سرد

يبدو أن مزيدا من الوقت يكفي لأخبركم بتلك الأزمة التي تناقل الناس أسبابها؛ ففي تلك النواحي لايمكن لأمر مثل هذا أن يمضي دون أن تتلقفه الآذان، يكتفون بكسرات خبز تعاركت مع الأيام ومن ثم يمضغون هذه الأقاويل؛ تعلمون أنني بعيد عن هذه الترهات منذ زمن، أسكن في بيت ناء، تمر بنا باعة الصحف مطلع كل شمس...
أحرقوا كُتُبها!!! يالهول ما قاموا به وهم يتضاحكونَ فرحين متغامزين دون أن يرف لهم جفن . . الكاتب وحدهُ الشاعر المؤلف والناقد يعلمُ ما يعنيه إحراق الكلمات هو "إحراقٌ " له وتحويلها إلى رماد إثرَ إطعامها للنار وقوداً ليخبزوا عليه وينضجوا شِواءَ الباذنجان " بابا غنوج " في سوريا حيثُ الحرب والفقر...
كلما هلت صاحبتها مشاعر متدفقة من الراحة والبشر، مثل عاصفة من الحب والبهجة تفوح في المكان، تتوسد كامل كيانها المهيب الفارع الذي الذي يعلوه بشره خمرية جذابة تشكل وجه دائري يستمد جاذبيته من لمعة سواد العينين التي تشع حنانا وجاذبية. لها تأثير المغناطيس الجاذب للخلجات والمشاعر الرقيقة حينما تهل...
يتقطر العرق من جبهته، وتزحف الحبيبات المالحة إلى عينيه، لكنه يُخمد الألم بدعكهما بأصبعيه. يستمر في العدو.. إنه لم يلتفت أبداً للخلف.. أبداً.. ذلك أنه لم يهتم أبداً بما يفعله العداؤون الآخرون. في الواقع كان يخشى خط النهاية أكثر من العدائين الآخرين. - في خط النهاية ينتهي الحلم.. سأله الصحفي: -...
بالأمس ذهبت إلى نادى القصة، وكنت لم أذهب إليه منذ سنوات طويلة، وأنا فى طريقى إلى هناك، مررت بميدان التحرير، وتحديدا أمام المجمع، وسمعت عن بعد صوت أم كلثوم تشدو برائعة بليغ حمدى( ليلة حب) كنت أود ان أجلس بجوار بائع الشاى والذى قام بذكاء شديد برفع صوت المسجل عاليا، فملأ المكان بعبير رائحة الشاى...
تووووت..توووووت.. تووووت..توووووت.. تتسارع ضربات القلب.. اللحظات تمر ببطء شديد.. لم يجب على الهاتف أحد.. صمت.. صمت.. صمت.. ماذا أفعل.. صديقي كريم لم يجب على الهاتف.. ماذا أفعل هل أكلم طبيبي النفسي؟ لا.. تذكرت.. انه مسافر.. دخلت الحمام لساعة كاملة حاولت فيها جاهداً البكاء كي أرتاح إلى أن نجحت،...
اتكأ الكون على اريكة روح التثاؤب، تقادمت نظريات ذات ثائر ولم تعد ايقونة الشراع الممزق فوق قارب الصياد العجوز تومىء للقراصنة ان "آرنست همنجواي" تعثر فوق تباريح الفصل الأخير لروايته. الفصل شتاء والرياح القادمة من روح الانكسار تمضي بتعرج لا يفضي إلى مرمى آخر له سوى تلك الغيمة المتسكعة التي أظلت...
رفعت إليّ عينيها البنيتين الواسعتين اللتان تلمعان بالدهشة وقاطعتني: لماذا ارتدت ليلى رداء أحمر، فربما الذئب كالثور يستفزه اللون الأحمر، الم تخبريني بذلك سابقاً؟! نظرت إلى تلك البراءة المستلقية بجواري تتمثل في جسد نحيل وعينان تبرقان بالذكاء.. تعجبت في صمت.. من أين أتت فتاة السادسة بسؤال كهذا؟...
بعد منتصف الليل استيقظ الناس في قريتنا على صوت رعد تبعه مطر فارتفعت الأكف لله بالدعوات بأن ينزل الغيث ويسقى الأرض العطشى ، وهطل المطر وسمع الناس صوت السيول فأسرع البعض من الفلاحين على ضوء الفوانيس والكشافات إلى حقولهم يطمئنون هل ارتوت بالماء ؟ ، ومع انبلاج النهار سارع الفلاحون إلى حقولهم ليجدوها...
أطالع التلفاز وأقرأ الصحف في صمت ، أجيب على أسئلة الدنيا بالصمت ، للصمت دلالات تفوق كثيرا كل الكلمات ؛ لست نبيا نذر لربه صوما ،بل سفاح ، يقتل الحرف ويشنقه على شفتيه .للكلمات رائحة كريهة كلما شممتها أتقيأ قيحا . ما إن لامس الوسن جفني ؛ حتى قمت مسرعا ؛ أتقيأ حروفا نيئة برائحة كريهة وبكيت ؛ توضأت...
تصلُ الريحُ رفوفَ حمام .. تحطُّ على الوجنات. وتقولُ الناسُ: ما شاء الله. تغتسلُ الدنيا، وتشهقُ الأكواخ. يتسلقُ المهاجرون أسطحَ الصفيح، ويتنادون، وهم يفردون النايلون، ويربطونه على الثقوب. عندها يصعدُ صبيُّ الريحِ التلال، هناك يشهرُ ذراعيه.. سبّاقا في عناقِها، متمتعا بشدتها، وقد انغلقت صرصرا...
تسابقوا في نقل متاعها، تخلى الجميع عن الضمير، لا فرق، الزاهد والفاسق، تمتزج أنفاسهم في سباق محموم، حملوا الأمنيات والخيبات. أذهلها رؤية هذا العابد وسط حشد من الظالمين، وقد حُشروا في زمرة الخائنين. تأملت عينها الباكية أياديهم تخطف الأثاث الخشبي المغلف بفرحتها، كمن ينزع الأظافر من يدها، أول لحظات...
"من لمْ يمشِ على ظهر الرومبلي حافياً لن يُحْشَرَ مع الصعاليك" هكذا كان يشحن كبيرُنا إرادتَنا ، ويحكي لنا عن رواد الصعلكة والشَّغَب عبر التاريخ، عشقنا فيهم عَدْوَهم وهجومهم حتى تمثَّلْناهم .. كان يحلو لنا المشي حفاة بزعم أننا نقضي حوائجنا خفافاً، كان ظهر الرومبلي تحت أقدامنا ذلولا .. نتأبط...
"مَنْ لَمْ يَشُمَّ رَائحَةَ "الرُّومْبْلي" فَهوَ مَطْرُودٌ مِنْ رَحْمَةِ المدِينَةِ." هَكَذا حَدَّثَني جَدِّي ذَاتَ لَيْلٍ بَارِدٍ كانَ قَدْ تَجَمَّدَ فيهِ كُلُّ شيءٍ، ودَمْدَمَتِ الرِّيحُ بَينَ سَكناتِ القرْيَةِ المهْتَرِئةِ.. أَطْلَلْتُ بِرَأسِي الصَّغِيرِ عَبْرَ مَا كُنَّا نَصْطلحُ عَلَيْهِ...
قالت الوردة في بلادِ النَوح: ما شأن هذي البلاد؟ لا تصغي لهمسٍ وقت صبحٍ، ولا تجيدُ الترنم بالحياة .. قالت الوردةُ لأختِها الوردةِ: قومي صغيرتي؛ نسبحُ في فضاءِ الأغنيات .. وقالت للورود: انظرن تلك الخدود عبر الرصيف، وارقبن كمَّ الشحوب .. قالت: قلبي ضعيفٌ، وهذي الأرض لا ترانا، ومن بعدِ وقتٍ...
أعلى