سرد

ذاكرة طفولني البريئة أحيطت بجمال روحي، هناك في قريتنا الصغيرة، تستلم ذاكرتي مقتنياتي الزاخرة بعفوية الطفولة البريئة، شوقٌ يصطحبه نزاع بين الحاضر والماضي، ارتدّت علامات الشوق لطفولتي عند الكبر، أتصارع في الحياة، اشتهي للبراءة، وأشتهي نقاش الاصدقاء، أبحث عن الصدق في وجوه من حولي، كنا نجوب القرية...
أقر وأنا في كامل عقلي الذي ثقب إلا قليلا حصنته أمي بدعواتها الطيبات؛ أنني ما زلت محبا للقمر، وتلك هي جنايتي وما برحت تلازمني، البعض منكم ماكر يستغل انفراجة البوح لدي ليتسلل إلى تجاويف تغلفها متاهات أنزوي فيها، الليلة الماضية جاءتني تحمل سرا خطيرا، لا ينبغي أن يطوى دون أن يعلمه المكتنز لحما، ها...
فى قريتنا الطيب أهلها، والمشاعر النبيلة، عشت طفولتى أو بالآحرى أحلى سنوات العمر، شقاوة وتعثر وبكارة، نتذكر القليل من ملامح وجوهنا وبكائنا وحماسنا وتسلقنا الأشجار، والجرى خلف الطائرات الورقية والفراشات، كانت الدنيا رحبة وكريمة ومحبة ومتسامحة، نملئ سلال البنات بالثمار والأزهار، تسكننا البهجة...
الأقدار فى كثير من الأحيان تعيد ترتيب الأمور دون رغبة منا، لا يغيب عن ذاكرته ذلك اليوم الممطر فى شتاء برد قارس ينخر العظم، الحدائق موحلة بفعل المطر والأشجار عارية من الثمر، والشمس توارت خلف البيوت الرمادية البعيدة، تطارده ملامحها وكلماتها التى تقطر شهدا، تسير بتمهل فى بهو روحه، الحياة دون حب...
حملت كعادتها أقفاص الطيور، اليوم موعد السوق وفيه الرزق الوفير، تبيع الدجاجات التى كبرت وإرتضت ببقايا الطعام، فهى لا تقدر على شراء علف الطيور، ضوضاء فى البيت و عراك، لا غلبة فيه لأحد بين أفراخ الكتاكيت وأولادها الصغار لاينتهى إلا حين يكبر الأولاد، تختبئ من وطأة الأيام، خلف وشاح الصمت، تتراكم...
كان يعمل بقربي على مسطح العشب الأخضر الصغير، يدفع آلة جزّ العشب الذي استطال أكثر من اللازم، مسطحات العشب الأخضر يكمن جمالها في ترتيبها، وعندما ينمو العشب لا بد من تهذيبه حتى تستعيد المساحات الخضراء رونقها، ألا نعمل ذلك حين ينمو شعر الرأس. حين نشعر أن الأمر بحاجة للذهاب إلى صالون الحلاقة نتخذ...
استوقفني طفل في الشارع ؛ يجلس مهموماً ، كعائل أثقلته ديون ، يضع يده فوق رأسه والأخرى يخط بها في التراب ! ، فاقتربت منه وجلست ، وما إن انتبه إلى وجودي حتى تحرر من سجن الصمت ؛ وفاجأني وهو يحدق في وجهي : مات أبي ! ؛ وجدي يشبهك كثيراً ، فهل يمكنني أن أناديك أبي ! أنت أبي !! وكررها بالقسم !!! ،...
أهم بصعود ( الأسانسير )، صوت يزاحمني : صدر قرار بنقل بدوي. ألتفت لأتأكد من شخص المُتحدث، وأثناء الدوران يُغلق الباب، أنزل بالدور الثالث عشر، الإدارة تكاد تكون فارغة، السعاة يترقبون قدوم المدير أمام الأسانسير ،وفي الغرفة المقابلة الموظفات تتهامسن، جلست قبالتهن، أ أفتتح ندوة الترويح أم ما زال...
أكتشف والدي، إنني عندما أرسم أي شيء، يتحول الى واقع ملموس، مثلا رسمتُ دجاجة فأصبحت لدينا دجاجة حقيقية توقوق طوال النهار، طلب مني أبي أن أرسم لها ديكا، حتى تكف عن الوقوقة ففعلت، بدأت تبيض لنا في اليوم بيضة واحدة، قالت أمي أرسم لنا تسع دجاجات يا بني، حتى يكون لدينا عشر بيضات في اليوم، أستغربت، كيف...
في البقعة التي تلتقي عندها مياه بحر نورجا مع مياه بحر نورشا .. ثمةُ جزيرة تحيطها من إحدى الجهات أشجار البرقوق الأحمر الذي زادته أشعةُ الشمس اشتعالاً وتوهجًا. أشجار الصفصافِ سحر ظلالها الخضراء وهي تميس مع الأنسام تغوي الورد .. فيمتلئ المكان بالعبير الذي ينعش الأفئدة فتهيم الروح في الملكوت. الشلال...
يبدو أن أحدا لم يسأل نفسه: من يكون ذلك الذى جاء قريتنا منذ زمن بعيد والتي تنتشر أقاويل حوله أن بظهره خاتم الولاية؟ الروايات تمنحنا فرصة للهروب وتقتلعنا من حياة لم تكن تمنحنا أي إحساس بالرضا. هذه جملة نسيت أين قرأتها؛ فالعته يضرب ذاكرتي؛ علي أن أدون تلك المفردات التي تتناثر كل يوم كما حبات رمل...
فى عصر أحد أيام شتاء 1982كنت عائدا من مدرستى الثانوية التي تبعد بمسافة ليست بالقصيرة عن منزلي الكائن في منطقة السيدة زينب بالقاهرة وصلت المنزل وطرقت باب الحجرة التى نعيش فيها فتحت لي شقيقتى الصغرى التلميذة بالأبتدائى ودموعها تنهمر من عينيها دون توقف ..أصابنى الذعر و سألتها لم تبكين قالت...
1 جلس عبد السلام متكئا على الجدار، يُقارن بين التلفاز والسوق، ويُفكر في العيد. الأسعار تحرق الأيدي والجيوب. الحكومة منشغلة بالتوظيفات الجديدة في المناصب العليا. تقول بأن كورونا وحرب أوكرانيا والجفاف لم يتركوا لها خيارا آخر غير التفرج على المستهلك وهو يحترق بالكامل . قال فلاح يبيع الخرفان محتجا ...
لقد مررت بيوم عصيب، وليلة مروّعة، أدعية امّي التي تجعلني أشعر بالراحة والاطمئنان دائماً لم تعد تنفعني. أنا لا أنتظر أحد. ولكن كلّما ارتفع هبوب الريح وانغلقت الأبواب والنوافذ بقوة أثار في مخيلتي خوفاً عميقاً، لا أستطيع التخلّص منه مهما حييت، يأخذني الخيال الى أماكن مجهولة لكنّها جميلة جداً، خضراء...
وجده يتأمل صورة شقيقته فى شغف، سأله : أعجبتك ! تلعثم وهو يقول خجلا : شدنى إطار الصورة، - قال صديقه ضاحكا : مشيها إطار، مضيفا شقيقتى زهرة فى فرنسا للحصول على الدكتوراة، - قال بصوت خفيض لايسمع : زهرة ماأجملها، لا تماثلها زهرة فى الكون، أكيد مع زوجها - قال صديقه : إنها لم تتزوج بعد،...
أعلى