سرد

في طريق وعر، نجري بصعوبة قبيل الفجر هائمين على وجوهنا، يتملكنا الرعب ويحيط بنا الخوف، لا نحتمي من البرد القارس فوق الجبل سوى بسماء ندعو في كل شهيق وزفير أن ترحمنا، انتفض جسدي بعدما سقط زميلاي من شدة التعب، أتساءل: هل كان حلمًا، لا بل كان كابوسًا فظيعًا: خدعنا المهرب! ليست النهاية التي رسمناها...
“إن تاريخ كل مجتمع موجود إلى يومنا هذا هو تاريخ الصراع الطبقي" كتبت هذا -وكان محور محاضرتي- على اللوح والتفتُّ الى أعين لا أقرا منها إلّا الجمود و عدم الاهتمام ...وكي انتشلهم من سباتهم ...سألت : -من يذكر لي أسباب حتمية الصراع الطبقي ؟ أتاني صوت احد المتندرين : ـأي طبق تقصد ؟ ..طبق القش أم(...
يرى أن الإبتسامة أعظم روشتة لا يكتبها طبيب ولا تكلف شيئا، عملا بالمثل الصينى الذى يقول : إذا لم تستطع الإبتسام فلا تفتح متجرا، الإبتسامة رسول يشيع البهجة والدفء، بسببها إرتقى أعلى المناصب فى المؤسسة التى يعمل بها، شديد التفرد والخصوصية، نقى السريرة، لديه رصيد هائل من المعرفة والتجربة، أصبح...
أنا ابنةُ الشّاعر: تقولُ دارينُ لصديقاتِها. .....ثمّ رأتْ دارينُ المدينةَ تضيءُ كألوان ثوبِها في اﻷعياد، حاولتْ أن تمسكَ باﻷصفر....فأعجبَها اﻷبيضُ..ثم البرتقاليُّ.كيفَ لها أن تجمعَ هذه اﻷلوانَ في كفّها؟. تريدُ أن تملكَ المدينةَ، ففتحتْ كفّيها لتندفعَ اﻷنهارُ واﻷشجارُ إليها. اﻷنهارُ أكثرُ زرقةً...
انبرت تلاوين الرأس المحتال.. حجة تشهد لامرأة لا كالنساء العاريات.. الكاسيات... الماجنات.. الزانيات.. زمن الحلول و التداخل و افك النحول ان ظفيرتها انشوطة لقصيدة تبحث عن عنوانها عن سخف نصفها في السديم في المسام في تداول الايام و الصدام افول لهوية فينقية... ---- رمادها...
أهلُ المحبَّةِ بالمحبوبِ قد شغلوا وفي محبَّتَهِ أرواحهُم بذَلوا وخرّبوا كلَّ ما يغنى وقد عمروا ما كان يبقى فيا حسن الذي عملوا لم تُلههم زينةُ الدنيا وزُخرُفُها ولا جناها ولا حليٌّ ولا حلَلُ هاموا على الكون من وجدٍ ومن طربٍ وما استقَلَّ بهم ربعٌ ولا طلَلُ داعي التشوفِ ناداهم وأقلقهُم فكيفَ يهنو...
عندما نزلت من سيارة الأجرة شعرت براحة كبيرة، فقد ظللت، طيلة الرحلة الممتدة من مدينة وادي زم حتى دوار "لعشاشكة"، أرزخ تحت ثقل شيخ ستيني تكوم فوق رجلَيّ، وهو يدخن بنهم سجائر "كازا" الرخيصة، غيرَ آبه باحتجاجاتي. كان سائق السيارة يكتفي بلازمة تعودتُ عليها من جميع السائقين: "اسمحْ لينا ألفقيه، نحن...
بعد كل تلك السنين الطويلة من الحنين الى أبي، رأيته أخيراً، جالساً على حافّة النهر، ينصت الى جريان الماء ويراقب اهتزاز الحشائش. لم أره من قبل بهذا الصفاء الذهني والتوحد مع انسياب الماء، حتى انّه لم ينتبه لوجودي أو ربما أنا تصورت ذلك. جلست بجانبه يغمرني نفس الفرح الطفولي عندما كان يعود مرة كل شهر...
لا بد أن تكون أعصابك من حديد، وأنت تعبر هذا الطريق، وفي هذا الوقت بالذات. حركة المرور بطيئة مثل السلحفاة. توقف ثلاث مرات أو أربع في الضوء الأحمر. قبل أن يصل دوره، ويقطع الطريق، شغل شريط الغناء. عندما يستمع إلى (نانسي عجرم)، يشعر بأعصابه تبرد،وكأنه وضعها في ثلاجة "يا اطبطب وادلع يا يقولي انا...
صدمته تجربة الحب الأولى فى حياته، أو كما يسمونها التجربة البكر المتعثرة، أو المراهقة العاطفية، التى تفتقر للجدية، أعطاها الكثير من قلبه دون عقله، أورثته الهموم وهزت كل كيانه، كتب فيها ديوان شعر حروفه تقتر وجع، إستقبله القراء بحفاوة بالغة، إنه الحب الذى فجر فيه كل هذه القصائد، وهو نفس الحب الذى...
حين عـزفت الساعة لحن السابعة صباحاً .. نزل " مراد افندى " إلى الشارع ، يغمره الأسى والضيق ، فاليوم آخر أيامه ، في الخدمة الحكومية .. سيحال إلى المعاش .. ويودع زملاء العمل .. شرد بذهنه إلى الوراء ، يتذكر تلك الأيام التى انقضت ، ولم يبق له منها سوى ذكريات حلوة عـذبة ، يتأملها كشريط سينمائى أمام...
لملم أشياءه؛ ذلك قرار اتخذه بعد عناء، أوصته جدته حين يكبر أن يفتح الباب الخشبي العتيق، كان في بلاد المنفى بلا جذر، عاش تائها، يحمل أوراق هويته الممزقة، عاش في المخيمات، كل شيء فيها مؤقت، حتى الأمكنة أطلقت عليها أسماء بلاد الزعتر والليمون، هذا أبو عائد وذلك ثائر وتلك فدوى، أكثر ما يفكر فيه كيف...
كولن ولسن كاتب بريطانى، لا يكتفى بالقشرة الخارجية، يغوص داخل النفس البشرية، بمشرط جراح ماهر، يعرف دقائق النفس وآلامها، كيف تقرأ له تلك الفتاة التى لا يتجاوز عمرها الربع قرن ؟ إنه وهو الأكبر سنا، يجد صعوبة بالغة فى قراءته، ملامحها تفتقر للجمال، لكنها تتسم بذوق رفيع وتناسق رقيق فى ملابسها،...
عبر الواتس آب .. والفجر يحاول التسلل من بين ظلمة الليل لينثر بهاءه على كل شيء .. أرسل لها: حين ودعتكِ الليلة الماضية .. وددت أخباركِ أن عينيكِ تائهتان في عتمة المساء لكنهما مضيئتان من الداخل .. بوابتان للأسرار تخفي وراءها ما يمكن ملاحظته .. ثمة نور تسلل منهما وقف على ضفاف قلبي أكد لي أننا...
في نهاية مرحلة الطفولة ودخولي مرحلة المراهقة عدت من المدينة حيث كنت أدرس هناك ، عدت إلى قريتنا كما يعود رائد الفضاء إلى كوكب الأرض يروي مشاهداته وانطباعاته بفخر وإعجاب مفرط بالذات ، تحلق حولي أطفال القرية أروي لهم عجائب المدينة وغرائبها وهم فاغري أفواههم دهشة لما يسمعون من الأشياء العجيبة...
أعلى