قصة قصيرة

قال جدي: في القرية المجاورة كان يسكن اليهود. وفي صغري كنت أحب اللعب في قريتهم، وكان لي من بينهم صديق أثير اسمه (شمعون)، لم يكن في مثل عمري، بل هو شيخ ذو لحية طويلة ولا أعرف كم كان عمره. كان يعطف عليّ ويطعمني، لأنني كنت يتيماً بلا أب وأبدو هزيلاً وعظامي تخزي العيون ببروزها. كنت بعد أن أتعب من...
هي هي تلك الإحتفالات الباهتة الشاحبة المكرورة حتى لو كانت لتخليد قصّة حب وتلاحين فيروز وجنون حياة .. حفلات طعام باذخ شهي كثير كثير يرمى للكلاب بنظرات حائرة مستفهمة لطفل جائع يشهق بفرح لقيمات بعد جوع كافر لئيم .. حفلات زواج وتمثيل نجاحات حب .. حفلات سياسية مترفة مغرورة حتى بأكاذيبها وتلفيقاتها ...
إلى محمود الظاهر في حياته وأنا أفكر بأن موته قد يحلّ قريباً انتظرته ، قبل أن أعلم أن موعداً آخر سيربطني به لنمشي معاً على كورنيش شط العرب ، نجلس هناك، نشرب القهوة والشاي، وسيكون آخر ما نفكر فيه، كيفية النفاذ الى خفايا الصوب الآخر، بعد أن تتحول المرئيات هناك الى أشباح تغلفها عتمة المساء ...
أشتد بي الشوق للفتاة التي أحب ووجدتني في نوبة شوق كبير تأخذني بعيدا ً عن كتابي الذي كنت أقرأه إستعدادا ً للإمتحان. حملتني تلك النوبة من الشوق إلى عالم الخيال الذي أعيش فيه كلما هزني الشوق إليها ولرؤيتها.وأغرق في لجة تساؤلات تضج في رأسي حين يخطر لي طيفها . يا ترى هل ستكون لي فرصة اللقاء بها...
عزوبيته إرادية .. متعمّدة.. وعن سابق تصوّر وتصميم وعزوفه عن الزواج قرارٌ استراتيجيّ تمّ اتخاذه بكامل قواه العقلية !.. وهذا يعني أن الأمر لا رجعة عنه . لا تجادلوه في وجوب إكمال نصف دينه .. والبحث عن نصفه الثاني .. فلن يفتّ في عضده ذلك الكلام . هو يسخر من النساء جميعهن باعتبارهن شرّاً لابدّ...
* إلى أمي في الذكرى العشرين لرحيلها الآن وقد هدأ كل شئ الا من هذا اللهيب الذي لم يزدد داخلي الا تأججا , اصطدم بالحقيقة. حقيقة ان أمي توارت خلف شئ ما، و اقيم بينها وبين الوجود ستار سميك اتخيله متمركزا في مكان ما. ابحث عنه بإصرار و بداخلي قوة اتصورها قادرة على اختراقه، فأمد يدي، و أنتشل أمي ،...
قال الحاج محسن لولده الوحيد جابر، الذي حصل على بكالوريوس التجارة منذ خمس سنوات، ويفلح الأرض ـ بمساعدة أبيه ـ حتى يجد وظيفة ملائمة، فالدولة لم تعدْ معنية بتوظيف الخريجين: ـ متى ستهتدي؟ ـ الله قادر على كل شيء! صمت الحاج محسن، وتنحنح، وأضاف بعد هنيهة: ـ ... عشتُ في هذه القرية ستا...
في ذكري مرتبة "يوسف إدريس" المقعرة في المرة الأولي بدا مثل طفل علي ظهر جمل، وهو يشير ناحيتها ان تقبل. كانت واقفة مبتسمة في قميصها، متطلعة له. وكان يطرقع بيديه علي المرتبة، وينتر جسده صعوداً وهبوطاً لينيخ تلك المنتصبة المشدودة. نادي بعبث: تعالي اقتربت تتلوي، ومن وضعه المزعزع مال وخطف قبلة. لفت...
* مهداه إلى الأستاذ توفيق الحكيم (القرن الثالث الميلادي، في عصر الملك (دقيانوس) الوثني الطاغية، خرج من مدينة (طرسوس) في بلاد الروم، بضعة نفر من المسيحيين المؤمنين، فراراً إلى الله بدينهم من بطش الملك، ثم لم يظهروا ولم يعلم عنهم شيء. . . وكان منهم وزير الملك. . .!) (أهل الكهف) . . . ومضت...
عندما أحاطت البنادق بالمدينة كإكليل الشوك ..ودخلت الخيل بين المضارب ..واختلط الصهيل بالبكاء والعويل ..ونادوا بالويل والثبور وعظائم الأمور ...كان ذلك بمثابة النفير وبوق الرحيل .. فارحل الآن وإلا .. أظن ساعتها أن عنترة أيضاً سيرحل ويقلّد شيبوباً ويجري هارباً ..فالعين لا تقاوم المخرز...
إذا مررت في دروب الحي حي السويقة وانعطفت نحو تلة تقع عليها مقبرة الحي لفت نظرك قبر يقع على حافة الطريق – هو ليس كقبر حرب – فما أكثر القبور المتناثرة هنا وهناك غير أن خصيصتين جعلتاه متميزا عن سائر القبور أولاهما أن شجرة سرو صغيرة نبتت عند قدم صاحب القبر وهي تنمو مجتهدة لأن تكون كبيرة كأشجار...
عندما غابت الشمس خلف السُّحبْ، وبدأ الظل الأسود يصبغ لون كلّ شيء، كان دماغه قد اعتدل، وغمرته نشوة، وأخذ يقذف إلى جوفه كأسات دون عدد، إلى أن شعر بحالة تشبّع قصوى، ترك كأسًا مملوءة، وقنينة فارغة، وشحن مسدسه ونزل على السلّم بخطوات بطيئة، ولم يفق إلا حينما سكنت رصاصته المجنونة موقعًا حيويًّا من جسد...
كان من الممكن أن أسحب إحدى القصص الكثيرة التي كتبتها من قبل عن تجربتي في الحرب, غير أن الأصدقاء قبل النقاد ربطوا اسمي بتلك التجربة, وكأنني لم أكتب سوى عن تجربتهم هم لا عن الإنسان في شخصي, وكأني إنسان بلا حياة ولا تجارب. من شدة وطأة هذه المؤامرة, بدأت أفكر في حيلة لا يستطيع الناقد أو القائم على...
اسمي لونا, كنت بالسابعه في المدرسة الابتدائيه حينما قالت زميلتي بالصف تمازحني : ـ مامعني لونا؟ ارتبكت قواميسي فتسمر قراصنة اللغه على شرفتي . لم اجب لكن غمازتيا ضحكتا .احتوتني الدهشة كانثي تحيض لاول مرة فنبت حيرة بين رموشي . ظل سر اسمى يؤرقني . ضياء الغرفة يرسم حروفي ويخربشها...
تستقبلني أمكنتي باذرع متهالكة تشوبها الشيخوخة ، تتناثر الشوارع التي كنت أعرفها ، وتتداخل الارصفة معها فتضيع مسافاتي ، لا أجد منعطفا أسلكه، ولا أزقة تحمل ذاكرتي معها، أقترب مني وأكاد الوذ بنفسي علها توقظ في داخلي معرفتي بالمجهول الشاهق الذي يتربص بي في كل اتجاه التفت اليه،يوقفني حاجز...
أعلى