وهو صباح لا يمكنني وصفه، ولكن أحدهم في المكتب المجاور يفتح الإسبيكر ويتحدث مع شخص يخرج صوته كصوت مساعد الكابتن حينما يعلن تحرك الطائرة وربط الأحزمة.. فيزداد الصباح تعقيداً. هناك صوت المكيف يعمق الكارثة، وخطوات مكتومة لشخص يتحرك جيئة وذهاباً فوق الموكيت.. حفيف الجلاليب البيضاء.صمت مفاجئ. همس...
كنت ادور في شقتي كطائر علي وشك البيض وفقد عُشة، تعرضت لأزمة، كادت أن تقضي علي صمودي، أعاتب نفسي علي سرعة تهوري، أعاتبها أكثر على عدم الرضا بقضاء الله، فقدت قدرتي علي تجاوز كل هذا الحُنق بداخلي، خرجت الي شرفتي جلست عدة ساعات، ضاقت نفسي من كثرة لومها وجلدها بسياط التأنيب.
قررت الخروج للهواء الطلق...
ليلة شتاء حالكة.. دامسة.. طويلة.. تحارب سهادها, تحاول سماح جاهدة أن ينال جسدها الذى أنهكته عوامل الزمن, قسطاً ولو قليلاً من الراحة.. خطت الأيام بملامحها على تفاصيل أنوثتها.. فترهلت.. تراجع تفاصيل حجرتها.. تحفظها عن ظهر قلب, تلهى تفكيرها بادعاء نسيان هذه التفاصيل.. تتوقف كثيراً عند الصورة المعلقة...
عزيزة... فتاة جميلة ولدت في مطلع القرن الماضي في إحدى قرى شرق حيفا، وأحمد ابن عمها ولد في نفس الفترة تقريبا، كان لهما مع الحب والوجد قصة فريدة ... سأختصرها لكم:-
رأيتها وكانت في الثمانين من عمرها، كان وجهها الزهراوي يشع نورا، كان جمالها رغم سنها المتقدم ملفت للنظر،جمال هادئ أنيق، عندما تراها...
الطفل ذاك ، الأسمر النحيل في مريوله المدرسي ّ رصاصي ّ اللون ، المتشح بوشاح بلون برتقالي طازج ، و طاقية مخروطية الشكل على الرأس ، الذي كنت ُ بشعر أطول قليلاً من أقراني ، فقد كان أساتذتي ، لأنني كنت ُ أشطرهم ، يوارونني عن أعين مفتشي مديرية التربية الذين يفدون عادة إلى مدرستنا " ابتدائية ببيلا...
تظهر اللوحة مشهدا لم يفطن إليه معظم الذين توافدوا على المعرض، كان حلمها أن يلتف حولها المعجبون، تمتلك موهبة مزج الألوان، تمسك بريشتها في مهارة، تسجل أدق التفاصيل، معلمة الفصل شجعتها، أثنت على الظلال التي تتماوج، ترسم بيد أما الأخرى فمختبئة خلف طيات ثيابها، لم تعجزها، يعابث الهواء خصلات شعرها،...
لمَ عدتَ بعد أن اعتدنا غيابك، بل نكرانك من حياتنا؟
لم ترضَ أمي رد سلامك، دخلتْ غرفتها مسرعة، أوصدت الباب وراءها، وقد أصاب وجهها شحوبًا على شحوب. وقفتُ أمام جسدك النحيل، جامد الحركات والمنهار على الكنبة، لا أزيح عينيّ عن غضون وجهك المترهل، توشك حدقتا عينيك الملبدتين ضبابًا رماديا على الخروج من...
تجلس الملكة مع صويحباتها على العشب قرب النهر ، خلفها خيمة صغيرة، تحيطهم أشجار كثيفة، لا تسمح لمتلصص عابث ، أن يسترق النظر الى اجواء مجلسها الساحر ، يطوق رجال الحماية والحرس هذا المكان على مسافة مئتي متر بشكل دائري ، تلمح وجودهم خلف الاشجار ، وهم في كامل الاستعداد للقضاء على البشر والطيور...
في المحكمة، وقفت أمام القاضي تحكي له قصتها مع المدرسة، والدموع تنهمر من مقلتيها، كأن المشهد الذي حدث لها منذ بضعة أشهر حدث لها منذ برهة. سألها القاضي: أيتها السيدة ، ألم تفتعلي المشاكل لهذه المدرسة؟ قالت المرأة: نعم عندما رفضوا قبول ابني بها، كنت محطمة لرفضه من عدة مدارس سابقة. سيادة القاضي إني...
الحنينُ الذي ضربَ أوصالَه قد امْتزجَ بدهشةٍ عارمة، لم يستطعْ معهما المقاومةَ أكثرَ من ذلك؛ أعلنَ استسلامه؛ وأغلق الكتابَ الذي بين يديه، وإن بقِيَ جالسًا خلف مكتبِه - القريب من باب الحجرة - دون حراك..
راح عقلُه يحلِّقُ في سماءِ المُمْكِن تارةً، ويطوف أُخْرَى حولَ اللامُمْكِن؛ يبحثُ عن أجوبةٍ...
التف وأقرانه حول مكونات حلمهم الذي طالما راودهم خلال العام الدراسي الذي انقضى آخر أيامه منذ أسبوع واحد، سعادة غامرة تكسو وجوههم وحماس ينعكس حتى على مناقشاتهم حول ما عساهم أن يتبعوه ليصنعوا طائرة ورقية كتلك التي يشاهدون الكثير منها بألوانها الزاهية المختلفة وهي تحوم في السماء فتشيع البهجة في قلوب...
منذ نقلي للتدريس في هذه القرية النائية وأنا أترحم على أيامي في المدينة حيث الخدمات قريبة وميسورة .
أظل أغلب الوقت وحيداً في سكن المدرسين ، وحين احتاج إلى بعض المواد الغذائية أذهب إلى البقالة التي في القرية الأخرى ، تبدو قريبة لكن حين أذهب إليها اكتشف أن المسافة أبعد مما تصورت .!
أمام البقالة...
اخبار أهرام جمهورية ، علي صوت زينهم بائع الجرائد صاحب الصوت الجهورى الموقظ لمن في القبور ، يستيقظ ياسر السمالوطي ، بعد أن سحب صوت زينهم اخر حلم من أحلامه التي اعتاد أن يراها من ايام خوالي ، ينسل من تحت غطائه يبحث عن صوته العالق بآخر حلم رأه منذ بضع ثواني فيخرج متحشرج : زينهم الأهرام
وحين يعود...
لم يُلق أبداً حذاءً قديما، جداله الدائم مع زوجته حول كوم الأحذية التي تلِفت و تنقرت نعالها و تآكل جلدها، كانت الغرفة الصغيرة التي يسكناها لا تتسع إلا لسرير و دولاب متهالك و طاولة عليها بوتاجاز مسطح و بعض الآنية معلقة بمسامير فوقها .
احتل هو أسفل الطاولة بأحذيته، كنزه الثمين كما يقول و زوجته تخبط...