قصة قصيرة

" بسبب .. هواك .. تعذبني الأنسام .. وقلبي تؤلمني .. قبعتي … من .. مني يبتاع .. وشاحي …….. هذا وذاك .. الحزن وصيغ من الكتان .. الأبيض كيما يجعله مناديل " ( ف. غ. لوركا ) في صباح الأربعاء الماضي كنت اضرب في أزقة بيت المال وأبروف متسكعاً دون ما هدف. تخيلتك بسوق الشجرة...
قد كان لي ولع بالتجوال في البراري، ففيها كان الهواء مما يلذ امتلاء الصدر منه، وفي سمائها صفاء يروق الأبصار لا تدانيه زرقة البحر إلا في أيام الخريف الوادعة، ورمال الصحراء أخاذة باللب في لآلائها واختلاف لون حصاها، فإذا ما جرت عليها قطرات من الغيث في الشتاء غسلت عنها ما يغشاها من التراب، فإذا هي...
بِرحيله اظْلَم الطريق أمامى، وفقدت روحى قدرتها على الاتزان والبصيرة. هذا الأرق المتواصل قادنى إلى اكتشاف بسيط، ومذهل: إننى أملك القدرة على بعثه مرة أخرى. كل ما أحتاجه الآن هو اللعب بلوحة مفاتيح الحاسب الآلى. هو لم يستخدم التكنولوجيا فى أيامه الأخيرة إلا نادرًا ودون براعة، كان شغوفًا بنموذج...
كثيرا ما كنت أتساءل عن معنى تحليق الطيور فوق أماكن بعينها، هل تدفعها تيارات الهواء إلى ذلك؟ هل هي إشارات لسرب قادم من بعدها؟ أم هل فرحة التحليق وامتلاك السماء؟ لم أعرف إجابة قاطعة، ولكن الإجابة السهلة التلقائية اليومية التي كنت أسمعها على لسان أمي عندما يدور أي سرب طيور فوق بيتنا وهو يخترق سماء...
لم يعلم أحد من ساكني الدار ماهية وظيفتي على وجه التحديد ولكنهم كانوا لا يبدون أي شعور عدواني أو حتى منفر ناحيتي، فقط يعرفون أن المدير يجعلني أجلس في غرف الموتى من المسنين بعد موتهم في انتظار ذويهم ممن يبعدون عن الدار مسافة كبيرة، وأن أغلب قاطني هذه الدار كذلك، يبعدون عن ذويهم، أهالي أغلبهم من...
تحسس شيئا نائما فى جيبه ، ورقة مثل أى ورقة ، لا يعرف من أين جاءت ، أو متى وضعت ، هو فى سبيله للخروج إلى جلسة المقهى ، متعجلا قام بفض طياتها ، هى إذن ورقة ليس المهم متى وضعت، أو من وضعها .. الأهم ما كتب بها ، ارتعد بدنه ، دخلت قطرة عرق إلى عينه لسعت الجفون ، وحوح وهو أعمى ، تساقطت قطرتان من دموع...
وُجِّهَتْ لِيْ وَثُـلَّةً مِنْ أَصْدِقَائِيَ الْأُدَبَاءِ دَعْوَةٌ لِحُضُورِ مِهْرَجَانٍ أَدَبِيٍّ سَنَوِيٍّ يُقَامُ بِانْتِظَامٍ فِيْ إِحْدَى مُحَافَظَاتِـنَا الْعَزِيزَةِ. حَالَ نُزُولِنَا بَالْفُنْدُقِ أَرَحْنَا أَجْسَادَنَا فَوْقَ الْأَرَائِكِ فِي قَاعَةِ الْاسْتِقْبَالِ قُرَابَةَ السَّاعَةِ...
البئر.. المدرسة.. نساء القرية... القوارب. والمزارع العطشى.. كل شيء هنا مبهم قال صديقي قبل أن يبدأ حكيه. صغيرة هي القرية بحجم نظرتك الى القمر الساحر في لياليها الرطبة المظلمة.. تبدو من أعلى المرتفع بيوتا هرمة .. متناثرة.. متعبة صامتة صمت مقبرتها التي تتوسط حقول النخيل .. هامدة. كالظل تائهة. تطيل...
أعلم أن هذا الصوت قريب مني يناديني ،وان هناك حدثا رهيبا ينتظرني ،هل بوعيّ التام أم بقايا سهرتي تنوح برأسي الكبير وتثقله وتجعل مسامعي تسمع أصواتا غرائبية تتشابك وتتلاحم وتؤثر على منامي وتقلق راحتي ،يمكن أن تكون أضغاث أحلام أو هستيريا الصحوة وانفكاك رأسي من نديمه الذي يرافقه طوال الليل ويفقد...
مخلوقة تسر الناظرين ،يهيم بها القلب شغفا يبتسم لها الثغر إعجابا بجمالها الإلهي الناطق بمحياها من أول وهلة لنزولها للحياة وهي تصرخ صرخة تعلن بها وجودها ،وتدغدغ بذلك الصوت شغف الأب الذي طال انتظاره وكثر دعاؤه حتى استجاب له الخالق بهذا الرزق الذي أثار تعجب القائمين على حضورها للحياة ... عجبا للطفلة...
( خاف من الله على قلبي. قلبي من غرامك خاف. زرعت الشوك على دربو). صوت الفنان وردي بأسنان اللبن يأتي من راديو أمي الموضوع على نافذة المطبخ المفتوحة على باحة المنزل الأمامية. جسمي ممدد على السرير; منهك ورأسي ثقيل; أجفاني متورمة وكأنها قضت الليل تحفر جبال النوم بمرود السهر. ولما صدح وردي متحسرا على...
كان يحدث نفسه وهو في طريقه إلى شارع شبرا.. ينبغي أن يكون المرء حريصًا في مدينة كهذه، شوارعها تحتضن المجرمين والأبرياء، ترضعهم من ثدي واحد، أمي الريفية قالت لي وهي تضغط على يدي مودعة عند السفر: «احذر وتنبه، هناك يرقد اللصوص في وداعة الحمام، لكنهم ينقرون البيضة في الوقت المناسب». العرق يغمر جبهتي...
في البدء " للمدينة وجه رجل وللقرية وجه أنثى وللخيانة وجه قرد " " رحيل امرأة يوازي رحيل عشرة رجال " " نذهب إلى الطبيب ليعالجنا ولا ندري أننا نعالجه " - الموسيقا التركية تنبعث من جهاز التسجيل القديم , صورة الفريق الوطني التركي لكرة القدم ملصقة على أحد الجدران , دخان التبغ يظلل وجوه المغتربين...
ذات الوجه الجميل تستيقظ مبكرة في هذا الصباح : وأول ما فعلته مدت أناملها وتحسست الراديو حتى عثرت على المفتاح، انهمرت أغنية غير واضحة ملفوفة في موسيقى ضاجة، خفضت من صوت الراديو حتى بدأت الموسيقى تنفصل عن تأوه أنثى تزحف خلف ذكريات كليلة، تثاءبت مرة أو مرتين ثم أنصتت فأيقنت أن الفجر على الأبواب،...
أنا... أنا...قليلا ما أنظر في المرآة.. لا أعرف لماذا...منذ فارقتني إيطو ، وأنا لا أنظر في المرآة... كثيرا ما يقولون بأنني بهيمي في لباسي ،ومظهري... أنت... أنت... قليلا ما تعرف لم أنا هكذا... لم يتغلغل في داخلي هذا النظام الصارم الذي طبعت نفسي عليه... أهو نظام أم فوضى؟... لا أعرف... هلا سألت...
أعلى