رنّ هاتفه المنزليّ الساعة الثالثة صباحًا على غير عادة، أخبرته سعاد باكية بأنّهم اعتقلوا خطيبها. هدّأ من روعها واتّفقا أن تلتقيه في مكتبه الساعة الثامنة. في تلك الساعة مثلت في المكتب، كان باديًا عليها أنّها لم تذق طعم النوم تلك الليلة، سألها عن سبب اعتقال توفيق فأخبرته أنّه تمّ اعتقاله لحظة هبوط...
كان صديقي كلما كنت أختنق من الجدران الملساء الشبيهة بجدران المقابر وصمتها الموحش كنت أهرب من صمتها وبرودتها إلى الغابة القريبة من منزلي. لم تكن جائحة كورونا إلّا لتضيف سأمًا على سأم ومن ضيق أضيق من المساحة التي امتلأت من زفيري الحاد، وارتطمت في سقف غرفة أحلامي التي حملتها معي، وكنت على...
أين انا منك يا حلم يقظتي البعيد؟ أين أنت مني وقد تاه ساعي البريد، لم يكن في حسبانِ يوما اني لا أعي بأني خرقت قانون طبيعة الحب، كيف تسنى لي أن أتركك تذهب تنساب من بين أضلعي الى عالم أفقدني الدهشة فلم أدرك بعدها اني في فضاء غير موصول بكل السطور التي رسمت وكتبت... تيه يأخذني بعيدا الى رمال الصحراء...
ليلة أمس لم أنم بما فيه الكفاية؛ تداخل شريط النهار متتابعا؛ مثقل أنا ببعض الترهات تتناوشني، ثمة حلم زراني طيفه: الأموات في صخب استمر قرونا عدة؛ فهمت هذا من التاريخ المدون أسفل كل حدث، ولعله متواجد في ذلك القيد الحديدي الذي يثقلهم، يأتون مقترنين في سلسلة يتراصون فيها مكرهين؛ أريت قوما ينتعلون في...
حينَ اشتدَّ السوادُ بدت كلُّ التفاصيلِ قاتمة ، حتى عوارضُ السريرِ التي كان يمزحُ عليها بالتقلّبِ بين جنباتها لتحدثَ أصواتًا صمتتْ عن الاستجابة ، لم تعد تطلقُ موسيقَى المزاحِ التي يطربُ لها فتتحولَ الغرفةُ قاعةَ مسرح ، وَحدكِ - أنت- التي جئتِ من بعيدٍ وكأنَّكِ تجاورينَ الشمسَ لتعزفي اللحنَ...
حكاية كتاب
كنت أثق تمام الثقة، أن هذا العمل مدهش....
شيء عجيب أن تؤمن بعمل لك وتقتنع به كل هذا الاقتناع!
مع كل جملة من جمله كنت أشعر وكأن روح خفية هي التي تكتب وتصوغ وترسم الأحداث، وكأنني مجرد أداة لطرح أفكارها ..
حتى طريقة بناء العمل، والمناخ الذي تدور فيه الأحداث، وعلاقات الشخصيات المركبة...
تُرى كيف حدث الأمر؟
فقيهنا العبدي، القصير القامة، ذو الملامح المُرْعبَة، القاسي، يُنادي على حسن من بيننا جميعاً، يأمره بأن يضع لوحه في الركن، ثُمّ يصب من البَّراد الذي أمامه كأس شاي، ويناوله له، ويُشير إليه أن يجلس بجانبه فوق المصطبة
نحن نقرأ في ألواحنا بأصوات عالية و أجسادنا تتمايل ، و حسن...
يحشر أبو مصطفى نفسه داخل البدلة الإفرنجية بدل قمبازه الواسع المريح، ويواري صلعته ببرنيطة عصرية بدل كوفيته المرقطة، حتى لا يلفت الأنظاروتتطلع إليه عيون المتطفلين، إذا قارن أحدهم بين كوفيته تلك وكوفية طيب الذكر ياسر عرفات.
يجلس على مقعد خشبي وإلى جواره تجلس أم مصطفى مذهولة عما حولها، تتابع أسراب...
ما أروع أن ينام الواحد بين فخذي امرأة... وان كانت مومسا ..أن يقاسمه جسد أنثى فراشه في ليلة شتوية حزينة...جسدا دفئا كما قال مظفر النواب ...جسدا طريا يحتوي بكل تضاريسه أحافيرا وشقوقا أخذت تصدع الذاكرة والوجدان ...لم يشعر عمر بهذا الدفء منذ عشر سنوات خلت ...عشر أحزان شتاء بليدة باردة قضاها وحيدا...
يصر على طمري في قبوه المظلم
يستجدي الوقت بموسيقاه الصاخبة
يخبئ أظافر الخيبة وراء ظهره
يداي كلّتا من الدفاع المستميت
عن اللاشيء
يبدو أني كنت مغفلة جدا
وأنا اهطل على صحراء هذه البسيطة
عدت إلي اتحسس أصابعي
في ظلمة لا أرى فيها غير العبث
وأنفاسي المتلاحقة
تشهق من شدة الصقيع
كنت أكثر حظوة هذه المرة...
أثار فضولي العجوز،الذي اشمأزَّ من رائحته بعض العاملين في المشفى ، وتركوه وحيداً في سريره ، ،دنوت منه أكثر، لأتفحص وجهه جيدا ، بعد أن وضعت على أنفي كمامة ، ولبست قفازات ، احترت من القذارة التي هو فيها.. أظفاره تخبئ تحتها وسخ العمر ، طبقات من الأتربة السوداء سمَّكت كعبيه، حتى أنك تظنها جزءاً...
وضعت هدير تلك الفتاة الجميلة، نفسها داخل العربة، وقد ارتبك عليها كل شيء!!
هي لا تدري كيف تحدث تلك الأشياء المريبة؟!
لقد تطورت الأمور معها في الآونة الأخيرة بسرعة كبيرة،
فباتت تيارات من الحيرة، والفزع تعصف بها ، وتجعلها. تشعر ألاما نفسية وجسدية لا تطاق،،
تساءلت في حيرة :
لماذا هي تحديدا ، يحدث...
خرج الطفل إلى المدرسة في الساعة السابعة والنصف . اليوم تأخر قليلا ، وعليه أن يُسرع الخطى حتى لا يجد الحارس قد أغلق الباب . وعلى بعد أمتار قليلة من رأس الدرب التفت ناحية اليسار ، رأى رجلا في بداية الثلاثينات يرتدي بذلة بُنية أنيقة ، يقف بجانب دراجته النارية أمام الباب ، وزوجته تسوي وضع ربطة العنق...
امتلأت ، هما وحزنا، حين رأيت أهل عشيرتى وقد انقسموا، على أنفسهم. وبات منهم من يتخذ من الأوثان ربا ومن البشر إلاها.
و جعل بعضهم ، يخلط الإناث بالذكور ، حتى تمادوا، فنكحوا هذا بهذا وتلك بتلك،ثم أقاموا الولائم ومنحوا التمائم.
وأمسى ، على قمة بعض الجبال ، جباة الجزية، وقد اختلطوا بجامعى الزكاة،و...
مع كل قطعة كنافة ساخنة يصفّها البائع في العلبة،تهطل دموع حارقة من عينيّها ...هذه تمنتها لابنتها الصّغرى، وتلك للكبيرة .. وهذه للوسطى ( يا للحسرة لن يذقنها) قالت في نفسها (مضى وقت طويل وهن يطالبنني بالكنافة).
دموعها حيّرت بائع الحلويات ...
ـ مابك ياخالة، إن لم يكن معك ثمنها لا بأس عليك...