سرد

حُبلى هي ايامه، فمنذ سنين تاه العد فيها اخصيت حياته بغير شرعية او رضا، لم يعتد الخروج منذ زمن بعيد، فما كان منه إلا ان لبس خمارا غطى به سوءته التي وصمت عارا عليه، كونه يحمل فكرا تحرريا، أمسك كل مقتطفات اقاويل الهجاء والذم رفات، طرز بها كفنه الذي حمله على كفيه، عارضا ذاك الابن المحرم دية لمسوغات...
أعلم أن هذه مدينة بلا قلب يرحم الأيتام؛ فالجميع هنا مصاب بالفقد، به وحشة لا تملؤها أندية المدينة الصاخبة؛ رغم هذا حوائطها ومبانيها صماء معجونة بالغلظة، تبدو مثل زوجة أب ألقت بصغاره في العراء وجلست تمشط شعرها وتضع عطرها الشهي، ترتدي له قميصا أرجوانيا؛ يتناسى صغاره، تمزق أمعاءهم الكلاب، ثوبي بقيت...
بعد "انتصاره" على جيش شمس، وكان ذلك كما نعلم جميعا، باستعمال الحواجب العازلة السميكة بدل الغرابيل التقليدية على مستوى الدفاع، واستعمال القنابل العنعونية (أو العنعنية) التي تتلف البصر، على مستوى الهجوم وبعد تراجع الجنرال مشعاع وتخليه عن الممالك الشرقية التي ولد فيها وترعرع وبعد خطبة الفقيه...
فتحتْ له باب الحمام وأشارت بيدها الى أنه يجب خلع ملابسه، علمتّه كيف يفتح الدوش.أكتشفت، إنه غير قادر على الأستيعاب ، قامت بفتح الصنبورين في أنبوب الخلاط ليندلق الماء البارد والدافئ . ليس لديها ما يمكن قوله الى زوجها الذي يجلس أمام التلفاز على مقعده المتحرك . همست بأذنه " وجدتُه ينام عند عتبة...
مقامات العشق واللظى .. شعر السيد المسلمى . كذلك أحرقت أغصانه ونأت تغرد فى مساء العهر ،ردت عريها للريح واشتعلت على أوتارها الصبوات ،فاقرأ فى كتاب الطهر آيات النوى واكتب :وإن العهر دساس . فبأى أيات الهوى اشتعلت وزفّت شوقها للروح وارتشفت بها إيقاع قلبك , أى عشق حلّ فى جسد تعاطى العهر , فى روح...
لم تكن من عاداتي ارتياد المقاهي، لكنني اعتدت مؤخرًا الجلوس فيها كل صباح أحتسي القهوة قبل ميعاد بصمة العمل. في يوم غَيومٍ من أيام الشتاء، كانت معالم الأصالة ترتسم على وجهها الصَّبوح وهي تساعد ولدها الوحيد في إدارة القهوة. بدا عليها أثر الزمن جليًّا؛ فاشتعل رأسها شيْبًا، أسفل طرحتها، وبرزت عظام...
تتحسسها بحرصٍ شديد، تمرر أناملها الصغيرة على قشرتها في نهم , تضع ثغرها المنمق عليها في لحظة عناق، نظرات عينيها مسلطة على الجميع تحملان رسالة تحذير: “لا تنظروا إلى حتى أُنهي لقائي بها “ أرُقبها بعينين من الشفقة واللهفة، لمعرفة ماذا سيحدث في هذا اللقاء ؟!. تقشر قشرتها البرتقالية السميكة بعناية...
كان تدفقا جميلا للغبطة التى أشعر بها، عندما سمعت صوت الموسيقى أتيا من بعيد من أحد المراكب السيارة على صفحة نهر النيل، وأم كلثوم تشدو برائعتها(شمس الأصيل) أنا وحبيبى يا نيل نولنا أمانينا، مطرح ما يسرى الهوى، ترسى ما مراسينا. شعرت بنشوة الوجد، وأنا فى حضرة الموسيقى لا يسعنى إلا أن أندمج كاملة...
انه صباح جميل من صباحات يوم الجمعة المعتادة ، هكذا قال مأمور السجن لنفسه وهو يستعد للذهاب إلى الحلاّق، ولأنه يعشق حد الجنون وظيفته فأنه لا يخرج من منزله الا وهو مرتدياً بزّته العسكرية حتى في ايام العطل او لإنجاز عمل ما خارج الدوام الرسمي، فالبزّة العسكرية تساهم في انجاز المعاملات وتسهيل "الامور"...
تذكرت الطيب حين أحاطت بي ريح أمشير، تدوي في خارج البيت زوابع تكاد تتساقط من هولها أشجار الحديقة، لم أسمع للكلاب نباحا، حين ابتدأ دب الفولجا يرسل حمم ناره قتلت كلبتنا الصغيرة، ليلتلها بكيتها، ظلت تتأوه حين كانت في النزع الأخير ضرب كييف، ترى ماذا يتبقى من هذا العالم لو ضغط على زر الرادع النووي؟...
كان عليَّ أن أسابق النوءَ البادي في السماء الداكنة المكتنزة، أرفع عيني نحو الأفق وأسرع الخطى على الشارع الطويل المؤدي للـ"قشلة"1. في المنعرج عند مكتب البريد، ضاقت السماء بحملها وأرسلت زخات الماء كحبال سماوية تقرع رأسي وجسدي وتدفع بي تحت باب البناية. كانت" بنت حادة " أخذت مظلتي بعد زيارتها...
إلى / سهى زكى مشهد خارجى : الشمس ساطعة بعنف أغسطس، ولكنها تحاول أن تكون فى حنان سبتمبر. امرأتان تعبران الرصيف، كل منهما تتكئ على كتف الأخرى. الميدان يقترب. عند مقهى على ناصية باب اللوق تدخلان. من الداخل المكان رطب، رغم رعونة الشمس. الأرض قديمة وقذرة، رغم المحاولة المستميتة من عامل المقهى فى...
أقسم لك يا سيدي بأني لم أسرق ساعة جيبك... فأنت تعرفني جيدا لقدعملت لديك منذ سبعة اعوام وكان أمامي العديد من الفرص!! بذلك اختبرتني وألزمتك الحجة بأني رجل يحاول ان يجني لقمة عيشه بالحلال فأنا لدي عائلة وأولاد لا يمكن ان اكون مثالا سيئا لهم... السيد رؤوف: ها انت قلتها اتيحت لك العديد من الفرص ربما...
باللهِ يا طير تعطيني جناحيني لافرّ وانزل على روحي حبيب عيني من حبني يوم حبيته سبوعيني ومن حبني شهر حبيته سنتيني صابح مسافر تسيبيني لمين يا عيني على وقعِ هذه الكلمات الرَّاقصة، وفي ساعةِ الغروب تعوّدت " بدرية" هدهدة ابنتها" نوال" ، سرعان ما تَغيب في وجومٍ طويل ، كأنّما تتجرّع كؤوس الشَّقاء غصَصا،...
غادرت المنزل في عجالة بحثا عن السلوى، وتغيير كيمياء المزاج ،والترويح عن نفسي التي كدرها ضنك العيش، وقسوة الحياة ،ومشاغلها المتتالية في حلزونية مملة مشيت في ذات الشارع المشبع برطوبة العبثية ،وبالدراما السوداء ،والمواقف المتناقضة، والوجوه التي تنزف نظرات متيبسة بلا معنى ،هو ذات الشارع الطويل...
أعلى