سرد

وقف الحاج بسيارته بالقرب من وكالة بنكية . نزلت زوجته ، واتجهت إلى الشباك الآلي لسحب قدر معين من النقود . فجأة فتحت الباب امرأة في الثلاثينات ، وجلست بجانبه ، طلبت منه مائتي درهم ، وإلا وضعت أصبعيها في أذنيها وجمعت عليه الناس ! لم يسبق له أن وقع في مصيدة مثل هاته ، ولا سمع عنها من قبل . التفت...
رغم أن تلك القصة قد حدثت قبل أكثر من عشرين عاما إلا أنني كلما أتذكرها أضحك ، وما قصصتها لأحد حتى ضحك ، أحيانا أتذكرها وأنا في الطريق لوحدي فأضحك وأظل أتلفت لأرى هل يراني أحد أضحك لوحدي في الطريق ؟ أكيد سيقولون أنني مجنون . صرت مؤخرا كلما تذكرت هذه القصة وكنت لوحدي أحاول منع نفسي من الضحك حتى لا...
الطيران بأجنحة متكسرة بقلم / أيمن دراوشة (1) مللت الأساطير وقصص الأدباء فأنت الحاضر في برودة الليل الحالك وصحو الفجر المشرق (2) أيتها البعيدة والمسافة بيننا كالمسافة بين الكلمات أمد لك يدي فلا أمدها إلا على فراغ (3) لا مجال للعودة فالشراع تائه وسط هذا البحر تحركه الأمواج...
تميل الشمس للمغيب ، تتعانق مع الأفق ملقيةً ما تيسّر من شعاعها على الابنية العتيقة حيث تخفت حركة السابلة وتفارق الشوارع مرتاديها مودعةً اياهم حتى نهار يومٍ جديد لتستقبل مرتادين من نوع خاص متخذين من الهامش حصنا يلوذون به ومن الليل عالم يعيشون فيه . هناك من بين الظِلال والعُتمة يطلّ المتشرّد ، يجرّ...
راحَ يطوي خطواته المُثقلة تحت قطراتِ الطّلِّ ، تعوّدَ الخروج في هاتهِ السّاعة المتأخرة من اللّيلِ ، يقضي ساعات طوال بجوارِ " الغفر" في الخُصِّ ، هناك على مشارفِ القريةِ ،حيثُ نوبات حراستهم، لا يعود من مكمنهِ ، إلا مع غَبشِ الفجرِ ، لا يَملّ من النّظرِ إلى البنادقِ المُعلّقة في جذعِ الصفصافةِ...
تستقبل الصباح ببسمة حانية، تشكر الشمس على صبغة بشرتها بلون الذهب، ناضرة كالفاكهة ليس ذلك ماشده نحوها، لكنه ذلك الكتاب المتوحدة معه فى إستغراق تام، لدرجة انها لا ترى الأطفال الذين يتقافزون حولها، مدهوشا أمام تلك الحسناء التى تقرأ فى رواية من تأليفه، آية مصادفة القت بها جواره، إنها القارئة الوحيدة...
لم تكن الحرارة الشديدة ولا وهج الشمس الذي اخترق رأسي هما السبب فقط ولكن الارهاق أيضًا، بعد أن مشيت حوالي ثلاثة كيلومترات والنصف على قدمي وهي المسافة بين المدرسة ودارنا، تستغرق هذه المسافة بالخطوة السريعة حوالي نصف ساعة أما إن كنت مثلي نحيف البدن رهيف القلب ومعتل الصحة فستقطعها في ثلاث ساعات على...
تأنقت في ثيابها وضعت عطرها النفاذ، وقفت قبالة المرآة، خطت خطوة أو خطوتين، تمايلت يمينا ويسارا، وضعت يدها على خصرها النحيل، داعب هواء النافذة خصلات شعرها الأصفر، تخلصت من بعض شحوب في وجهها؛ وضعت بعضا من مسحوق مرطب، إنه ينتظرها، دارت بها الفرحة في أرجاء الغرفة، آن لها أن تغادر ذلك البيت متخلصة من...
قال فيها ماقاله العقاد لحبيبته الأديبة مى زيادة : ماذا فى الدنيا لعمرى أريد / أنت هى الدنيا فهل من مزيد آدم باع خلده من أجل حواء، فهل يبخل بحبه لها وهى الجميلة التى لا تخطئها العين، أحبها بحجم الكون الحياة تبدأ وتنتهى عندها، لا يدرى أنها لا تبادله الحب وإنما تتسلى من باب تذكية الوقت من جهة...
-كلّما فتحْتُ حواراً ، أجد بيني وبينكَ فجوةً لا يُمكن تجاوزها . قالت ذلك ببعض التنهّد والتأفف. وأجاب ساخراً : -أفّ ، لا يمكن تجاوزها !.. هل هي هوّة سحيقة لهذه الدرجة ؟ أطرقَتْ أرضاً ، وآثرَتْ ألا تتابع الشّرح بما يخصّ التناقض في المستوى الثقافي بينها وبينه كي لا تجرحه ، إذ طالما ارتضت به...
هالني هيكلة المهول، يوم تحدى الرقيب بركات، ورفع برميل الماء فوق رأسه كجرة صغيرة. مدهشة قوته تلك، التي كانت سببًا في شهرته بين أفراد الكتيبة، لأن فواز اعتاد، بدافع من شهامته، أن يجر المدافع التي نعجز عن زحزحتها في الرمل الناعم أثناء التدريب. كان عرقه ينضح تحت الشمس المختالة بسطوتها، ويبتسم،...
عبر أشرطة القضبان التي تلمع في المدى، تتحرك الأجسام بظلال شبحية، تتصادم في الضوء الشحيح الناشع من أعمدة الفلورسنت التي تطل من الخارج، وحول فوانيس هذه الأعمدة، تتماوج في علو، دفعات البخار الكثيف، شتوية وباردة، وتضيع في سماء داكنة بلا نجوم. ثمة أصوات تزعق، وتنادي بأسماء، نبرات بعضها واضح، وبعضها...
سحبتني السيدة من يدي لتدفع عني الحرج، وعبرت بي الطرقة الضيقة، وهي تتفادى بمهارة الاصطدام بأثاث البيت الصغير، تفعل ذلك كامرأة علقت سنواتها بسخاء على جدران هذا البيت. أشعر بيدها ترتجف، أصابع ممتلئة خشنة، تليق بربة بيت. في الحجرة ضوء خفيف يتسرب من خصاص الشيش المغلق، ورائحة لم أميزها أبداً...
الوقت مرايا مهشمة. مشارط الغروب تفتح الجراح المغلقة، و ترتل كتاب الحزن في قلب عجوز. على الحصير المتآكل بسطت المائدة. قرآن المغرب ينثال رخيما من الراديو. أبدا لم تنس وضع الزيتون و تزيين المائدة بصحن التين؛ كي يشق يحيي صومه بالعسل الرطيب. اتكأت على عصا قديمة، جثت أمام فرن الحطب القابع في ذيل...
- اسمع يا أخي، أعرف أن لسانك طويل ، ولكن سأحكي لك، وأمري لله.. - ماذا هناك . قل ، عليك أمان الله. + حسنا، مع أول ليلة من رمضان تأبطت السجادة، وأسرعت الخطى نحو المسجد . - جميل ، ماشاء الله عليك . + كان الأطفال يلعبون في الجوار، والمتسولون على جانبي الطريق ينتظرون الصدقات. لكثرة المصلين غصت رحاب...
أعلى