سرد

بعد ليلة اتخمتها اصوات السعلات.. منغمة حسب العمر والشدة.. صحبتهم ثلاثتهم ودخلنا المجمع قبيل التاسعة صبحا.. وكلما دخل احد قلت هل هو هذا او مشتبه.. فللاطباء طبع معروف.. في الخط والمظهر..كان المحاسب صارما..لا يتمكن شمبازي من اضحاكه ..ومع وجه شديد السمرة ولون ملبس غامق وصبغ الميز الذي يظهر بعضه...
إلى وقتنا هذا لا أمل من التنقيب عن المعنى والمغزى من وجودي، ومعنى مفردات كثيرة كم قرعت ضمائرنا وأصمّت أذاننا ... كنت في السابعة حين اختبرت الفقد، وأفلت من بين يدي البيت، وتناثرت أطلاله هنا وهناك. لست شابا؛ بل فتاة نبتت بداخلها الأنوثة والفتنة التي رأيت سحرها في نظرات الرجال حولي. أصيبت أمي...
تخاله فرنا للصمون , لكن التوهج يظهر من موقد المقهى هومشعل يحمى عليه الشاي . ربما تكون الاضاءة الباهتة هناك قد غذت هذا الشعور ... عينان صفراوان وقحتان وسوار مثل سلسلة في يمناه , وضع امامنا قدحين من الشاي وحدجنا بنظرة من زاوية عينيه وهو يقف امام صاحب المقهى الجالس خلف الزجاج , واضح انه حلق...
لم يكن قد مضى على عودتنا من المدرسة إلا ساعة ، وحين وضعت مائدة الطعام سمعنا صوت الكرة تطن في ملعب المدرسة ، خطفنا بعض الطعام بسرعة ثم جرينا إلى الملعب كالمعتوهين .! وهكذا كنا نفعل كل يوم . نعود كل مساء وأقدامنا تنزف دماً وفيها الكثير من الكدمات والأشواك ، كيف كنا نستمتع ونحن نجري بعد الكرة حفاة...
عيناه نابضتان تشهقان متسعتان لاقصى مدى تقطران العويل اهو ناقة او جمل , لا ادري..المهم هو الان يشرئب بعيدا برأسه فيما يقترب ذيله من مصباح نوم احمر وصورة لطفلين يحضنان بعضهما . وشهادة تقدير لصحفي حفظت بزجاجة واطار مذهب . كسرت ساقاه من اعلى الركب ولحمتا بخيط او سلك نحيل, رقبته مثل انبوب معوج...
في إحدى ايام نوفمبر الباردة ، و في تلك الليلة المتشحة بالحزن ، و الغارقة بالظلام الدامس ، كنتُ أتلمسُ صندوقَ رسائلكِ على ضوء شمعة مرتجف ، مازالت رسائلكِ مبتلة بالدمع و مازالت حروفُكِ هي الاخرى يقطرُ منها الخوف . رسائلكِ أمامي يا ماريز و الذكريات بدأت...
حين عدتُ واسـتيقظتُ، وجدتُني ممدداً على كنبـة جـدي، منهكـاً ككـل مرة، وإن بدوتُ كمن استيقظ من نوم عميق. تعجزني شدة الإجهـاد عـن مجرد التقلُّـب على فراش الكنبة الطري. كنـتُ في نفس المكان عندما جاءوا، وكانت حجرة جدي خالية .. الكنبة تحت نافذة الحجرة مباشرة؛ وكانت النافذة مفتوحة، وخرجت جدتي، بعد أن...
يقضي أكثر وقته علي المقهى في المناقشات مع اغلب روادها ،هو في الحقيقة إذا شئنا الدقة لا يناقش لسبب بسيط وهو أنه لا يستطيع أحد حتى وإن كان خطيب مفوه أو يتمتع بسلاطة لسان، أن يتحدث في وجوده ليس؛ لسعة علمه وقوة منطقه، فهو يعتقد أنه يتحدث ويناقش، ولكنه يخطب ويلوح بيديه وكأنه زعيم بصدد بناء أمة...
كان واضحا ان في الامر خطأ فات اوان تداركه. وأن الفارق بينه وبين زوجته الثانية لا يمكن رأب صدعه. فارق يخلق داخله دوافع وأشياء كثيرة لا يستطيع هو نفسه فهمها. فهو حين يفكر في زجرها وتعنيفها، يجد نفسه في وضع الخانع الذي لا يفكر سوى في إرضائها والتودد لها. غير أنه الان وضع حدا لتيهه وتردده حين اشبعها...
كنتُ أمنّي نفسي بأن تجلس بجانبي أمراة جميلة في مقعد الباص الذاهب الى محافظة سامسون. مكان مقعدي في المنتصف ، حسب الحجز . المسافرون قليلون الى هذه المدينة المطلة على البحر الاسود، في ليل شتوي . أنطلق الباص في الساعة الواحدة. نظرتُ الى الخلف فرأيت سبعة ركاب يجلس كل واحدٍ منهم لوحده الى النافذة ...
في الحقيقة ليس لدي ما أكتبه، سطا ليلة أمس لص على بيتنا، شرع يعبث في الأشياء عرفت هذا وقد تناومت،من الحكمة أن يحافظ الإنسان على حياته حتى ولو سلبه اللص بطاقة هويته؛ لم يكن طالب مال ولا قطع ذهب فنحن ولله الحمد نعتاش على راتبي الذي لا يكمم فمي سواه! نسيت أن أخبركم أن موظف البريد عطل صرفه حتى إشعار...
أحضرت طُعم الصيد فى علبة سلامون فارغة وغطيته ببعض الطين ليظل حياً، خلف ساقية الأبعادية الطين عطِن مخلوط ببقايا القش يكثر فيه الطُعم ويكبر حجمه. جهزت غابة رومي حوالي المترين، واشتريت صنارة و خيط بلاستيك وثقل رصاص و عوامة فلين. وفى طريقى وصلت بيت السيدة أم طلعت، العتيق، الذي أَجَرتَ منه غُرفة فى...
يقول غالو "سأعتني بأيامي رغم أنها تقودني إلى الموت حتماً" يقول ويدخل إلى المرحاض ليتخلص من منغصات اليوم التي زرعها البارحة بيده. ثم يخرج بارتياح، ويتجه إلى غرفته ويمسح بكفه المرتعشة على بندقيته السوداء الملقاة فوق سرير النوم الكبير. في هذا الصباح، يلقِّم البندقية، ويبدأ في إطلاق الرصاص النحاسي...
وجه مدور، عينان واسعتان تلتقط كلية المشاهد , لا يستقر كثيرا خلف مكتبه حيث يصدر التوجيهات مراقبا عماله والقادمين بمهارة , ماكنة شوي الدجاج تتقدم المطعم وسط السوق , وضعت اسفلها الدجاجة المشوية .. ما تزال ببخارها معتقلة باصابع من حديد.. يعالجها شاب وقور ملتحي..هاديء تتغلب حركات يديه على لسانه...
.. مات، جاءني بعد أيام قلائل، بكفن مهلهل..، هزيلا..، تكاد تحمله أقدامه، تتأرجح به، تخدمه زاهدة..، صارخا ببنات عينيه: أغثني يا ولدي.. استيقظت فزعا مكدرا، بلسان ذاهل حاضر: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اعتدلت..، جلست مفكرا..، ألهمني العليم الخبير بإشارته.. أبرقته بالفاتحة برقا..، أرعدته...
أعلى