سرد

ما أن دقت الساعة السادسة صباحا حتى هرعت أسرع في أداء طقوسي اليومية استعدادا للذهاب للعمل . فقد وصلني بالأمس إخطار بالندب في إحدى مدارس قرى ضواحي مدينتي الساحلية ، ولزاما علي أن أسرع كي أتمكن من الوصول مع بداية اليوم ؛ ركبت إلى محطة مصر، وهناك لم أستغرق سوى دقائق حتى عثرت على الميكروباص الخاص...
بائع الكتب المستعملة والمجلات القديمة على الرصيف يعرفني من زياراتي له ، مؤخرا صار يدرك مدى شغفي بالأعداد القديمة من مجلة " العربي " الكويتية ، خصوصا أعداد التسعينيات ، أعطيته رقم هاتفي ، وبعد أيام أرسل يخبرني بأنه عثر على 13 نسخة نادرة من المجلة ، أكدت له بأن يحجزها وسأمر عليه لأخذها . حين وصلت...
وصلت محطة القطارات الرئيسية وبي بعض خيبة أمل وكثير من الغضب، خارجًا للتو من مقابلة عمل فاشلة. قررت أن أسير الثلاث محطات القادمات سيرًا على الأقدام، وأمر على مجسّم عملة اليورو في وسط مدينة فرانكفورت وأبصق عليه ومن بعده أستغل القطار إلى بيتي. في طريق ( كايسر إشتراسه) أوقفتني فتاة جميلة، شعر مقصوص...
في محطة سيدي جابر؛ تعلن الإذاعة الداخلية عن القطار المتجه إلى القاهرة: "نداء أخير؛ على رصيف القاهرة؛ قطار "ڤي أي بي" المتجه إلى القاهرة، درجة أولى مكيفة، فاخر بنظام الحجز، يقف بمحطة طنطا فقط". هَرولتُ مُسرعًا إلى العربة (3)، عند الباب اِنْتَزَع أحد الحمالين حقيبتي اِنتزاعًا؛ خَطَفَها كالصقر،...
إذ فقدت الحلم. النوم بلا أحلام، أو أحلام لا أتذكرها وهو شيء لم أعتد عليه من قبل. كان يبدو صحياً ومرَضاً في نفس الوقت، كالجدل بين النحويين. أقول الحق والحق أقول، لا تقوم الساعة حتى يكون الكل. واسمع أزيز غطاء النعش.. تتساقط الورود الجافة من أطرافه، وأراهم يسجدون لي، بصمت مهيب. لكن ألماً ما يسلك...
شارك مجموعة من الرسامين في مسابقة .. فتم رفض عشر من لوحاتهم، لانها لاتعبر عن الفكر السائد ، بل سُجن هؤلاء الرسامون في قاعة ، سُميت بقاعة المرفوضين .. وعندما نظر نقاد الفن الى لوحاتهم ، وجدوا العجب بسبب الأفكار التي طرحتها، بمضامينها المجنونة المرفوضة، لوحتي، لا تعبر عن شيء محدد، ما إن نظر...
الكلاب نائمة..الذئاب خاملة..الاسود خامدة..نغزت احدها بعصا فلم يتحرك..كررت.. فتح عينية ثم استعاد نومه العميق..ربما خضع..ترسخت فيه اللاجدوى فآوى الى الاحلام.. وحدها النعامة تستطلعنا.. تشرئب رقبتها حتى سقف القفص..تتحرك يمنة ويسرى تطالعنا بعيونها... نمشي ..قردان..يهرعان الينا ..احدهما ضعف حجم الاخر...
النبأ قد انتشر واستعدّت المدينة، وفرشت الطرقات بأنواع الزهور، ورُفعت الرايات على السطوح، وخُضَّب وجه الأصيل بلون الفرح، وتضاءل المكان الفسيح بالبشر.. وبلمعان العيون المنتظرة بانبهار، تساقطت رشقات المطر بانْهمار رشيق مُتموّج ثم تحول الى رذاذ خفيف، لتتحول كل المدينة الى زجاجة عطر تفوح بعَبق...
بينما كنت فى طريقى لأعبر مزلقان السكة الحديد ، شاهدت عربة كارو من ذات العجلتين عليها كم كبير من الاجولة ، و الحمار الهزيل يحاول بكل جهده ان لا يتوقف عن المسير ، اتقاء للسعات الكرباج التى تنهال علي جسمه لو توقف لثانية لكي يلتقط انفاسه ، و لما كان الطريق الى المزلقان يتطلب صعود المنحدر وهذا يضيف...
في ليلة من ليالي جويلية من سنة 1996، ولم يكن الحرّ ليلتها كحرّ هذه الليالي،استلقى الإشكيمو على ظهره أمام الحوش وتعلّقت عيناه الوقّادتان بنجوم السماء يعتزم عدّها. فجأة قفزت إلى رأسه فكرة عجيبة. قال في نفسه " لابدّ أن الهذبة بنت عمارة المدّب مستلقية هي ايضا أمام الحوش. ولابدّ أن أهلها كلّهم يعدّون...
كان غَداءً جميلاً حرصَ فيه على اصطحابي معه. لم يَعْتَدْ مثل هذه العَزائم بصفة عامة ولكنه نزلَ على تصميم ذلك الرَّجل على دعوته إليه فاضطرَّ إلى قبول الدعوة. تقابَل مع زوجي مُصادفةً في محافظة نائية نُقل إليها للعمل وتَعرَّفا إلى بعضهما فاكتشفا أنهما من مركز واحد واعتبر زوجي ضيفًا عليه. هذا...
خديجة يتيمة في العشرين، تدرس في سنتها الأخيرة بالجامعة، وتعمل في محل لبيع الاكسسوارات تساهم براتبها منه في مصاريف البيت إلى جانب معاش أبيها الميت، كل يوم بعد أن تنتهي من محاضراتها في الجامعة بالجيزة، تركب الأتوبيس للحاق بعملها في المحل الواقع بشارع قصر النيل. تدخل وهي تلهث من التعب، تستلم...
لقد أمكنهم بدر من نفسه لما استسلم لتلك العقدة التي عقدوها جيدا يريدون أن يغتالوا بها وجدانه لم يكفهم ذلك منه بل قاموا بذبحه من باب الاحتياط ، كان جريئا فأخبرهم بأنهم و إن كانوا قد ذبحوه لما غفل إلا أن الذبح بدون مخدر أمر غير إنساني ؛ نظر إليه زعيمهم كأنه يتوعده وبعث برأسه المفصول...
كان جالساً بجلبابه المخطط وطاقيته الصوفية، كانت خطوط الجلباب طولية، أما خطوط الأكمام فهي عرضية، يجلس القرفصاء على شريط السكة الحديد، يستند بيد على معول للحفر، ويده الأخرى يسند بها جبينه . كان ظهره تجاهي، وأنا جالسة أراقبه من شرفة إحدى عربات القطار المكيف الفاخر، وقد أبطأ سرعته في انتظار دخول...
هناك مهابة في تأمل الصحراء، لا أستطيع تحليل الأمر ولكنني استمتع بالشتاء بعيدًا عن ضوضاء الكونكريت، "الصحراء والقميص" لوكنت مُخرجًا سيكون ذلك أول عمل لي، الدم والصهيل اسم رواية اختلقتها وأنا متضور أن تمس شرارة الحطب يدي، أضحك من التصور الغربي أن الصحراء لغم، ربما هي في صراعنا معهم كذلك، لكن نفس...
أعلى