوحي للاخرين بانها تريد أن ترمي نفسها في الماء، لذلك ومن فترة ليست بالبعيدة قررت ان اسير على الجهة الأخرى من الجسر، كي اتجنب رؤية هذا المشهد المكرر.
كنت اليوم مشغول البال باحداث غريبة تحدث...
بقايا سحب لاتزال فى السماء، يتطلع اليها وعيناه تشبه جمرتين تتوهجان وتنطفئان، ينتزع قدميه من الأرض انتزاعا، يسير فى غير اتجاه، يداه مختبئتان فى جيب معطفه، ليس مبعثه الطقس البارد والمطر، لكنها النفس المكسورة تحت وابل المطر، تدفقت كل الصور فى لحظة، وكأنها كانت محتجزة خلف حائط أسمنتى، أزيل فاندفعت...
لم أعد قادرًا على تحمّلها، ويدهشني إصرارها على ملاحقتي، رغم علمها بكراهيتي لها، وأنها لم تكتفِ بما سببته لي من أذى، وكادت تذيقني اليوم المزيد منه لولا أن تعاملت معها بحِكمة.
كنت قد عقدت العزم البارحة على الصوم اليوم تقربًا إلى الله، وطمعًا في عتقي من النار؛ فلم يتبق من العُمر قدر ما مضى منه،...
لم أعد إلى بيت أبي ثانية وصرت في بيت صديقي دوما، أجلس في الغرفة التي كنا نتشارك فيها الأحاديث. بحثت في البيت كله بعد أكثر من أسبوع لم افتح أي باب ولم أطلع إلى الأدوار العليا عن ورقة أخرى لكني لم اجد أي كتب أو أوراق، لا أعرف هل تخلص من كل ما هو مكتوب عليه أم ماذا؟
لم أجد إلا حمامه على سطح البيت...
هذه المرأة خطيرة. تُطلق البخور، وتذبح دجاجة، وترفع يديها إلى الأعلى، وتُغمض عينيها، وتُمتم بكلام غامض، فتُرقّص الحجر. كل النساء يخفنها.
بالأمس زارتها زهرة زوجة العربي، وقدّمت لها ديكا وعشرين درهما، وعشرَ بيضات. طلبت منها أن تضع (الفتوح)* في الداخل حتى يأتي مَلَكٌ من أهل المكان ، فيأخذه لصاحبه ،...
ابتدرني محييا؛ كنت في طريقي حيث قطار السابعة ونصف؛ حالة الجو لاتنبيء عن وصوله المحطة في موعده؛ تلفت ناحيته؛ لم أشعر بغير فتور تملكني؛ كان زميلا في مصلحة الفنون؛ تعودت أن أرتشف قطرات الشاي؛ أستمع إلى صوت الإذاعة؛ أغان وأمنيات بيوم سعيد، أمسك بالألوان وأصنع منها خليطا؛ ثمة سر في رسم اللوحة؛ يجب أن...
أُقسِمُ بأني رأيته تلك الليلة يهبط من سقف غرفة نومي، مرتدياً زياً ابيض اللون، كان طاعناً في السن لكنه كان شامخاً وقوراً بلحيةٍ بيضاء طويلة، كنت قد غفوت قبل سويعات قليلة لأنسى الألم المبرح الذي يلازمني منذ بضع ايام، ويقض عليّ مضجعي، بل اني كنت أشعر بالالم في كل الاوضاع، واقفاً او جالساً، مستلقياً...
أنتَ يا من وُلِدْتَ في الظلام ، في الخصى ، في كيس الصفن المتدلّي عنوةً كالمشنوق ، هناك حيث الأعضاء المخبّأة خلْقياً لتكون مخفيّة ومستورة وذليلة ومثيرة للاستحياء ، لأنها عوراتٌ مُخجِلة ، ويجب سترُها ، وحتى عند بني حيوان تكون مستترة ، ومحجوبة عند أولئك الذين لا يعقِلون .
فكيف بنا عند الذين...
لا بد من القفز خارج حدود المألوف والعادى، فى مراقبة الطيور السابحة فى الفضاء الرحب، الزمن وحده يأخذنا إلى عوالم مدهشة، أشبه بقطار يمكن تأخير إقلاعه، وإبطاء سيره بعض الوقت، قد يتوهم البعض أن لديه القدرة على إيقاف سيره، لكنها الحياة التى لا تتوقف، تسير بنا وفق مقدرات لا نملكها،
أمام مرآة مذهبة...
وقف ناصر الاهواري في منتصف ساحة كزلاي وسط العاصمة التركية أنقرة، ساحة مكتظة بالبشر، هاله ما رأى من النساء الجميلات البيض الشقراوات، لا يعرف الى أين يتجه، وهو يفر برأسه صوب الاتجاهات كلها، فقد نسي المكان الذي اتفق مع شريكته على اللقاء بها، قرر ان يترك مكان اللقاء لأنه لا يستطيع ان يستحضره الآن...
لا أحد يسمع بي؛لست محور هذا العالم، هذه هي نتيجة توصلت إليها حين انزويت في حجرتي بعيدا عن صخب الأفكار التي أتعبتني طيلة الأيام الأخيرة، هذا الأمر رغم ألمه أراحني كثيرا، لذا قررت أن أتخلص مما لا فائدة منه، أولها الكتب الصفراء التي أصابتني بتخمة التفكير، علي أن أترك ذلك العالم الوهمي الذي لا يوجد...
أجمل حب هو الذى يصادفنا أثناء بحثنا عن شئ آخر، تمر الصور خاطفة والأحداث غير مترابطة، شئ يومض فى السماء يأخذ شكل امرأة بمثابة المسرة، أو فى شكل نورس مائى ما أن يطل برأسه من الماء حتى يغيب، إختارتهما طاولة على رصيف شتوى تنتظر تسكع بعض العشاق، المقهى متخفف من رواده الساعين لأرزاقهم فى هذا الوقت من...
ووصل المصعد اخيراً بعد طول انتظار، وانفتح بابه، والتقت الاعين، ظل يحدق بها طويلاً، هي نفسها التي كان يرف لها القلب كلما رآها، ولكن ذلك كان من سنين طوال، هي تتلفت بحجة مراقبة اطفالها الذين يرافقونها ثم تعود لتنظر اليه وبالتحديد الى عينيه، لتعاود بعدها الابتعاد كأنها تسرح في صفحات كتاب قديم وهو...