سرد

تلَّفت حوله فإذا بصوره تملأ الهواء , والأجواء , تظهر وتختفي كومضات إلكترونية في كل مكان , تظهر وتختفي في الهواء الطلق كشريط نيرون , استغرب من ذلك واندهش من هذا الأمر, وراح يسأل نفسه وهو في حالة اندهاش وذهول : ــ هذه صوري , نعم صوري التي كنت قد نشرتها قبل ذلك عبر المواقع الإلكترونية في النت وتلك...
يبحث عن سر وجوده عباس، فلكل مخلوق أساس وعرق دساس، ما أن يُخلق حتى يصبح مخطوط ضياع ينتظر أن يداس، بحكم طبيعة الناس من ولد فقيرا لابد ان يداس خدمة له ولبقية الاجناس، يسارع دوما متخطيا مهاترات عال صخب بين المركبات في زحمة الناس، يحمل مستلزمات حياته جيوب مدرعته التي جعلها خزانة عمره والمقادير التي...
(وضحِكْنا ضِحكَ طفلين معاً) لم تتمالكا نفسيهما من الضحك. حتى الوقور أطلقت العنان لضحكة هي بين تخيّل منظر المسكين يعدو فَزِعاً يحاول النجاة ممن يتوعدونه غاضبين، وكأن الحياة والموت تجاورتا في لحظة بؤسٍ وقلة حيلة… وبين الصورة التي تُظْهِرهُ وحيداً في أزقة المدينة التي (يقيّل)* أهلها تلك الظهيرة...
رمى بنفسه على الأريكة المتعبة، وأشهر جهاز البحث نجو التلفاز يقلب المحطات، لعله يجد برنامجا يخفف توتره المسيطر عليه منذ أيام،هدأت اليد على إحدى القنوات الرياضية التي تبث احدي البطولات العالمية لسباق السيارات ، حدق بقوة لعل عينيه تستوعب كل المشاهد الصاخبة المتلاحقة،اخذ يتأمل جيدا... قال في نفسه :-...
لا تَحْزَني.. يا سلطانة إبراهيم يوسف – لبنان لئن كانت الحياة تتواصل بالتمني والأمل والرجاء بانفراج ما زال بعيدا ولو بلغنا أدنى نقطة من الانهيار هكذا؛ سأبقى مقصرا وفي أسوأ الأحوال عن قول ما تستحقه ميسون فلا تحزني يا سلطانة ليس رجاءً لا.. ولا نصيحة يتوسلها إبراهيم يوسف لصديقته المايسة...
كم كنت بهيجآ و سعيدآ بعد مشوار طويل من الكد و الجد، حققت حلم أبي الذي علق آماله قلادة في رقبتي، الابتسامه تضئ وجهه المنكمش بفعل جبروت الحياة لقد تعلمت منه التحدي و المثابرة و الحب، زرعني أبي بذزة في الواقع الصلب و سقتها أمي بحنانها و دموعها بعد تعب السنين هما الان يجنيان الثمار، اهديهما اليوم...
"كان أبي قد اتفق مع عربة كارو كبيرة وحزم عليها الأشياء لتسبقنا إلى الأشمونين، وقفت أم "محمود" تتفقد وتراجع ما حزموه، وفجأة صاحت: "نسيتم أهم شيء"، مندهشًا نظر أبي وهي تقول وتنظر إلى "لبيب": "الطست، الطست" يا عريسنا، اتكأت على الحروف وكأنها تقطع الكلمات وهي تقول وتوحي في وقت واحد: "أين ستتنيلان؟...
جلس فى أحد الكافيهات ،ينتظر فى حزن ، صديقه المقرب . الوقت يمضى ببطء. .. أفكاره تتصادم . قلبه، تتسارع، نبضاته. ابنه الوحيد ،قابع، فى أحد المشافى ،يصارع وحشا قلما يفلت من براثنه أحد. مسح بطرف منديله ، دمعة سقطت منه خلسة . فى نفس الوقت من السنة، ولكن منذ سنوات بعيدة ، رحلت زوجته وحبيبته، بنفس المرض...
(1) المستطيل: لا أزال، بعد سنوات في هذا البلد العربي، أتذكر كيف كانت البداية.. سألني الرجل في مكتب السفَر: كيف تشرح درسا كالمستطيل مثلا؟ تفاجأتُ حينها بمنظره. ظننتُه مصريا، لولا لهجته. شعره أسود جدا وطويل. لا يُغطي رأسه، ولا يلبس عباءة أو جلباب، بل الجينز والقميص المشجر. قمتُ واقفا أمام...
تحدث الردّة عن الدين،عن المبدأ،عن كلّ مسارات الحياة،إلا الحب، ذلك النوع من الحب،الذي يولد كاملاً، كنفحة من روح الله أو هبّة من جنته، وحينئذٍ فيمكنك أن تقايض العالم بلحظةٍ في فيئه، فالتة من عدّاد الزّمن،ألم يُعر أنطونيو أمجاد روما لبلاط كليوباترا، وقدّم عنترة مآثر فروسيته قرباناً لعيون عبلة،...
آه یا حبیبی آه.. وماذا أملك غير آه.. أنفس بها عن ألم في الجسد ولوعة في الفؤاد، آه منك ومن داء أضنيت به القلب.. آه من علة سرت في الجسد فأنهكته وحطمته، وتركته كأنه عود يبس أو ورق جف آه.. آهة جارة ملتهبة عميقة إني أحس بعد كل آهة بشيء ولكنها من الراحة والهدوء.. راحة عاجلة الزوال وهدوء سريع الأفول...
رن الهاتف . فتح الواتساب ، وجد رسالة قصيرة مصحوبة بفيديو ، موقعة من طرف فاعل خير . تقول بأن أحد شيوخ الإخوان المسلمين يشغل منصب رئيس لجنة الزكاة ونائب رئيس حركة حماس ، تم ضبطه متلبسا في وضع مخل بالحياء داخل فندق بإسرائيل . فتح الفيديو فظهرت امرأة أجمل من كل الحوريات اللواتي يمكن أن يتخيلهن...
(الثقافة الكرديّة بوصفها أحد أنهار الثقافة السوريّة) الصديق هوشنك أوسي. اجتمع في هذا العدد أغلبُ الكتّاب الكرد الذين يكتبون بالعربية,أو الذين يترجمون من وإلى العربية والكردية.إنها الخطوة الأولى المباركة من قِبل رابطة الكُتّاب السوريين التي نشرت إعلاناً للمساهمة في هذا العدد ليقينها أنّ الثقافة...
في ربيع ١٩٧٥ كانت شوارع ألكاست دي خازيا خالية تماماً. الزهور البنفسجية والحمراء تملأ أغصان الأشجار. والشارع الأسود يلمع كوجه حسناء زنجية. كانت الثورة على المحتل قد انتصرت، رغم ما قيل بأن دولة أخرى قدمت أدوات نجاح الثورة. لقد كان الشعب منتشياً، ما عدا في هذا الصباح الربيعي. كان يوماً ارتاح فيه...
ركب الحرمان على أكتافي عنوة... بعد أن شاركني كسرة خبر عفنة زهدت سد رمق، تلك التي خزنتها لأيام شدة وضيق، ثم أسال لعابه ومخاطه عليها بعدما تقيء في طريقي، مما زادهما لزوجة وكثرة تزحلق، ذاك بعد أن أسود لوني، وتهرأ صوتي من شرب قيح عبارات كنت أطلقها كعندليب، أُُحب لبس السواد أناقة وجبروت، خاصة متى كان...
أعلى