قصة قصيرة

(1) صَدَرَتْ عن الجِنرال صرخَةٌ مُدَوِيَةٌ شقت فضاء المدينة ،أفزعت سرب الحمام الذي حط في غَفْلَةٍ مِنْهُ على كتفهِ ، سلَّ سيفه من غِمْدِهِ ، أصْفَرَ السيفُ في الفضاء ، سقطت حمامة مضرجة بدمائها أمام الجزمة اليمنى لنصب الجنرال (رتبة عسكرية منحها لنفسه في حياته ) . هل هو هَوَسُ الرئيس باقْتِنَاصِ...
قُرَابَة السَّاعَةِ وَأَنَا مُنْدَمِجٌ اِنْدِمَاجًا مَعَ فُصُولِ الْبَحْثِ الْقَيِّمِ وَسِحْرِ فَحْوَاهُ الَّذِي يُتْـلَى عَلَى مَسَامِعِنَا. لَمْ أَسْتَـنْشِقْ فِي الْمَكَانِ طَوَالَ الْوَقْتِ سِوَى رَوَائِحَ عَطِرَةٍ زَكِيَّةٍ فَوَّاحَةٍ تُجْذِلُ الْأَلْبَابَ. فَجْأَةً اِنْقَـلَبَ الْوَضْعُ...
وقفتُ مهموماً وسط َ شارع الهوى سابقا ً ألحبوبي حاليا ً في مدينتي الناصرية بعد خروجي مَن المدرسةِ وبرفقتي زميلٌ لي وصلنا ساحة ألحبوبي التي يتوسطُها تمثالُ الشاعرِ المجاهدِ ( محمد سعيد ألحبوبي ) ، مر رتل عسكري مؤلف من سيارات : ( اللاندكروزات اليابانية تحمل قادة الجيش الكبار ، والوازات الروسية ضمت...
تـأتي المسرة متأخرة بعد طول عناء وشقاء وبعد فصول الكدح والعوز والفاقة ، تفتح ابواب الحظ على مصراعيها وعليه أن يستريح ويتخلص من عمله كحارس في هذا الملتقى الادبي الكبير الذي يعج بمختلف الشخصيات وصنوف المثقفين ، من شعراء وقصاصين ، وصحفيين ورسامين ،كان يراهم ينغمسون في احاديث ونقاشات حادة تصل الى...
منذ عامين وهو يكاد يتعفن في غرفة رديئة في فندق من الدرجة الثالثة وربما اكثر ولم ينتق هذا المكان الا بسبب قلة ما يملك من المال، وانقطاعه عن العالم وعن زوجته وابنه عادل الذي تركه وهو في سن الخامسة وها هي سنتان ونصف السنة قد مضت على وجوده في هذه العلبة شبه المهجورة، لا يخرج منها الا للتسوق السريع...
السلامه إذا أردت السلامة وخشيت الانفراد فقل كما قيل وانتظر طلوع الشمس الندامة وإن خشيت الندامة وأحببت القلوب البيضاء فلا تقل كما قيل واطلع مكان الشمس . - صالح القرمادي من ديوان : اللحمة الحية * إهداء : إلى صالح القرمادي وغزالدين المدني ...
كانت يتيمة الابوين وتعيش في كنف عمها وزوجته، صغيرة تقترب من ربيعها الخامس عشر، قرر ان يتقدم اليها وفي اعماقه تموج مشاعر احسان ورأفة ازاء هذه الفتاة الصغيرة في عالم لم يعد يتحمل احدا اذا ما غاب الاب والام، ومما شجعه على اتخاذ هذا القرار بعد عزوبية اقتربت من الاربعين، معرفته بابيها رشيد الموظف في...
بَيْنَ لَيْلَةٍ وضُحَاهَا اِنْقَـلَبَ الطَّقْسُ فَجْأَةً رَأسًا عَلَى عَقِبٍ كَمَا يَنْقَلِبُ السِّحْرُ عَلَى السَّاحِرِ. اِنْخَفَضَتْ دَرَجَاتُ الْحَرَارَةِ اِنْخِفَاضًا لَمْ تَشْهَدِ الْبِلَادُ لَهُ مَثِيلًا مِنْ قَبْلُ بِسَبَبِ هُبُوبِ رِيحٍ مِن "سَيْبِيرْيَا"!. فِي طَرِيقِي إِلَى مَحَلِّ...
كنا متكئين على سور فندق فاخر نتبادل أنخاب الحب ونتملى جمال الطبيعة الممتدة حولنا، وإذا بنا نسمع ضوضاء قادمة من الأعلى، رفعنا بصرنا لنشاهد رجلا يخرج بعنف من النافذة وحوله نثار زجاج، تهاوي ليرتطم بشدة بالأرض، رفع بصره نحونا، وقال: - اهربا، الموت قادم. وحزمنا أمرنا، لا أعرف ما جرى، أنا في غرفتي...
(( ذات زمن منسي، عجز المؤرخون من رصد خباياه، و الوغول إلى فحواه، إلا من بعض نقوش أثرية، و طلاسم لرؤى تنبؤية، رصدها منجّم مغمور قبل الطوفان بمئات السنين )) كان جدي الأول قد خرج شاهرا سيفه في وجه عذراوات المدينة، بعد أن أشاعت جدتي المغصوبة على الزواج منه نتيجة عادات، و تقاليد متوارثة، أنه ناقص...
منذ ان قذفته السيارة الكبيرة القادمة من مدينته النائية بدأ يخطط للطريقة التي تجعله يتعايش مع هذه المدينة المدججة بقطع الكونكريت والتي تحيط بالشوارع من كل حدب وصوب ، اخرج سيكارة المفرد ووضعها في فمه وهو يتطلع في منطقة النهضة الى الناس وهم يسيرون بسرعة والحقائب تتراكض معهم ، الجميع يعدو الى هدفه...
لم يعد ثمة متسع في دنياها سوى صورته وقد تحولت الى جزء من حدقتي عينيها السوداوين وحين تتجاوز الباب الرئيسي للكلية لم يعد لها شاغل سوى البحث عنه على الرغم من انه ليس احد طلاب كلية الفنون الجميلة لكنه يتردد على احد اصدقائه وقد اقترب منها في احد احتفالات الكلية ومنذ تلك اللحظة اصبح امره يشغلها وما...
إبان حرب الثماني سنوات، عشتُ حدثاً مروعاً فَتَح في قلبي جرحاً سوف يظلّ مفتوحاً ما حييتُ. إنني ما زلتُ أرى، رأي العين والقلب، ذلك اليوم القاتم من تاريخ بلدي الأكثرَ عنفاً ودمويةً وحزناً، حيث وقفتُ مهموماً وسطَ شارع الهوى سابقاً، والحبوبي حالياً في الناصرية، بعد خروجي من المدرسة وبرفقتي زميلٌ لي،...
كل صباح…. اجدها تنتظرني بخوف تخشى ان يكون دورها اليوم… كتبت وصيتها على ورقة خظراء… أنجو بحياتكم ولكن لا سبيل… يتملكني شعور السعادة عندما انهي حياتها وقبل ذهابي الى العمل.. في كل يوم امر على الحديقة العامه في طريقي…واقطف احدى الورود استمتع برائحتها ومنظرها الجميل… وهي تبكي لفراق صاحبتها وذات...
ها قد عبرت فوق عشرات المدن والأنهار ، وكل أنواع التضاريس ووشمت بخطواتي كل الحدود ، ودفنت روحي في صالات الانتظار في مختلف مطارات العالم، فمنذ خمسة وعشرين عاما وأنا اصلب في الأجواء والترحال الدائم حتى أصبح جسدي حقيبة عتيقة احملها رغما عني بحثا عن المجهول. عالم مصنوع من السلوفان.. مدن باذخة وجسور...
أعلى