سرد

في حركة شبه احتفالية، رفعت ذراعيها بشكل تراقصي يفتح قوسا متصاعدا إلى السماء ليلتقي في شبه استدارة لملاقاة شَعر أسود منسدل على كتفيها وظهرها. تأخذه بأناملها الرقيقة والناعمة، في اختلاج متداخل يمتلك هذا التموج السمفوني الذي يرفع ستارا عن المشهد الاحتفالي المسرحي لابتسامة تستبين معانقة الأفق بين...
1- التصعيد: 2/8/2012 الاربعاء… حمص .. ما يزالُ التّصعيدُ مستمراً...في مدينتي... وفي بيتي...وما يزال الحقدُ ينمو في الصدور...ويتكاثر وينتشر كالسّرطان... وعلى وقعِ أصواتِ الرّصاص وقذائف الهاون المسموعة من بعيد... تستمرّ زوجتي في تحطيم ما تبقى من حياتنا الزوجية...وكما تردّد القنوات...
يل ديفران كان شاحنة من شاحنات الحرب على الأزبال في الستينات – كاميّو أخضر خضرة منهكة، ضخم الجثة، لا أنف له عكس شاحنات تلك الأيام، على وجنتيه، بالأبيض الشاحب وبالرسم الكبير خاتم البلدية المدور الحامل إسم القرية الصغيرة VILLE D’IFRANE بيل ديفران كان يتحرك مدويّا مدخّنا متوقفا عند كل طارّو قمامة...
سأريكم ما أنا فاعل ياأولاد الكلب ، وقسماً بالله لسوف أدفنكم أحياء .. منذ اليوم ستعرفون من أنا ، وعندها ستندمون على أفعالكم السّيئة معي . أنا خيرو الأشرم .. الذي كنتم تعاملونه بتكبر واحتقار وتمنعون أولادكم عن مصاحبته ، فإن كنتم تتعوذون من الشّيطان إن رأيتم خلقتي ، فسأجعلكم تتلون آية الكرسي ،...
أحجار غليظة حادة الزوايا، ازدادت حدّتها مع صَفَعات الهواء والمطر، تراكم بعضها فوق بعض، أجزاء منها لونها بُنّيّ وأخرى طغى عليها السواد، تخبرك من بعيد كم عهدٍ مضى على هذا القصر الذي رُوِيَت حوله القصص، واختلفت رواياتها من فم لآخر. روى بعضهم أن صاحب القصر – ذا الشأن المهيب، واليد الطُّولَى...
المكان: مقهى قديمة في إحدى مقاهي مدينة الناظور يجلسان وجها لوجه كما في «استوديو» للتصوير، في ذلك الزمن الذي يسمونه جميلا، وفوق الطاولة كأسان، ومنضدة، وعلبة «تييمبو»، حولهما الرواد موزعين بشكل عشوائي، والنادل ينط بينهم بنشاط غريب موزعاًابتسامته الصفراء. قال أحدهما مشيراً إلى النادل: من يعرفه يجزم...
احتارت منها الهدوم القديمة؛ أوسعتها رتقا وصبغا، كل يوم بل كل ساعة تقف أمام المرآة التي أكل الزمن حوافيها، تزيل بكمها ما غطاها من غبش، أحيانا تلبس الفستان الستان الأحمر؛ لتبدو النجمة الأولى في حارة الرمش، وآونة تمشط شعرها لتبدو فنانة، تعبت منها ناصية الشارع، بلا زينة تبدو كأن القرد ميمون مسخ...
من الحكايات التراثية، تفيد إحداها أن أحد السلاطين اختار للأمير مجموعة من الأساتذة و الفقهاء من أجل تأديب الأمير. و شرع كل واحد منهم في تقديم الدروس في شتى العلوم. و كل ذلك في مناخ يعمل كل واحد فيه على بسط أجود ما لديه من أجل نيل استحسان السلطان، و ترسيخ صورته لدى الأمير بكونه أحد أساتذته. غير أن...
على مهل راح يحدق في العالم المنتصب قبالة القضبان. و من ثنايا تفرعات تؤجج توقده الداخلي، امتدت بسائط نسجت رحابها السنون، و أحلام وردية قادته كي يشق الطريق التي انتهت به الى حيث هو الآن . أكانت رغبته حقا الطاقة التي شحنت قواه ودفعته بلا هوادة كي يسلك ذلك المسار، أم أن انغلاق الأبواب في وجهه دفعه...
لا مخمل تسكن فيه ولا قانون يغير تاريخ الأشواق لا تبكي قلبك ياهذا لاتنظر فيما حولك فقوانينك لاتفقه ترجمة المعنى لاتسكب في احساسك غير الحدس أكتب عنوانا لايحمل في حرفك تشكيكا أو يدخل باب التنويه لاتصمت ان الصمت سيدني قدرك ياهذا ليس الصمت علاجا ابديا لا تبكي قلبك انزع نعليك وداهم أروقة المعنى...
أسراب الطيور التي هاجرت القرية بعد الجفاف عادت إلى اعشاشها في زمن الخريف، الشمس الساطعة تغازل في الحقول، السماء الزرقاء و الغيوم المتفرقة نزلت منها المطر و ارتوت الأرض بعد التعب، امتدت في ربوعها الحشائش الخضراء كستها جمال تسر الناظرين، بين الجداول و السهول هبت النسائم و الدعاش تنفست الجناين و...
أدون كل شيء في مفكرتي منذ تعلمي للكتابة. أنا الحاج أبو سلام أدون دخولي للحمام منذ الصباح، شربي للقهوة، وأدون توقفي عن شربها ثم عودتي لشربها، ثم تدخيني لسجارة الصباح، وذهابي لعملي كموظف حسابات منذ ثلاثين عاماً. لم تتم ترقيتي ولم أهتم. أدون كل شيء، سلام العابرين علي، تجهم مدير الهيئة في وجهي منذ...
كانَ الوقتُ ظهيرةَ يوم تموزيّ تُحرقُ شمسُه الصفيحَ والحديد خرجتُ لأستظلّ بشجرة توتٍ عملاقة وُجدت خطأً في صحراء بلادي,وبلادي كلُّها صحراء لا ماءَ ولاخضرةَ ولا وجهَ حسن,زوّادتي التمرُ واللبن والخمرُ. آنَ وضعتُ خطوتي الأولى على عتبة الصحراء اختفت الأفاعي و النمورُ والضباع,كأنّي خارجٌ من صفحات...
هي كان يخافها جميع أهل القرية. هل هي مخيفة؟ لا، ولكنها مهابة، ربما، هي كانت تحبّ ذلك، هي لا أعرف ممّا تتكون ملامحها. هل هي جميلة أم لا؟ لا أحد يعرف، هي كانت قويّة جدًّا قاسية ربما شريرة، من يستطيع أن يحكم على ذلك؟ الأنكى من ذلك كلّه أنّها في قصتها كانت تبدو قوية جدًّا، فهي من عائلة غنيّة جدًّا...
استيقظت على ركلة قوية ، وقبل أن أفتح عينيّ الناعستين ، انهمرت دموع الوجع منهما ، أحسست أنّ خاصرتي قد انشقت ، وقد هالني أن أبصر أبي ، فوق رأسي وعيناه تقدحان شررا ، نهضت مسرعا ، يسبقني صراخي وعويلي ، فأنا لم أدّر بعد ، لماذا يوقظني بهذه الطريقة ؟!. ـ ساعة .. وأنا أناديك .. فلا ترد ياابن الكلب ...
أعلى