قصة قصيرة

لم يكن يحب حمل السلاح ، كان يكتفي بالعصا الغليظة يلوح بها ذات اليمين وذات الشمال وهو يدخل في عمق البستان الملغوم بالفاكهة بأنواعها وهي تتلألأ في أغصانها لتعطي لوحة تشكيلية ربانية الفن تثير جمال الناظرين وهي تنحني نحو الأرض لثقل حملها وتتكئ بعضها على جذوع النخيل لتشكل نشرة ضوئية من مصابيح ملونة...
لغط من نساء ينتمين إلى عائلة واحدة وبعض من صويحباتهن من المعارف والجيران،وعدد لا يحصى بسهولة من الأطفال في غرفة ضيقة لا تتجاوز مساحتها ستة أمتار مكعبة ، جدارها القديم يعلن عن رائحة للرطوبة عالية تحيط بجميع أجوائها ولا يغير عفونة الجو سوى ذلك الشباك الخشبي المطل على فرع ضيق، ترتفع منه (مبردة)...
ماهذا الذى يحدث؟ كأنما وكأننا( نحن وهم) قد وقعنا فى براثن شئ مخيف لاأدرى كنهه، شئ مخيف ندور بفعله حتى أكاد أفقد وعيى، فى الفترة الأخيرة بدأت أشك أن الأمر لم يعد ممتعا، أما اليوم ومنذ أن بدأت المباراة فقد أدركت بوضوح أن ما يحدث هو شئ مخيف ومفزع، مع كل لحظة تمر كانوا يعدون بلا وعى، بل وكأن بقوة من...
لم يكن الحدث عاديا في ذلك اليوم الممطر بزخات خفيفة تجتمع الناس تحتها تنتظر خروج جثمان التاجر (صادق المحسن) الذي يغذي بتجارته مناطق العراق بأسرها والتي يستوردها من جميع مناطق العالم ، وبعد المتغيرات السياسية التي حصلت في العراق ورحيل أقسى رجل في العالم عرفه التاريخ العربي لأن العالم الغربي لهم...
الفتاة لا تريد الأب أمامها لأن ضجيج الشارع يبدأ في الطنين بأذنها بينما يتحدث هو إليها فلا تصغى إليه فيغضب ويثور.. وحينما ينظر إليها لا يكمل القمر استدارته وتغلفه الغيوم. من كثرة ما هاجمها هاجس الموت صارت تنظر في المرآة كثيراً ولا تدرى أهو أبوها أم كائن آخر ربما تجسد في حلم ما أو ظهر في قصيدة...
قال الرجل الذى بلا رأس للشـــرطي الواقف خلف سور الملعب : _ هل لك أن تساعدني يا سيدي الشــرطي .. لأســترد رأسي التي يلعبون به داخل الملعب؟ ... ومد الشـــرطي يده له، ليتعلق بها قائلاً : _ هيا بنا .. لنرى ما يمكننا عمله . ... المجلة التي اكتب فيها لم تعد موجودة .. تركها الناس الذين كانوا السبب في...
شمعٌ أحمرٌ, وشريطٌ لاصقٌ , وقفل . خيبةٌ وغيمةُ غُبنٍ اجتاحت ملامحَ وجهِه , وصكُّ حَجْرٍ صِحِّيٍّ إلى جانبه اتّهامين؛ أحدهما بالاختلال و آخر بالجنون . لمْ يكن ليتوقّعَ أن تكون الخاتمةُ على ما آلتْ إليهِ , ولم يكنْ ليتصوّرَ أن تكون إلّا بين حبّات البنِّ المطحون , ورائحةِ الهيل والمسكة ؛ التي...
أيَّ باب بعد أطرق؟ ،وأي جهة استعين بها ؟، ها هم الأطباء يعجزون عن تثبيت ابني في رحم أمه، وعجز الطب الروحاني عنه أيضا ،من يساعدني لحل أزمتي ،كل الأشياء قبلتها وكل الأمور ذهبت إليها حتى النذور أقمتها ولم يعش لي بنت أو ولد ، احلم أن أكون أبا ... وقد مرَّ على زواجي عشر سنين وكل سنة ادفن فيها ابني...
✍ جلست أمام المرآة كعادتي كل ثلاثة اسابيع ؛ تزيد أو تنقص ، مرآة كبيرة ، وكرسي الحلاقة صغير وبه قاعدة للقدمين. الحلاق هذا لم يحلق لي من قبل لكن يبدو ان حلاقتي صارت مشهورة لجميع العاملين بالمحل ؛ فأنا احلق صلعة على الزيرو ، بالموس ... ولو وجدت طريقة لنزع فروة رأسي لما ترددت ، بحثت طويلا عن كريم...
دائما كنَتَ تصل الأوّل، ودائما تكون آخر المغادرين حتّى أنّ الكلّ كان يظنّ أنك تسكن في المحطّة ولا تغادرها أبدا في الصّحو وفي المنام. وكان كلبك قد اعتاد الانزواء في ركن قصيّ من هذا المكان طوال اليوم حتّى لا يزعج المسافرين، ولكنّه كان يسبقك بخطوات قليلة عندما تهمّ بالغدوّ أو عندما تهمّ بالرّواح...
لم أتوقع منها سوى شيء يبعث روح الأنانية بطريقة الحقد الدفين بعد أن تغلغل الى أعماق روحها الشريرة،فلم تعد تصبر على الاحتفاظ بضحكتها وابتسامتها السمية التي تكشر عن أنياب السم التي تقتل نفسها إن لم تجد من تقتله. اعرف ذلك الوجه، منذ أكثر من عشرين سنة ونيف... ها هي لم تتعلم من الحياة وتجاربها إلا...
سحبني الى منطقته المحرمة بهدوء وصبر متعكزا على معرفتي بأخيه وضلوعي في مهنتي التي تحتاج الى سلسلة طويلة من المعارف والعلاقات, أحسست بالخطر وامتثلت إليه.. وهذا الخطر قد نمّى في أظافري العز بعد الفاقة والنفوذ بعد البساطة في عمل يدر عليّ الكثير من النعم.. خضعت بعفوية الى قوانينه وقوته وأصبحت له...
الكلب عنتر رابض على شيزلونج، في الركن تمامًا، جهة الباب، على يمين الداخل. شعره قطيفة سوداء، جرمه كمهر، منحنيات جسده أجزاء دوائر رائعة الجمال. ساقاه الخلفيتان تحته، والأماميتان ممدودتان أمامه، ورأسه منحنية بينهما. عيناه منطبقتان ومنفتحتان في آن، يبدو غافيًا ويقظًا، نائمًا وغير نائم. شفتاه...
جربت مرة في عمري دخول تلك الحجرة التي يسمونها “التخشيبة”، ليس مهما هنا بيان الأسباب، فهي ليست مهمة، ولكن لها دخل بموضوع تلك المرآة، كانت المرآة قطعة من مرآة أكبر تكسرت إلى قطع كثيرة، وهذه منها، ألصقها بالحائط واحد من المحتجزين، وكان كل فترة ينظر إلى سطحها، ويمسد شاربه، ويربت على تسريحة شعره...
كلنا نلهو بأحلامنا وما كنا نعلم أننا نعيش بأرواحنا فقط وما الحلم إلا تمني لمستقبل نخطط له بحلم ويتحقق غير ما نفكر ونحلم ونخطط ،لم يكن بخلدي أن ارجع إلى بلدي مع قوات تحمل السلام، كما افهمونا، وتدربنا بقسوة وصبر من اجل ساعة الصفر هذه. هكذا كنا نستمع إلى النقيب الأمريكي حجي طالب في فندق فلسطين...
أعلى