سرد

حبست أنفاسي، حين دخلت الملكة الجميلة " كوبابا " الى صريفتي وأنا أسكن في هور الجبايش، بعيدا عن العيون، رافضا الإلتحاق بالجيش لمحاربة ايران، لم أكن على إستعداد لاستقبالها، كنت نائما، أحلم كيف أهرب من رجال الامن الذين يطوقون الصريفة. كان كابوسا انقذتني الملكة بدخلوها صريفتي ، توقعت دخول الفاتنة...
انطوى كما الأيام الجميلة، سرقها لصوص الزمن في بلاد تصلب أولياء الله فوق جذوع الشجر، تحتفي بالعابرين فوق الفرش الحمراء، ماكينات صوت فارغة. تقلب في فراشه، لم يحظ بساعة نوم هانئة منذ ذلك اليوم الذي احترق فيه أمله، ظلت تلك الذكرى تنهش قلبه وتنزف كلما حاول نسيانها، ارتحل بعيدا؛ فالمنافي أوطان...
عنده يقين متضخم أنه يوما سيزوره الحظ، ويختاره دون الآخرين ويلقى إليه بسلة نقود، يكمل بها بناء الدور الأول والثانى، بعد جهد وتعب وميراث الأرض من والده، إستطاع بناء حجرتين، حجرة للبنات والأخرى له ولزوجته، الإبنتين اللتين تفتحتا كزهرتين، تدور بهما الأم فى القرية والقرى المحيطة، مخافة العنوسة وفوات...
رجل بلا خيارات تصاعد حنيني مع تحسن حالتي لرؤية الأهل ومسارح الذكريات . عوالمي القديمة التي طالما تبرمت منها . استبدت بي الرغبة لرؤية الوجوه القديمة خصوصا وقد منحني الطبيب رخصة لمدة ثلاثة أسابيع مع وعد بالعودة في الوقت المحدد لاستكمال التحاليل. اندهش الطبيب حين ابلغته أني سأسافر الى فاس ...
رتبنا المقاعد في السيارة وترموس الشاي وبعض الكيك . حملتُ معه حلمي في رحلتنا الدورية من خميس كل أسبوع إلى البحر، ومع نسمات الغروب وبعد أن أخذت الشمس لونها الأرجواني وهدأ الشاطئُ بمغادرة الكثير من المصطافين، طاب لي أن أفرج عن هذا الحلم الذي يلح عليَّ منذ صباي وحتى هذه السن المتأخرة . يسرا...
لها عينين بنتين ساحرتين، ووجه مفعم بالحياة، إرتدت ثوبها الجديد الذى إدخرته لهذا اليوم، أنه يومها الأول فى الجامعة، حيث كرنفالات الأزياء، تصحبها تحذيرات شقيقتها التى أنهت سنوات الجامعة، من الوقوع فى الحب الذى يشبه سحابة صيف، ماتلبث أن تتبدد، لا تدعى شئ يشغلك عن دراستك، - وجدت من يدعو للإشتراك فى...
لم يترجل عن الحمار قبل أن يصل الدار بأمتار كما جرت عادته ،ما إن وصل الحمار للباب حتى تسمر مكانه وقد تدلت رأسه ، دخل أبي المندرة التي تعج بالمهنئين ، أشار بيده لصاحب الميكروفون والزينة :خد حاجتك وربنا يعوض عليك وعلينا ، أفسح الشباب له فجلس واضعا وجهه بين كفيه وانخرط في بكاء مسموع ، تحول...
لم تكن الرصاصة التي اُطلِقت من مجهولٍ على زوجها ؛ فأردتهُ قتيلا بينَ حَشايا الحقولِ ، غيرَ البدايةِ التي خطّت لعائلتها الصّغيرة هذا المصير البائس ، واستباحت طمأنينتها وهي الآمنة ، ما ادّخرَ " عبدالشهيد " من حطامِ الدُّنيا ، إلّا بندقيته الهندي ، التي حرّزتها النيابة بعدَ الواقعةِ، ورواسبَ من...
الشعراء والكتاب والفنانون، تظللهم سعادة بالغة من الرضى الداخلى، تطهرهم وتبهجهم وتربت على أرواحهم القلقة الطيبة، يعيشون الأمسيات الهامسة والسعادة الغامرة، التى لا يتذوقها سوى المبدعين، ومن هطلت عليهم قطرات الإبداع، ليس الموتى من فارقت الروح أجسادهم، وإنما هم من يعيشون مهمشين قليلى الرجاء، السعادة...
انقضى يومه بكل ما فيه من تعب، أسلم رأسه إلى الوسادة،أبى النوم أن يداعب جفنيه ،طافت الخيالات برأسه، تسرح في ردهة الظلام التي صدأ فيها النسيان،الوحدة سهم قاتل،ثمة رغبة جامحة أن يحدثها،اشتاق لطلعة وجهها،لقد رحلت إلى طريق آخر تباعدت بينهما المسافات. مثل ورود الربيع غضة نقية حين تداعبها قطرات...
وضعتُ يوم أمس اللمسات الأخيرة على روايتي ، ثم وجدتني أستيقظ مرعوبا عند منتصف الليل ، أنام في صريفة تطل على هور شاسع، أستيقظت على أصوات رجالية، خافته، قادمة من جهة القرية، باتجاه مكان غرفتي، المطلة على مساحة هائلة من المياه، أنا المعلم المنقول من بغداد، عقابا لي بسبب عدم تصفيقي عندما ذكر أسم...
لستُ معافاة لست معافاة .. اعلم , فكل يوم اجز سنابلَ الظن وازرعُ بدلا عنها ادمعي وكل يوم اجهضُ ومضاً ظل في احشاء اوراقي يبغي الخلاص , فاقتلُ ساعات الشوقِ ان مرتْ .. ولو على راحِ ضميري لست معافاة ... اعلم تجرحُني تفاصيلُ الاسئلة وهي تتربصُ بذاكرتي وتتساقط من محجريَّ آلافُ التنبؤات دون ان...
ابتسمت وأنا أمسك بيديها المعروقتين .. تحسستهما بأصابعي وأنا أنظر في عينيها الجميلتين التي أخفت جزءًا منها وراء النظارة الطبية السميكة .. قلت لها بعد أن وضعت رأسي في حجرها : - عمتي .. هل ما زلتِ تتذكرين قارىء عداد الكهرباء ؟ توقفت عن الحركة أصابعها المندسة في شعري ودفعتني من كتفي للنهوض وبصوت...
يلوح فوق السنام شامخا كجبل، يقود رفاقه عبر دروب الصحراء، جمله يسبق جمالهم. طويل العنق، أسمر الوجه، جلبابه أبيض فضفاض، قلبه قلب سبع، أو قل: في صدره مضغة من حديد، لا ينال التعب من عزمه شيئا، و لا يضنيه الجوع و حر الشمس الحارقة. من وقت إلى آخر تثور العواصف الرملية؛ فتتوقف القافلة، و ينيخ الرجال...
داهمته الهموم، بعد وفاة والده المفاجىء، حول أوراقه الجامعية من إنتظام إلى إنتساب، وعمل فى إحدى الورش، التى تعمل فى صيانة وضبط إطارات السيارات، بعد أن أصبح مسئولا عن الصرف على أمه المريضة وأخوته الصغار، توقفت أمام الورشة سيارة، تقودها فتاة فى ربيع العمر، خطفته عيناها وحاصرته وهيئته لما تريد،...
أعلى