*مهداة إلى الأديب التركي عزيز نسين
أيُّها الأصدقاء:
منذُ سنواتٍ عديدةٍ، وأنا أضطرُّ لممارسةِ عاداتي الرتيبةِ نفسها، وأوَّلها الاستيقاظ مع انبلاج الضوء، وصياح الديكة، ولوجه الحقيقة، وحتَّى لا تعدونني كاذباً فإنَّ آخر ديكٍ في قريتنا حضرت ذبْحَه قبل سنوات قليلة، وانتقمتُ من لسانهِ المَلائكي كما...
(مؤامرة .. والله مؤامرة .. احنا بنموت يا خواتي.. احنا بنموت....)
أفزعني صراخها، وعبراتها المختنقة، واستغاثتها المرعبة ومع اختفاء صورتها، بقى ضجيج أصوات مختلطة، تلاه صمت إلا من زحرات أنفاسها المتقطعة.
كنت قد تعرفت على عشتار، وبلقيس، وحياة، ولبنى، وسعاد وأخريات عبر وسائل التواصل، ضمن مجموعة...
نص بعنوان (وطن وريش وشعر أبيض) ينشره موقع (الأنطولوجيا)..
كتب.. صور.. صناديق مبعثرة.. وحقائب مفتوحة على سراديبٍ سرية للماضي فيما تبيع الغد سلفاً لمن يقدر على ثمنه ويرغب في ابتياع الوهم، تطاردني الأعين وأنا أحزم أمتعتي من زمنٍ لآخر فيما الكلمات عالقةٌ في النفوس كمصعدٍ متعطل، وصمت طويلٌ لا يشقه...
خرج لتوِّه من زقاقِ بيتهم الواقع خلف المركز الشبابي في مخيّم جنين،شابٌ عشرينيّ مُمتشق القوام،بهيُّ الطلعة،واثق الخطى،أنيق الهندام،يَلمَعُ في شعره الكستاني دهن التثبيت الشفاف،ويرسلُ بالنضارة والحيوية إخضرار فاه ٍ زاهٍ يلفُ المنطقة الحليقة الواقعة حول أذنية وخلف رأسه...شَعرُ ذقنه يميلُ للشقار،...
نحن المحكومين بالفوران ,في اقصى الجنوب , كتب علينا الانصهار في تموز ,لكني استيقظت صباح الجمعة لارفع الملابس الرطبة التي علقت على الابواب والشبابيك وغسالة كئيبة . رعد ومطر !!..من سنوات لم يمر علينا رمضان في سماء مكفهرة , تسهو احيانا فيقطر ضوء الشمس الخافت من بين السحاب , صحوت اتابع نشرات الانباء...
الطفولة الغريبة، التي بنت أحاسيسنا لتكون أكثر غرابة، تدهي ما لا يمكن العودة إلى الوراء لوصفها. ذلك الإختبار الذي لم ينجح فيه أحد. حتى كبار ملوك الكتابة كجيمس جويس في أعظم رواياته، ولكن هذا لا يعني شيئاً، إذ أنه من الصعب أن نصف أنفسنا بالمبدعين كنتاج لطفولتنا الغريبة. كنبتة في الفضاء.
يخبرني...
كل شيء جري معك بشكل سلس. أحببت والديك وإخوتك مثل أية فتاة وُلدت في أسرة متوسطة. درست ونجحت وعملت، واستقللت بحياتك الخاصة. اقتنيت شقة، واشتريت سيارة. لم يعد ينقصك سوى الزوج المصون؟! هذه مهمتك أنت. العمر يجري، ومعدل سن الزواج في بلدك ارتفع إلى ما فوق الثلاثين سنة. والضغط النفسي يرتفع في محيطك، لكن...
رغم وصفهم لكنه لم يحاول , مضت ثلاث سنوات منذ اشار اليه جاره المسن ( امامك جسر تعبره ويقودك الدرب الى الشارع الرئيس ) , بقيت ساعة على الافطار , يمر الوقت متثاقلا على الصائم , فخطا نحو ذلك الجسر , تناول من حافة الدرب الترابي انبوبا بلاستيكيا ليصّيره عصا ...هل الفضول متكلس لديه ؟! ام انه شديد...
هكذا
وعلى الرغم من أن ملك الموت، أو ما يسمى شرعًا في علم اللاهوت الجنائزي "قابض الأرواح" كان يرفرفُ بجَناحيه الأبيضين، ويدورُ في سقفِ الغرفةِ كالفراش، كان المَلك "هيرودوس أنتيباس" ذلك القابع في ركن الذاكرة الخربة، والمُحمَّل بالأوزارِ دائمًا يجلسُ على سريره الأخَّاذ؛ ذلك السرير المصنوع من الخشب...
(((((نظرة شاملة)))
اسند برهان قدمه على الرصيف وهو على دراجته الهوائية قرب مدرسة اوراس الابتدائية وتذكر سياجها وشجيرات حديقتها وذلك الباب الشاهق الذي ينتهي بصف رماح .. وتذكر كيف كانوا يجتازونه ليهربوا متحدين الخطر .. فرحين لانهم عبروا .. تذكر الباعة يتربعون رجالا وعجائز امام بسطاتهم او عرباتهم...
رغم خياناتي المتكررة لها كنت حريصًا ألا أدعها تغادرني إلى غير رجعة، فعقب كل خيانة كنت اعود.إليها نادمًا، أجلس بين يديها أتوسل صفحها، وأعدها ألا أكررها مرةً أخرى، وهى..هى كانت تصفح وتسامح بل وتمسد شعري بأناملها، وتكفكف دمعي، بل ولم تفاجئني لمرة..مرة واحدة بيأسها من نزواتي، ورغبتها في الانفصال...
لقد خمد ...انسلخت عن ذلك الاشتعال الذي نهشها لسنوات , لا احد الا السماء يدرك تلك اللحظات .. حيث كانت تحت جحيم الجذوة ... انها الان تفتت الايام بضمير مستقر .
مبللا دخل المنزل تشع منه فروسية الجسد وهو يحمل حقيبة الادوات المعلقة على كتفه بشريط جلدي .. لحظتها لم يعد البرق ولا صوت الرعد اللذان...
كان يتواصل معها باسم مستعار، يحمل اسم شخصية مرموقة و يضع صورتها، رجل في كامل وقاره ، و لأنها رهيفة الإحساس ، تعلقت بتلك الصورة إلى حد الهيام و هي التي كانت تبحث عن قليل من الحب و الحنان، تأثرت بكلماته ، خيل إليها أنها تتواصل مع شاعر مرهف الحس مثلها ، استمر تواصلهما يتبادلان الرسائل عبر...
أيها الأحمق، يامن لا تحسن السير إلا ضمن قطيع كبير..
هل تظن أن رفضك لي بعد شهور من الحب أسمعتني فيها أعذب كلام وأرقه، سيجعل مني إنسانة ضعيفة؟
إن ظننت ذلك ستكون غبيًا بامتياز!
ليس من السهل عليّ إنكار إعجابي بحديثك عن المرأة التي وضع الله فيها سّر الحياة، فالنساء هنّ الحياة .. يا للروعة!
موعدنا...