سرد

الظلمة التي وضع فيها دامسة، لا يرى فيها أي قبس لنور، يتحسس المكان بيديه بعد أن طمس ضياء أحدى عينيه منذ زمن بعيد، العين التي فقدها نتيجة ضربة من رجل سلطة أثناء تظاهرة سلمية... يضحك في نفسه عندما يتذكر كلمة سلمية ويقول: إذا كانت التظاهرة التي خرجت سلمية أطارت فيها عين لي فكم عين تطير إذا كانت غير...
في تبجّحٍ أُنثوي مُستَفِزّ،تقَشعرّ مِنهُ جُلود الذين يخشون العيّبَ ، تَفجّ" أم مرسي" حشود الرِّجال المُتَراصّة فوقَ الدِّكك ، تباغِت أسماعهم بصوتٍ يُجلّجل، تُلوِّحُ بخرقةٍ اصطبغت بوهجِ الدّم القاني، تُبعثِّر النَّظرات باشّة ،تقولُ بعَفويةِ الخَبير:" وشوبش يا حبايب "، تستثير حُمرَة القماشة...
"الأشياء التي لا تسترعي الانتباه عادة، تأخذ بألباب أمثالنا نحن الذين كُتِبَ عليهم شقاء البقاء طويلاً في بلاد الآخرين. إننا قد نستغرق سنوات وربما أغلب ما تبقى من العمر في تأمّل مثل تلك الأشياء، نقلبها ذات اليمين وذات الشمال، لا ننصرف أبداً إلى ما عداها، إلى الدرجة التي قد تضيع معها أحياناً...
هناك انحدار هائل من أعلى الجبل..انحدار حُرٌ ووعِر. وعلى التيس الجبلي أن يحرك أظلافه بحذر، يرفع قدماً فتظل تهتز في الهواء قليلاً قبل أن يضعها على الأرض مرة أخرى، يباعد بين خلفيتيه ويجذب سيقانه للخلف فتمتشق قليلاً، وهكذا يدرك هذا التيس الصغير أن هناك جاذبية أرضية يمكنها أن تقذف به إلى الهاوية...
القصّة من نسج الخيال فلا وجود في الواقع للأشخاص وسائر الإشارات والأماكن الواردة في الموضوع وأي شبه بين الأشخاص والأحداث والأماكن إنما هو محض صدفة.. وحسب كل عام وأنتم بخير 22 - 12 - 2021 انتصفَ النهار ولمَّا يزلْ يغطُّ في نومٍ عميق. فمعالي الوزير أفرط في الأكل والسهر والشراب، وتهالك ليلة...
بعد أن دفعت له ثمن الخضار والفاكهه .. سألني: - ما رأيكِ سيدتي في أن تصبحي حبيبتي ؟ رفعت رأسي إليه .. كأني أراه لأول مرة .. أنه كراسيمير بائع الخضار القريب من بيتي .. شاب بلغاري أبيض البشرة يميل للبدانة منقوش على ذراعه الأيمن وشم لثعبان مخرجًا لسانه يرتدي قميصاً أبيض فيه زهور كثيرة .. قلت لنفسي...
متزوجانِ ، أُقيمَ فرَحُهما في فناءٍ مفتوح ، القمرُ هو الذي تكفَّلَ بالإضاءةِ في جانبيْ الرجالِ والنساء في ليلةِ العُمر ، الفتياتُ يرقصنَ طربًا في وجهِ العروسِ التي أجلسوها على سريرٍ مرتفع ، بينما هو في منتصفِ الحضورِ بثوبِه الأبيضِ وبشتِه الذهبي وقد أحاطوا رقبتَه بعقدِ فلٍّ جَمعوه من بيتِ...
لقد مضى العمر ولم أتحصل على الأشياء التي تترامى إلى أذني من خلال أثير الإذاعة، لوحات الإعلانات تتحدث عن رغبات دفينة، كل هذه الأشياء تنتمي إلى عصر لا يعرفني بل إن حدث يلفظني كما فعل بآخرين لم تدون أسماؤهم إﻻ في أوراق الوفيات الصفراء، أحقا هناك بحر ونحن نغرق فيه، والناجي هو من امتطى ظهر الموجة ؟...
لم يكن الصراع مع المحيط والظروف سهلا على المرء وهو على العتبةِ الأولى من ارتقاء نيل سبل العيش المثخن بالمدِّ والجزر . أكتبُ على استحياءٍ فقلت لكتابي هذا الرجل يدعوك لأن تكون سرداً بدلاً عن كلّ الأشعار ، حاولت ان استدرج الحديث معه من خلال الاسئلة التي أطرحها عليه خلال فترة ارجاع باقي العملة حين...
بمناسبة مرور 57 عامًا على وفاة الشاعر بدر شاكر السياب شعور بالتقصير يراودني بين آن واخر. ياترى.. هل بسبب عدم زيارته؟ أجل أجل.. ربما، فإنني فارقته ولم اسأل عنه أو أمر قريبا منه. إنقضت ساعات الليل ثقيلةً. لأغادر الان. لابد أن أراه وأذكِّره بتلك الأيام التي نتسابق فيها لصعود نخل البرحي والمكتوم...
هكذا وجدَ نفسَه حبيسَ الكرسيِّ المتحركِ في الدولةِ الاسكندافيةِ شديدةِ البرودةِ ، أمُّه عندما كان صغيرًا تنظرُ في عينيْه وكفُّها على شعرِه الأصفرِ الكثيفِ تقول له كأنَّ فيكَ عرقًا خارجيًّا، لم يلتفتْ كثيرًا لكلامها ولم يحسبْ له حسابًا ، ملامحُه وشعرُه الأشقرُ المذهبُ وعيناه الزرقاوين الحادتين...
لم يكن أهل القرية يعرفون في دُنيَاهم من أُبّهةِ السُّلطِة ، وصَولجان الحكومة ؛ إلّا هذا الصُّندوق السِّحري ، له جبروتٌ ترَبّع كَصنمٍ معبود في فؤادهم ، قوةٌ تُسكَبُ كُلَّ يومٍ من فتحةٍ مُظلمةٍ داخل جدارِ بيتِ شيخ البلد ، تعبثُ فيهِ يد " سمير " البوسطجي مَطلعَ كُلّ نَهارٍ، يشبع الحَبّارة ، ثم...
طول عمري أكره اسم فاتن جداً . لم تكن ثمة مقدمات ، أو أسباب واضحة ، لأن يلقى بهذه العبارة ، في وجهي . احتفظت بهدوئي المعهود : ملأ الله سماءك بالأسماء التي تحبها ، وأزاح عنك ما عداها. هو يعمل في فرعٍ آخر ، لا أراه إلا في الاجتماع السنوي للشركة ، نسيت الأمر ، فلم أكن بحاجة ، لأسأله : لماذا يكره...
ذات ليلة ممطرة .. عدت إلى المنزل متأخرًا قليلًا عن موعد حضوري وكانت زوجتي كعادتها تنتظرني لتناول العشاء سوية.. وهي العادة التي حافظت عليها منذ أول يوم زواجنا حتى اللحظة لا يثنيها عن ذلك وأن كنا متخاصمين .. لكنني في تلك الليلة كنت قد عزمت على أخبارها بأمر أخذ مني التفكير فيه لأسابيع طويلة ...
أسمي طنين وأنت ماذا يطلقون عليك؟ لا ادري فأنا متشرد لا اسم لي، ولا هوية، ولا صفة، نسيني القدر ربما خرجت من رحم فقد صلته بالموت فأنزلقت حيث تراني... صراخي كان كفيل بأن تحملني الكلاب والقطط حيث ربتني دون إرادة مني فصرت أردد النباح أو المواء كأني اتقن التحدث بلغات العالم ههههههه... ها انتِ ترين أني...
أعلى