سرد

كانت العصافير التي تسكن (الحديقة العامة) سعيدة ومطمئنة البال، تغرد وترقص في السماء ثم تحط على أعشاشها الصغيرة المتناثرة على قمم الأشجار وأغصانها.‏ وظلت العصافير سعيدة إلى أن جاءها إنذار من رئيس الحديقة يقول إما أن تدفع العصافير أجرة الأعشاش التي تسكنها، أو أن تغادرها إلى مكان آخر. فقالت...
هي مملكتي، كبستانِ ليلكٍ صامت. تعجّ بالسكينةِ، بلا قابضٍ، ولا كلامٍ يطيرُ كأسنة رماح. خلوتي ميداني، ومضجعي. كل شيء إليها يأتي، ويرف بأجنحة حمام. أمي المفارقة تعود تعجن الطحين، وتقلي خبزنا بزيتنا .. أبي في ركنه، ساقٌ على ساق، يشدو بتغريبة بني هلال. كل شيء ساكنا يجيء بلا ضجيج. وأعودُ فرخَ نسرٍ،...
رغم جل ما فعله معي ، وتعرضي على يديه لإهانة، بالغة ، ولظلم كبير كاد يفقدني الثقة في كل من حولي،و جعل جميع الأشياء، تهتز، وتتأرجح أمامي بشدة،،، حتى كاد يعصف بنفسي ذاتها ويفقدني إيماني بالثوابت التي ألفت نفسي عليها. رغما عن كل هذا إلا أنني لم أستطع أبدا أن أكرهه !! بل ربما وللغرابة الشديدة كنت،...
--كان الشارع مقفرا .سار وحيدا يستظل بشجيرات الرصيف من لفح الحر .لم ينته الشارع...بل ازداد طولا أكثر من ذي قبل، هو في الأصل لم يتعود السير فوق الرصيف ..لمح فاطمة تقطع الطريق ..في الاتجاه الآخر ..كان منبهرا بحيائها الغجري ..حاول أن يلحق بها ..غابت عنه في منعطف الشارع ..تطلع من الجهة الأخرى...
قلقة جدا لحاله! أحاول استدراجه للبوح، لكنه يتحاشى الحديث عما به... عاد كئيباً، صموتاً، شارد الذهن... قل تواصله، تقلصت علاقاته الاجتماعية، كادت تضمحل. تجده، طول الوقت، بملابس البيت، معتصماً أمام التلفاز، لا شغل له سوى تناول القهوة، ونفث الدخان، واللهاث وراء نشرات الأخبار ومواقع النزاع... أحثه،...
-يا شفيق، تعال خذ أختك شفيقة. يهرولُ شفيق إلى الشرفة، ويصيح على أخته التي خلف الشرفة المقابلة: - يا شفيقة، تعالي خذي زوجك. ولا تظهر شفيقة. رضوان يأتي تحت شرفة شفيق كما القدر، يقف في الزقاق بساقين دقيقتين في نصف سروال فضفاض، مبقّع بالألوان، يقف؛ ليحملقَ بعينين داميتين، في رأسٍٍ نحيلٍ كأنه يقطينة،...
وكأنها نبات همجي لا أعرف لها أما ولا أبا .تقوم مع الشمس. تجلس أمام بيت طيني متهدم والذباب يغطي فتحات وجهها الذي تعلوه جبهة عريضة وتتوسطه َوجنة شديدة البروز حتى تكاد تخفي عينيها . تظل جالسة حتى تغرب الشمس فتغرب عن العيون معها . في نهاية العقد الثالث من عمرها وجدتها تسير بجانب رجل ضرير مسن نحيل...
لا أدري ما الذي دهمني الليلة الماضية؛ طريق طويل غير أنه مسيج بهؤلاء الذين يسدون عين الشمس، لم أرتكب في حياتي ما يشي بأنني من هؤلاء الغوغاء الذين يبحثون عن رغيف خبز يملأ بطونهم، أعترف بأنني لا أمتلك حسابا مصرفيا، ليس لدي تطلع لأن أكون أحد الوجهاء، تفقدت حذائي فلم أجده؛ ترى هل سرق؟ يتكرر ضياعه كل...
صُعق حين رآها .. أصبحت أكثر جمالا وبهاء على عكس ما توقع، ثغرها المصطبغ بالحمرة أكسبها مظهرا أنثويا مثيرا، عيناها المحددتان بالكحل امتلأتا بسحرٍ خاص لم يره فيهما من قبل! بالطبع لم ترتعش يدها وهي تضع ذلك المكياچ المتقن الذي جعلها تضاهي نجمات السـينما إشـراقا... هكذا خمن! بـدأ المأذون في...
نعم، كورونا في الصباح، كورونا في الزوال كورونا بعده، كورونا في المساء، كورونا في بداية الليل نفسه كورونا في نهايته، كورونا في إطلالة الفجر.. كورونا في البدايات الأولى للصباح، كورونا في الصباح نفسه، كورونا كورونا كورونا، ألا يمكن أن تتركنا أيها الفيروس القاتل؟ ماذا فعلنا لك حتى تتركنا أشلاء...
كَعَادَتِها كُلَّ صباح، تستيْقظ الشّيْخوخة المَريضة بالوقت، وتدْخل في دهاليزه. هُنا يصبح قابَ قَوْسيْن أو أدنى من المَوْت. فليكنْ. سيختفي هذا الجسدُ المنهار عن الأنظار وترْتاح المدينة. ربّما في منتصف الليل، ربما في الصباح الباكر، في الزّوال أو في المساء، في المقهى أو في نادي الكرة الحديدية...
قريبا من محطة الشمال للقطار؛ في اتجاه منطقة ( باربيس/barbés) مرورا بالمستشفى الجامعي [لاريبواسير/ Lariboisière ] والذي يُعـد معلمة تحكي عن صولة الطب الباريسي . نصادف محطة [ روشوشوار/ Rochechouart ] هي محطة لمترو؛ تقع في مفترق منطقة ( الشابل/ chapelle) و( باربيس/barbés) ولقد عمرت طويلا(1903 )...
كان مساء من مساءات فصل الربيع من شهر نيسان، بعض الغيوم كانت تسير بسرعة، تلفت نظر الطيور التي تحلّق على ارتفاع لا بأس به، على يمين الممرّ في الحديقة العامّة مقاعد حديدية أشبه بالمقاعد التي توجد في محطّات القطارات القديمة، أشبه بكومة حديد صدئة من مخلّفات الحرب، على أحد تلك المقاعد كان يجلس...
خرجت فاطمة لشراء بعض الخضر . عندما رآها سعيد ترتدي الجلباب أحس بأنها ستخرج ، فتمسّك بتلابيبها . غمزت احميدة بأن يُلاعبه ويُلهيه . لا تريد أن تراه يبكي ، ولا تستطيع أن تأخذه معها . شمس شباط حارة مثل شمس حزيران . وهي أصبحت تكره الذهاب إلى المستشفيات مثل أغلب المغاربة . راوغته بالفن ، ونزلت السلالم...
أشعر بالصخب، رأسي يكاد ينفجر.. الشوارع فارغة إلا من أعمدة النور، أفرك رأسي بشدة محاولا إفراغه من وهم الصخب فالعالم الذي دخلت مجبرا أن احتذيه بجميع جنونه وعقده ههههههههه حقيقة أشعر اني على حافة الجنون من خوفي الذي حبلت فيه أوهامي دون ان تلده فقد رامت ان يكون في بطن هواجسي التي لا تنفك تعيش...
أعلى