نشروا صورًا لجثة رجلٍ ملقاةٍ على الأرض ، وقالوا إنها له ، ارتجف قلبي وكاد أن يتوقف ، لا إنه ليس هو . إنها صورٌ مفبركة ، وتلك عادتُهم في صناعةِ الأكاذيب .
دققتُ في الصور ، إنها لرجلٍ بزي محارب ، وأنا أعرفُ أنه لا ينزلُ ميادينَ القتالِ ، ولا يحملُ السلاحَ ليشاركَ في العملياتِ ، فهو القائدُ...
خرج الرجل من بيته دون أن يخبر زوجه بوجهته، وصل أمام الباب ورن الجرس الكهربائي، يُمسك بكيس بلاستيكي به أدوات وظيفته الجديدة، نظر الابن من شرفة البيت في عجب شديد وسأل:
من أنت؟!
بصوت أوهنه الزمن أجاب:
المزيّن.
سأله في عجب مستغربًا:
ومن طلب منك الحضور؟!
بسرعة بديهته أجاب :
أخوك الذي يقيم في...
مرت شهور عديدة لم اخرج من المنزل ، اقضي معظم يومي وانا أحاول الكتابة ، الكثير من المسودات الممزقة بعضها فوق المكتب والبعض الآخر ملقىََ على الأرض ، رائحة ثيابي تغيرت ، و شعر لحيتي أصبح كثيفا، المنزل غارق في الصمت الا من صوت الورق وانا أعجنه بين يدي ، وصرير الكرسي الذي اجره الى الخلف كلما طارت...
ما من مرةٍ أذهب فيها إلى مكان ما , إلا وسمعت اسمي يتردد , وبكل قوة في المكان , ووجدت اسمي ينادى عليه, أنا لا أزعم أني مشهورٌ جداً إلى هذه الدرجة ولا معروفاً إلى هذا الحد الذي يجعلني أعاني من هذه المتلازمة الغريبة العجيبة ,
ما من مكان أذهب إليه إلا وأسمع فيه من ينادي عليَّ .!!
ــ ...
لطالما دعتني صديقتي وفاء لزيارتها حيث تقيم ببيروت، حيث الجمال والعطر والطبيعة، ومحط اشواق الروح..
كانت تراسلني دوما وتبث لي مشاعر الاشتياق، وتذكرني دوما بتلك الصداقة الجميلة، حين بدأنا معا لعبة المصارعة، وقضينا فيها سنوات طوال.
وصديقتي وفاء تمتلك كل صفات المصارعة المحنكة، قوة وسرعة َومهارة...
تحمل زائرة الاحد ، وهي فتاة تركية جميلة ذات وجه ابيض مدور ، ترتدي ملابس رثة على جسد تصرخ فيه وعول الغابات، تحمل سطل الحليب الى الشقق ، بابتسامة تشرق عليها الشمس ولا تغيب. جاءت هذا اليوم ، وثمة جرح نازف في إبهامها الايسر ، هرعت بسرعة الى الثلاجة، لاجلب اللاصقة التي توقف تدفق الدم ، فجلست الفتاة...
في خريف العام ١٩٨١، كان الطقس ما زال جميلًا، استعدت لاستقبال العام الدراسي الجديد في المعهد، ارتديت بنطلونًا رماديًا وسترة أزرق اللون وقميصًا أبيض. كنت متحمسًا وقلقًا في نفس الوقت، إذ كنت أتوق شغفًا لأجواء المختبر ولقاء الأصدقاء. استقلت الحافلة الصغيرة في الصباح التي اجتمع في جوفها كلا الجنسين،...
إنها فرصة طيبة، تمتم مع نفسه، وحين جلس بقربه، تمتم: يبدو أنني أخطأت الجلوس بقربه فملابسه وسخة ملطخة بالدهون السوداء والتراب، لكنه عاد فلام نفسه على تفكيره متمتما: ما هذا الهراء يا أحمق فكلنا من تراب ومن لحم وشحمِ، أما الرجل فقد كان متعجّبا، أن يجلسَ جنبه شخصٌ نظيف الملابس وأنيق، وحاول الرجلُ...
على النقيض مما اعتاده أصحاب محلات بيع الملابس النسائية ، فإن فوزي وجد نفسه مضطرا لاستئجار محل في زقاق منزو من أزقة ( البجاري ) تفلقه طوليا ساقية متعرجة آسنة المياه وتنتشرعلى جانبيه محلات متنافرة اللافتات فقبالة محله ثمة مقهى بمصاطب متراعدة الأرجل فرشتْ بحصران مستلة الأعواد ، وهناك خياط توقف بحكم...
إبتسمتُ برضاً لكلّ شيء، لشكلي الذي قالت عنه أمي إنه مبهر،
للبرودة الخفيفة التي أستشعرها، للسُحب الخفيفة التي تتجمع برقة في السماء الهادئة، حتى إسفلت الشارع تحت حذائي كان وادعاً ومهللاً، كما لو أنه يبارك خطواتي الحثيثة. لم يكن يفصلني عن عملي الجديد كمديرة تحرير سوى مقابلة اليوم، ليس هناك منافسون...
بسم الله الرحمن الرحيم، بفضل الله ومشيئته سمح لي موقع ابولو بالكتابة الأسبوعية عما أريد أو _والعياذ بالله _طرح أفكار في صورة مقالية، وقد اخترت فكرة المقال الأدبي لمناقشة_استغفر الله العظيم_ الإنكار وما بعد الحداثة، وهذا قرار لا أريد من أحد أن يعينني عليه؛ فأنا على أثر ذلك انتقيت عنوانا استهلاكيا...
جاءتني في المرة الأولى بالكاد تسمع صوتها شابة سمراء ترتدي الجلباب والمنديل على رأسها تحدثنا قليلا لم أدرك تماما وجعها للوهلة الأولى، تناقشنا في موضوعها البحثي الذي ستتناوله في قسم الإعلام بإحدى الجامعات، لم يستمر اللقاء سوى نصف ساعة وغادرت، ومر أسبوعان أو أكثر، وجاءت مرة أخرى هذه المرة كانت...
الأوركسترا الوطنية المتعددة الأطياف والمقيمة منذ زمن بعيد، في جدارية فائق حسن، المزدهية باللآزورد والتركواز، والتي تكاد حماماتها أن تطير خارج إطارها لتسمق عاليا في سماء ساحة” الطيران” ولكنها عادت لتترجل، وتمام مقيمي جدارية حسن، مع خيط النور البكر من فجر يوم تشريني معتدل، عمال وفلاحون، جنود...
يبحثُ الرجل ُبكل ِما أُوتيَ من أملٍ، وقد قررَ قضاءَ َما تبقى من عمره مستمراً في التنقيب.
يُمسك بأدواتِ الحفرِ مؤمناً أنّه سيصلُ إلى هدفه حتمًا، لكنه يشعرُ بأنّ الوقتَ قد حان ليجلسَ قليلاً ليلتقطَ الأنفاس.
شعَرَ بالحزن بعد قضاءِ كل ِهذا الوقتِ في الحفر دون الوصولِ إلى شيء، سمِعَ أصواتَ انهياراتٍ...
تفتحت عيونُ "صفية" فى قريتها الصَّغيرة على البيوتِ المتلاصقة المبنية بالطوب اللبن.. ذات الأبواب الخشبية الكبيرة التى تصر صريرا عند فتحها وقفلها التى تظل مفتوحة فى أمان طيلة النهار حتى يعود الرجال من الحقول ساعة المغارب.. وتلتف الأسرة حول طبلية العشاء.
كانت فى طفولتها المبكرة تخطف اللقمةَ وقطعةَ...
أن تحب..
يعني أن تنتمي.. أن تخلص.. أن تتفهم.. أن تكون صادقاً.. راسخاً.. ثابتاً.. قانعاً.. مكتفياً بما تحب ومن تحب وقادراً على بذل الحب في زمنٍ تتبرأ فيه الثواني من بعضها ولا ديمومة فيه لشيء..
لم يخبرني بذلك أحد.. حتى والداي.. فكرت كثيراً.. كتبت كثيراً.. حذفت كثيراً.. وأحرقت العديد من نصوصي...