عمّ الهرج والمرج البيت الكبير في البادية، وأنا أنقل لهم خبر اختفاء الخروف الأبيض في عز لهيب الصيف.
التفت عمي سائلا : أين كنتم..؟ ومن كان يرعاهم أيها البغال..؟
قلت مسرعا إنه دور أخي (سعيد) اليوم.
أمامنا كان أبي صامتا، لكنه يخفي غضبه أمام أخيه الكبير، يجرّ دراجته النارية الصفراء خارج البيت قائلا...
المشهد كان داميا ومُركَّبا وتتصاعد فيه الأصوات والصرخات، وأسفل منصة المسرح؛ الذي كان منعزلا بفاصل من الزجاج، كان واقفا ضاما ذراعيه، محتضنا صدره وذاته، وقف صامتا وابتسامة لا تنم عن معنى محدد تفترش وجهه؛ ضمة الذراعين هذه لها من المعاني الكثير: هل كانت غضبا؟ هل كانت تأملا؟ أم كانت صبرا وانتظارا لرد...
أعجب الأمير ، بحسن وجمال " مليحة " زوجة السماك التي تعمل معه على تنظيف بطون السمك ، كانت المراة الجميلة تجلس حول " طست " من الفافون، فاتحة فخذيها حوله، وبالكاد تستر دشداشتها فخذيها البيضاوين ، كان الامير يتمشى مع حمايته وندمانه يتفقد الاسواق ، ولما نظر باتجاه بائعي السمك ، هاله ما رأى من صورة...
كنت أعمل وأنا صغير مع الصبية زملاء الدراسة أثناء أجازة الصيف المدرسية فى ورش دمياط وكان أكثرنا يأخذ معه رغيف أو أكثر من أجل تناول وجبة الغداء بعد أن يشترى غموسا له والذى لا يخرج غالبا عن مغرفة فول مدمس من القدرة تغرق الرغيف. لنتعامل معه بعد ذلك بصعوبة وحرفية شديدة تمليها غريزة الجوع.. بعد...
كان الرجل يعبر الساحة ببطء، حاملا ألته الموسيقية العتيقة، كأنه سندباد يطوف العالم مشيا على الأقدام، ترخي الأرض أديمها لدبيبه الواهن. كنت أراه شخصا وحيدا، يمضي في الضياء، حتى اقترب من مكاني، ووقف صامتا، ينظر إلى وأنا أجذب أنفاس النارجيلة، قبل أن يلتقط "الربابة" ويرتجل كلمات بلا مثيل: أناشيد،...
ومما أثار الدهشة في الضاحية الغربية كلها أن عبد الله هذا قد تجاوز بعصبيته الطارئة حدود الأدب في ضاحية شعبية مشهورة بنزعتها التقليدية، فشبانها كانوا إذا أرادوا شيئا من العبث واللهو يقطعون مسافة الكيلومترين تقريبا ليصلوا إلى وسط المدينة حيث تنتشر الحانات أو أنهم يلوذون بالجبل الغربي الفاصل بين...
واحد، اثنان، ثلاثة، ...، سبعة، ...، عشرين، ...
هذا البرج لم يمر وقت طويل عليه حتى ارتفع ليصل إلى أكثر من عشرين طابقا، إسمنت ورمل وحصى، استطالت كما علبة طويلة ذات مساحات يسجن بداخلها أثرياء يطلون على نهر النيل؛ يشاهدونه من أعلى في استعلاء من تفوق عليه وتملكه بل وصار ينظر إليه من السماء.
واحد،...
يرحل حبٌ فيظهر آخر، وفي المسافة بين كلٍ منهما نموت مراراً لتكشف لنا مصادفةٌ جديدة بأننا لا زلنا على قيد الحياة، بعد أن يسلبنا شيئاً من أنفسنا، من أيامنا، برائتنا وأحلامنا ويبقي لنا بعضاً من المنطق والإنسانية لنكمل المشوار..
ذلك المشوار الذي تتعاظم فيه أسئلتنا وتتحول مشاعرنا لتصل إلى ذروتها حيث...
لا أنسى أبدًا هذه الليلة الغريبة الحزينة؛ فلا صوت يعلو، في المنطقة كلها، فوق صوت الجنازة وما صار فيها؛ لذا صدّقت وآمنت، أخيرًا، أن الحيوانات والطيور أمم أمثالنا.
هل تصدقون أن الحصان والكلب أجهشا بالبكاء في أثناء الجنازة أمس؟!
هل تصدقون أنهما مثل البشر تمامًا؟!
في حارة على أطراف المدينة، وقت...
فجأة صار عبد الله رجلا عصبيّا جدا. لم يكن قبل ذلك يعرف للغضب معنى. وأقصى حالات الغضب التي يعرفها الناس عنه أن يرمي على الأرض أعقاب سجائره بدل أن يضعها في المرمدة الخشبية المنتصبة أبدا على مكتبه، أو أن يشرب قهوة الصباح في كأس من زجاج عوض أن يشربها في فنجانه الأبيض. لم يره الناس يوما يغادر منزله...
أستيقظتُ صباحاً من النوم، فأكتشفت أن زوجتي غير موجودة في السرير، لبست منامتي وأتجهت فوراً الى المطبخ، فلم أعثر عليها، بحثتُ في كل إنحاء الشقة فلا وجود لها، فتحتُ باب الشقة، ثم خرجت بحثاً عنها، سرت خطوات، صادفتني جارتي الشقراء تقف عند باب شقتها بملابس النوم، ثوب أبيض شفاف بلا أكمام، قصيراً يكشف...
وقعت عين هذه المرأة على "أفراميا"، وعبر عينيها خرج رجاء ملموس، وكأنها تقول: "ساعديني.. ساعديني"، فعرفت "أفراميا" أن هذا الرجاء موجه إليها، وتكحلت بينهن بشارة الصمت الأسود.
أومضت "أفراميا" بعينيها، ثم أغلقتهما بضع ثوانٍ، وهزت رأسها لتزيح عنها تلك الرؤيا، وهي ذاهلة عن مكانها وزمانها، وقد استيقظتْ...
وضعت خطوطي الأولية على اللوحة، ثم مسحتها ثانية، وبعدها أمسكت بالفرشاة وشرعت في رسم البورتريه. كانت هناك روح ما تتلبس يدي وتدفع فرشاتي يمنة ويسرة وكأنه صار ليدي عقل وتركت لها الحرية لتكمل تلك الصورة التي أصرت على إكمالها، أبتعد قليلا لأرى الشكل النهائي، لأندهش لروعة اللوحة ولجمال إبداع أناملي؛ لم...
عصي على التصنيف
أحب النساء الجميلات مثل باقي خلق الله. يكذب من قال إنه لم يعشق في حياته امرأة جميلة، حتى ولو كانت لحيته أطول من لحية ابن لادن.
وجد صعوبة كبير ة في الوصول إلى قلوب النساء. الوسامة وحدها لا تكفي ليصل الرجل إلى قلب امرأة جميلة.
أسره قيس بن الملوح*، وجميل بن معمر* فترة طويلة. من قبل...