ظل الهاتف يجأر
لا يد تلتقط السماعة
قبل قليل
ذبحت قنبلة أعضاء المنزل
و الدم ما زال هناك
يرتل آيات الفاجعة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تطفئوا فيه الشذا فهْوَ في
أرواحنا لعــطـــــره ناشـــــرُ
ليس يريد المــال من نشــره
يكفيــــــه أجــرا أنه شاعـــرُ...
قال لي البحر
خلّ الأماسي الجميلة
للنّورس النّاعس
وابتعد عن خيبة المحبس
يا شاعرا يحتمي بالرّمل
بالموج بالملبس
لا تكشف السّر
في قدّها الميّس
لا تبعث الكامن
في زهرة الآس بالأيّس
إنّي أراك على شاطئ
الصاخب الساحر الكيّس
قلت: يا بحركم فيك
من خوف هنا؟
وكم على رملك
من واحة تبوح
في نخلها بالشّادن الميّس؟...
على حافة فنجانك كان هولاكو يخيط جرحه
وعيناه تسيلان بين رمال الصحراء
والصحراءُ عجوزٌ
ولا بشرى كي تصكَّ وجهها
إذ لا تبتسم للزائرين
لم تعد أحصنةٌ تترك حوافرَها على الصخور
وتسابقُ الريحَ
لم تعدْ دروبٌ ملأى
بجثثِ الهاربين من أحاديثِ المدينةِ
وسيوفِ القادمين
كيف تجاهلَ شروخَ القوسِ بين يديه
وانحاءَ...
حياتي ،
أيام مرصوفة ، تشابه فيها التاريخ .
على جبينها تعاقبت جدران شتى ،
تحت قدميها أحلام تتناسل ،
نصف بشرتها مشمس .
آه ،
يا آخر
هذا دمي الذي يسيل على الورق ،
صراخ قطارات ، على مائدة نزلائها
تخثر
حيض الأمس ، ما جاء الغد !
يا روح الشعر المشوشة
تجردي
وأتركي لشهيق اللغة
ما مضى ،
للموجة
شوارع الآن ...
لا يكفي
أن ترشَّ همسك
على رفات قصيدك
وتمضي خاسئًا
حسير البوح
نحو فراغاتٍ
حبلى بحزن هزيم ،
أن تعبرَ صمتك بتوهّج
مكتفيًا
بموتكَ العارض
واسمكَ الموزون
على خسارة خطاك .
لايكفي
أن تغني لوحدك
عابر سيلٍ محموم ،
بقلبك قصفة حب
وبين أناملك
سديمُ كتابة
خصب الاغتيال ،
أن تكتمَ
سرايا فرحك
في خفاء ابتسامتك...
لا شيء في النَّص يُلبس هذه المدينة قمصانها
أو يحيك جواربها حين يطلق رأس الشتاء جدائله
ويعِّلق مثل النهايةِ أصواتَ من عقروها
المدينة يا صاحبي قمرٌ غائرٌ خانهُ المترفونَ
ولا شيء يشبهه كالكمنجات إن رَقصَت..
المدينة يا صاحبي قوسُ حزنٍ تغيّب عن جيبه العيد
هزّ عصاه المريعة ..
لا شيء يا صاحبي عالقٌ في...
بحكم العادة صرت أتلذّذ قهوتي الباردة ،
صرت أتلذّذ أحزاني الوافدة ...
صرت أتلذّذ كتبي المركونة على الرفّ ،
صرت أتلذّذ استنشاق غبارها ...
صرت أتلذّذ عاداتي الجديدة ،
أتفنّن في تطويرها كل يوم جديد ،
بحكم العادة صرت أحب ّ أن أطلق ذقني ،
صرت أحب ّ أن أتخبّأ وراء أحزاني القديمة ،
صرت أحبّ تلك الأشياء...
البارحة
الخامسة مساء
رأيت حفرة عميقة في السماء
جناحا محروقا يتدلى
يكاد يلمس ذؤابة رأسي
وأنا على دراجة نارية خفيفة جدا
مثل فراشة تتخبط في الهواء
الشاحنات ورائي تعدو مثل أرانب ضخمة
الهواء بالونة ملآى بشرار الجحيم
عرق الله الذي يغسل نوافذ السيارات
آه كم كان جناحك يا رب مثيرا للرهبة والقلق
مثل عجلة...
لم ادخل قفصاً ذهبي
بل خبأتني في قلبها الطيبِ العذبِ
ما أسعدني..
ما أجملني..
ما أروعني..
فمن عثرةٍ في منفاي
تمد لي يدها، وتنهض بي
كأني أمتلك الكون حينها
وبوجودها
هي السماء مطر، لأزهار تُرَبي
ما أبهجَ بَوْحي من غير تَكَلُّمٍ
هي الفيض ومن نبعِها
قصائدي هي في كتبي
أريج الهوى وجنتي
حيثما أنتِ صلاة...