سرد

وقفت أمام زجاج حجرة العناية المركزة قلبي يرتعد ؛ خوفا وكمدا، كان زوجي لا يرتدي شيئاً، جردوه من هندامة، ورأيت عدد الطعنات المتفرقة في جسدة الممدد على الطاولة. الأطباء يحاولون أنقاذه، بعمل عدة صدمات بجهازهم الكهربائي، تعلقت بالأمل تمنيت أن ينجو ولكن كيف؟! وهناك جرح في قلبه ينزف دون توقف. كادت...
خفق قلبي من الفرحة حين رأيت ذلك القلم الذهبي الفاخر في طريقي .! نظرت أمامي وخلفي ، لا أحد ، أخذته ومسحت بعض التراب الذي علق فيه ووضعته في جيبي . ورغم فرحي به فقد داهمني تساؤل مخيف : ـ ماذا لو أن هذا القلم يحتوي قنبلة صغير أو متفجر ؟! أخرجته وفتحته ثم كتبت به على يدي فتدفق الحبر الأسود ، لقد...
ربما تكون أسعد ثلاثين ثانية حظيت بها منذ وقت طويل حين غادرت المقهى، تاركا أصابعي تحت الطاولة وسط كيس نايلون معتم، أسرعت أحث الخطى مبتعدا عن المكان، إلى أن شعرت بوقع أقدام خلفي، وصوت أجش يناديني، ما أن التفت حتى قذفني أحدهم بكومة أصابعي وهو يحدجني بارتياب: - هييه.. هل تركت مخلفاتك سهوا ! نزعت...
ذهبوا جميعا ..لم يعد كيان ذو الثلاثة اعوام يرعبني كلما امسك عصا او دمية او أي سلاح ابيض فاتقي بيدي الرشقات حفاظا على الحاسوب ..فيما تحس بالتحرر من ضجة الاصوات والاسئلة وتفريق اشتباكات الاطفال ..لم تعد تضطرب لتلبية الاوامر فتاتي بصحن لقدح الشاي اتقاء للبقع كما يقولون ..فانا الانيق بطبع بدوي من...
هاربا من صفر و حقيبة أرقام يركب التاكسي .. هل تكون مشكلته مع الصفر وحده أم مع الأرقام جميعها؟! تبا للصفر ترَهَّل على روحه.. كم هو مغناج لا يطاوعه.. لِم خذله المنبه و لم يعد لساعة الصفر هذا الصباح .؟! ليس عليه أن يتذمر فتأخره عن العمل كان الضريبة الأنسب لاستمتاعه بالحلم و النوم..هل لمثله من...
في زاوية من زوايا المول و في الطابق الثالث جلست كعادتي في طاولة منفردة أتناول فيها وجبة الغذاء و بعض المثلجات رغم غلاء سعرها، في مكان مكيف، يشعرك بالنشوة و المتعة ، في الزاوية التي أجلس فيها يقابلني جدار زجاجي، أرى من خلاله العالم الخارجي ، أتابع حركة المرور، أعلام وردية تداعبها رياح خفيفة مكنت...
بعد ليلة اتخمتها اصوات السعلات.. منغمة حسب العمر والشدة.. صحبتهم ثلاثتهم ودخلنا المجمع قبيل التاسعة صبحا.. وكلما دخل احد قلت هل هو هذا او مشتبه.. فللاطباء طبع معروف.. في الخط والمظهر..كان المحاسب صارما..لا يتمكن شمبازي من اضحاكه ..ومع وجه شديد السمرة ولون ملبس غامق وصبغ الميز الذي يظهر بعضه...
إلى وقتنا هذا لا أمل من التنقيب عن المعنى والمغزى من وجودي، ومعنى مفردات كثيرة كم قرعت ضمائرنا وأصمّت أذاننا ... كنت في السابعة حين اختبرت الفقد، وأفلت من بين يدي البيت، وتناثرت أطلاله هنا وهناك. لست شابا؛ بل فتاة نبتت بداخلها الأنوثة والفتنة التي رأيت سحرها في نظرات الرجال حولي. أصيبت أمي...
تخاله فرنا للصمون , لكن التوهج يظهر من موقد المقهى هومشعل يحمى عليه الشاي . ربما تكون الاضاءة الباهتة هناك قد غذت هذا الشعور ... عينان صفراوان وقحتان وسوار مثل سلسلة في يمناه , وضع امامنا قدحين من الشاي وحدجنا بنظرة من زاوية عينيه وهو يقف امام صاحب المقهى الجالس خلف الزجاج , واضح انه حلق...
لم يكن قد مضى على عودتنا من المدرسة إلا ساعة ، وحين وضعت مائدة الطعام سمعنا صوت الكرة تطن في ملعب المدرسة ، خطفنا بعض الطعام بسرعة ثم جرينا إلى الملعب كالمعتوهين .! وهكذا كنا نفعل كل يوم . نعود كل مساء وأقدامنا تنزف دماً وفيها الكثير من الكدمات والأشواك ، كيف كنا نستمتع ونحن نجري بعد الكرة حفاة...
عيناه نابضتان تشهقان متسعتان لاقصى مدى تقطران العويل اهو ناقة او جمل , لا ادري..المهم هو الان يشرئب بعيدا برأسه فيما يقترب ذيله من مصباح نوم احمر وصورة لطفلين يحضنان بعضهما . وشهادة تقدير لصحفي حفظت بزجاجة واطار مذهب . كسرت ساقاه من اعلى الركب ولحمتا بخيط او سلك نحيل, رقبته مثل انبوب معوج...
في إحدى ايام نوفمبر الباردة ، و في تلك الليلة المتشحة بالحزن ، و الغارقة بالظلام الدامس ، كنتُ أتلمسُ صندوقَ رسائلكِ على ضوء شمعة مرتجف ، مازالت رسائلكِ مبتلة بالدمع و مازالت حروفُكِ هي الاخرى يقطرُ منها الخوف . رسائلكِ أمامي يا ماريز و الذكريات بدأت...
حين عدتُ واسـتيقظتُ، وجدتُني ممدداً على كنبـة جـدي، منهكـاً ككـل مرة، وإن بدوتُ كمن استيقظ من نوم عميق. تعجزني شدة الإجهـاد عـن مجرد التقلُّـب على فراش الكنبة الطري. كنـتُ في نفس المكان عندما جاءوا، وكانت حجرة جدي خالية .. الكنبة تحت نافذة الحجرة مباشرة؛ وكانت النافذة مفتوحة، وخرجت جدتي، بعد أن...
يقضي أكثر وقته علي المقهى في المناقشات مع اغلب روادها ،هو في الحقيقة إذا شئنا الدقة لا يناقش لسبب بسيط وهو أنه لا يستطيع أحد حتى وإن كان خطيب مفوه أو يتمتع بسلاطة لسان، أن يتحدث في وجوده ليس؛ لسعة علمه وقوة منطقه، فهو يعتقد أنه يتحدث ويناقش، ولكنه يخطب ويلوح بيديه وكأنه زعيم بصدد بناء أمة...
كان واضحا ان في الامر خطأ فات اوان تداركه. وأن الفارق بينه وبين زوجته الثانية لا يمكن رأب صدعه. فارق يخلق داخله دوافع وأشياء كثيرة لا يستطيع هو نفسه فهمها. فهو حين يفكر في زجرها وتعنيفها، يجد نفسه في وضع الخانع الذي لا يفكر سوى في إرضائها والتودد لها. غير أنه الان وضع حدا لتيهه وتردده حين اشبعها...
أعلى