سرد

كان واضحا ان في الامر خطأ فات اوان تداركه. وأن الفارق بينه وبين زوجته الثانية لا يمكن رأب صدعه. فارق يخلق داخله دوافع وأشياء كثيرة لا يستطيع هو نفسه فهمها. فهو حين يفكر في زجرها وتعنيفها، يجد نفسه في وضع الخانع الذي لا يفكر سوى في إرضائها والتودد لها. غير أنه الان وضع حدا لتيهه وتردده حين اشبعها...
كنتُ أمنّي نفسي بأن تجلس بجانبي أمراة جميلة في مقعد الباص الذاهب الى محافظة سامسون. مكان مقعدي في المنتصف ، حسب الحجز . المسافرون قليلون الى هذه المدينة المطلة على البحر الاسود، في ليل شتوي . أنطلق الباص في الساعة الواحدة. نظرتُ الى الخلف فرأيت سبعة ركاب يجلس كل واحدٍ منهم لوحده الى النافذة ...
في الحقيقة ليس لدي ما أكتبه، سطا ليلة أمس لص على بيتنا، شرع يعبث في الأشياء عرفت هذا وقد تناومت،من الحكمة أن يحافظ الإنسان على حياته حتى ولو سلبه اللص بطاقة هويته؛ لم يكن طالب مال ولا قطع ذهب فنحن ولله الحمد نعتاش على راتبي الذي لا يكمم فمي سواه! نسيت أن أخبركم أن موظف البريد عطل صرفه حتى إشعار...
أحضرت طُعم الصيد فى علبة سلامون فارغة وغطيته ببعض الطين ليظل حياً، خلف ساقية الأبعادية الطين عطِن مخلوط ببقايا القش يكثر فيه الطُعم ويكبر حجمه. جهزت غابة رومي حوالي المترين، واشتريت صنارة و خيط بلاستيك وثقل رصاص و عوامة فلين. وفى طريقى وصلت بيت السيدة أم طلعت، العتيق، الذي أَجَرتَ منه غُرفة فى...
يقول غالو "سأعتني بأيامي رغم أنها تقودني إلى الموت حتماً" يقول ويدخل إلى المرحاض ليتخلص من منغصات اليوم التي زرعها البارحة بيده. ثم يخرج بارتياح، ويتجه إلى غرفته ويمسح بكفه المرتعشة على بندقيته السوداء الملقاة فوق سرير النوم الكبير. في هذا الصباح، يلقِّم البندقية، ويبدأ في إطلاق الرصاص النحاسي...
وجه مدور، عينان واسعتان تلتقط كلية المشاهد , لا يستقر كثيرا خلف مكتبه حيث يصدر التوجيهات مراقبا عماله والقادمين بمهارة , ماكنة شوي الدجاج تتقدم المطعم وسط السوق , وضعت اسفلها الدجاجة المشوية .. ما تزال ببخارها معتقلة باصابع من حديد.. يعالجها شاب وقور ملتحي..هاديء تتغلب حركات يديه على لسانه...
.. مات، جاءني بعد أيام قلائل، بكفن مهلهل..، هزيلا..، تكاد تحمله أقدامه، تتأرجح به، تخدمه زاهدة..، صارخا ببنات عينيه: أغثني يا ولدي.. استيقظت فزعا مكدرا، بلسان ذاهل حاضر: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اعتدلت..، جلست مفكرا..، ألهمني العليم الخبير بإشارته.. أبرقته بالفاتحة برقا..، أرعدته...
في ليلٍ مظلمٍ شعرتُ بملمسٍ كالحريرِ على قدمي، كنتُ منشغلًا بالظلمة؛ النجومُ البعيدة، السماءُ التي يحفُّها السواد، عاد إلى قدمي ملمسُ الحرير، حركتُ قدمي، انطلقَ مواءٌ ناعمٌ لم أسمع مثله، ظهرتْ قطةٌ بيضاءُ وكأنها النورُ في ليلٍ شديدِ السواد ، ظلّتْ تكررُ مواءَها وكأنها تعزفُ لحنًا يناسبُ الليل، لم...
في تبادل مؤقت للأدوار، اتخذ الفتى شديد الانتماء دور المحاور، مبادرا الكاتب الكبير: - أخبرني عن البدايات! اللافت للنظر، أن الأخير، عرف من الفور أى البدايات يقصد مريده: - في المدرسة! قبل أن يقوم الشاب الصغير بتصحيح مسار الحديث، ظنا منه أن مدخل الحوار قد جاء على نحو خاطىء، عاجله الرجل: - انتظر، ما...
دخلت هدى مسرعة على ضابط النوبتجية محمد أبو العدل بمركز الشرطة، دموعها أنهارا تغرق وجهها، انتبه مسرعا إليها يحاول أن يهدئ من روعها، لفهم كلماتها المتهتهة الغير مفهومة، يمد إليها يده بكوب الماء من على مكتبه، قائلا لها اتفضلي اشربي الأول ..استريحي واحكيلي، إيه اللي حصلك، إنت إسمك إيه الأول؟ بدأ قلب...
حين دخلت الملكة الجميلة " كوبابا " الى صريفتي، حبست أنفاسي، لابد من الاشارة الى انني أسكن في هور الجبايش، بعيدا عن العيون، رافضا الإلتحاق بالجيش لمحاربة ايران، كنت نائما، أحلم كيف أهرب من رجال الامن الذين يزجون بالهاربين الى محرقة الحرب . كان كابوسا انقذتني الملكة بدخلوها صريفتي ، توقعت دخول...
في تلك البساتين الهرمة , شمال البصرة ,, كان هناك بستان وحيد حي فقط ... اعتنى به صاحبه وسوّره بسعف النخيل وجذوع الاشجار ومتيبس القصب ... قال صاحبى (موتى تحرس احياء ـــ مشيرا الى اجزاء النخل المتيبس الجدارـ ).. كنا نتقدم قاصدين نهيرا لنصطاد في موسم اللا صيد ..لكنا نتسلى فقط ,, . تلال من الطين...
عبد الرؤوف الشريفي : القرار لك حين يكون فكره حيويا وحواسه متيقظة , وهو يواجه محنة اتخاذ قرار خطير , فكل ما تستطيع ان تقدمه له هو ان تعاونه ليفكر ,كنا قبل ان يثقل العمر بالاف التجارب نتوقع اننا قادرون على غسل دماغ او مغنطسته , الان اقصى الطموح هو مشورة ان رفضها (فلعل له عذرا وانت تلومه ).. هكذا...
لم تكن قد نامت ، كانت ما تزال يقظة حين فوجئت بدخولهم غرفة نومها ، ألجمتها المفاجأة وعقدت لسانها فلم تستطع الكلام ، حاولت أن تنهض لكن أقربهم إليها ضربها بعصا على رأسها فأفقدها الحركة ، تخدرت تماما ، لكنها تراهم حولها ، وجوههم بيضاء يشع منها النور ، يبتسمون ويتحدثون ويشيرون إليها ، ثيابهم بيضاء لم...
"إنتي يا آمال ما خائفة من بكرا"؟ يطرح علي البعض من أصدقائي هذا السؤال من حين لآخر، فارد عليهم انا أيضا بسؤال: "وليه أخاف وربنا موجود"؟! لقد اضعت سنين كثيرة من عمرى في خوف غير محدود مما قد يحمله (بكرا)، بلغت مرحلة متقدمة في السعي خلف ما اريده وفشلت، فكرت وخططت ل(بكرا)، حتى لم يعد (بكرا) يعني لي...
أعلى