سرد

في ليلٍ مظلمٍ شعرتُ بملمسٍ كالحريرِ على قدمي، كنتُ منشغلًا بالظلمة؛ النجومُ البعيدة، السماءُ التي يحفُّها السواد، عاد إلى قدمي ملمسُ الحرير، حركتُ قدمي، انطلقَ مواءٌ ناعمٌ لم أسمع مثله، ظهرتْ قطةٌ بيضاءُ وكأنها النورُ في ليلٍ شديدِ السواد ، ظلّتْ تكررُ مواءَها وكأنها تعزفُ لحنًا يناسبُ الليل، لم...
في تبادل مؤقت للأدوار، اتخذ الفتى شديد الانتماء دور المحاور، مبادرا الكاتب الكبير: - أخبرني عن البدايات! اللافت للنظر، أن الأخير، عرف من الفور أى البدايات يقصد مريده: - في المدرسة! قبل أن يقوم الشاب الصغير بتصحيح مسار الحديث، ظنا منه أن مدخل الحوار قد جاء على نحو خاطىء، عاجله الرجل: - انتظر، ما...
دخلت هدى مسرعة على ضابط النوبتجية محمد أبو العدل بمركز الشرطة، دموعها أنهارا تغرق وجهها، انتبه مسرعا إليها يحاول أن يهدئ من روعها، لفهم كلماتها المتهتهة الغير مفهومة، يمد إليها يده بكوب الماء من على مكتبه، قائلا لها اتفضلي اشربي الأول ..استريحي واحكيلي، إيه اللي حصلك، إنت إسمك إيه الأول؟ بدأ قلب...
حين دخلت الملكة الجميلة " كوبابا " الى صريفتي، حبست أنفاسي، لابد من الاشارة الى انني أسكن في هور الجبايش، بعيدا عن العيون، رافضا الإلتحاق بالجيش لمحاربة ايران، كنت نائما، أحلم كيف أهرب من رجال الامن الذين يزجون بالهاربين الى محرقة الحرب . كان كابوسا انقذتني الملكة بدخلوها صريفتي ، توقعت دخول...
في تلك البساتين الهرمة , شمال البصرة ,, كان هناك بستان وحيد حي فقط ... اعتنى به صاحبه وسوّره بسعف النخيل وجذوع الاشجار ومتيبس القصب ... قال صاحبى (موتى تحرس احياء ـــ مشيرا الى اجزاء النخل المتيبس الجدارـ ).. كنا نتقدم قاصدين نهيرا لنصطاد في موسم اللا صيد ..لكنا نتسلى فقط ,, . تلال من الطين...
عبد الرؤوف الشريفي : القرار لك حين يكون فكره حيويا وحواسه متيقظة , وهو يواجه محنة اتخاذ قرار خطير , فكل ما تستطيع ان تقدمه له هو ان تعاونه ليفكر ,كنا قبل ان يثقل العمر بالاف التجارب نتوقع اننا قادرون على غسل دماغ او مغنطسته , الان اقصى الطموح هو مشورة ان رفضها (فلعل له عذرا وانت تلومه ).. هكذا...
لم تكن قد نامت ، كانت ما تزال يقظة حين فوجئت بدخولهم غرفة نومها ، ألجمتها المفاجأة وعقدت لسانها فلم تستطع الكلام ، حاولت أن تنهض لكن أقربهم إليها ضربها بعصا على رأسها فأفقدها الحركة ، تخدرت تماما ، لكنها تراهم حولها ، وجوههم بيضاء يشع منها النور ، يبتسمون ويتحدثون ويشيرون إليها ، ثيابهم بيضاء لم...
"إنتي يا آمال ما خائفة من بكرا"؟ يطرح علي البعض من أصدقائي هذا السؤال من حين لآخر، فارد عليهم انا أيضا بسؤال: "وليه أخاف وربنا موجود"؟! لقد اضعت سنين كثيرة من عمرى في خوف غير محدود مما قد يحمله (بكرا)، بلغت مرحلة متقدمة في السعي خلف ما اريده وفشلت، فكرت وخططت ل(بكرا)، حتى لم يعد (بكرا) يعني لي...
في صيف لافح، كنا نتحلق، مساء كل يوم، حول أبي كما لو أننا كواكب تدور في مدارات، تسبح في فلك، متقن الصنع، لا الشمس تدرك فيه القمر ولا يسبق الليل النهار، دفء صوته تألفه آذاننا، لا يجرؤ أي منا أن يقاطع حديثه، أو حتى يبدأ بسؤال، على الرغم من حنانه. لم يهتم يوما بنفسه؛ فمنذ أن تذوقنا للحياة طعمًا، وهو...
الرعب والخوف يسيطران على نفس الصبي الصغير ، الذي حدد نظره في نقطة بفضاء الكون شاخصا إليها في المنطقة التي يتوسطها القمر في صفحة السماء؛ وقت خسوفه ، بعد أن سحرته الغجرية و استولت علي نوره وبهائه بأعمال سحر؛ تتقنها لأنها في حاجة شديدة لنوره وبهائه ليحل على وجه ابنتها القبيحة فالليلة خطبتها حتى...
مضى عام أو أكثر وأنا أترصد خطوكِ، عند ذهابك ورجوعك من المدرسة القريبة من بيتكم، قد أمر من أمامه عدة مرات عسى أن أحظى بإطلالة من وجهك المشرق ناصع البياض، ما أكثر ما شدني احتضانك لحقيبتك لدى سيرك النشط، برأس محنٍ يداري عن العيون ألق جمالك، ضحكتك الرائقة وأحاديثك مع زميلاتك المغلقة على أسرار...
"سلامتَكْ" هَمسَتْ بها وهي تحضنُ كفيه بين كفيها، دغدَغَتْهُ هَمْسَتها، نسِىَ آلامه وشعر بحيوية مفاجئة تسري في أوصاله، تَحامَل قليلاً ثم التقط "ريمُوت" السَّرير من فوق الوسادة، وضغَط عليه ليجعله في وضع شبه الجالس. نظرت إليه بعينين ثابتتين اختلط فيهما الحزن بالشَّوق، أطالت النَّظر في...
دقت الساعة السادسة لازالت تقف أمام المرآة تتزين منذ الصباح, تبالغ في وضع مساحيق التجميل, تداري آثار حبة قديمة هنا واختلاف في لون الجلد هناك, تنظر إلى عينيها تفكر هل تبدو جميلة كما ينبغي أم تغير لون الظلال ؟ دقت الساعة السابعة انتهت من وضع المساحيق, تنظر إلى وجهها بعد كل الجهد الذي بذلته تبدو...
صفر مديره ثقته به فقد افنى عائلته واقرباءه واصدقاءه جميعا كذرائع ينال بها اجازاته غير المحدودة وفي ذات يوم قصد المستشفى وتكفل بجنازة مجهولة الجذور واتى بتابوت على سقف سيارة وادخلها الى دائرته وخاطب مديره :(جئت بجنازة خالتى والتابوت قربك على السيارة لتصدقنى ) ,كان حزينا ناحبا متسخ الشعر مترب...
قلت لصاحبي < انظر نحن في حرب البسوس> .. تقدم متمنطقا بحزام جلدي يسنده شريطان جوزيان من اعلى الكتفين...الدشداشة والوجه الناعس نيليان..وقد تقلد اربعة خناجر في اليسار.. وعلى وسطه الايمن علق مسدسا رسم عليه نسر قائم... تجاوره فناجين متداخلة من الورق المقوى... يملأ لك واحدا منها ولا يلتفت... فقد مضى...
أعلى