في تلك الساعة
وأمي تمزق سكون ساعات الفجر الأولى
كنتُ سأولد نبيا
ولأن شيئا ما تغير
وقد ضيعت المركب والريح
وعكازي ..وسحنة الانتظار
سَمّتني أمي .. ( صابر )
نشأت لا أشبه الطمأنينة
ولا استنكه الزمن الواحد
احمل الصحراء في صدري العاري
منذورا ..للنخيل ولللشموس الباسطة أكفها
متوجسا من السلطعونات...
رشفةٌ من كأسكِ الحاني إذا حل الصباحْ
يا بعيد الوصلِ لم هذا؟
أيا سيد الملاح!!!
رشفةٌ تحيي مواتْ
رشفةٌ تجعلني في أوج أفراحي وسعدي!!!
عندما أنظر عينيك الدعاجَ الكاحلات
عندما ألمس خديكِ بتحنانٍ كما ألمسُ
في الروضِ وروداً باذخاتْ
بعد لثم الشفتين
بلهيب القبلات
في اشتياقٍ وعناقْ
بعد تقبيل...
يا محمّد
يا حمد من وصلوا
يا حبيب الذين هنا
بالهوى ثملــــــوا
ذي بلادي لها الرّيش
تدمــــــــــى خوافيّيه
لها من نزيف الفؤاد
قـــــــوافيّه
فانتصر لجنوب الجنوب
إذا غمّ عنك النهــــــار
وغاب بأحجيّتي صبر (أيوب)
في مرسلات الكلام
وانتصر لشمال الشمال
"فداء الرّفاق تفشى
وحبك عاف السفر"
وتوارى نهار...
.. إنّه ألمٌ في عينَيّ
قال الطبيب إنني اشاهد الكثير مِن أخبار البلاد،
تحترق عيناي بالمشاهد الموجعة،
يجرّحهما موت الأبرياء،
وربّما تعميهما قصّةٌ عن امرأة ما
يذكرون أنها ما زالت مخطوفة..
يقول : إنّهما تمسيان جمرتين
ثم تدمعان من فورهما فتصبحان رمادا،
وأنني قد احتاجهما لكتابة هذه السيرة،
خَطَّ...
وقفوا حول الجثة
قال أحدهم بأنها كانت لأسبوع في الغالب تحت الركام
وأشار الآخر بأن قسمها الأسفل مفتت ولا يمكن سحبه
وأكد غيره في فمها بعض الطعام الذي تعفن
و تهامس الذين في الخلف بأن هذه الجثة كانت في المطبخ و لا بد من أن العائلة في الغرفة المحاذية
...
في سرهم لم يقولوا بأنها جثة طفل منثورة على...
سأُوصيكِ بي
أنا طفلُكِ الغضُّ
في مهد نبوّتهِ الشقيةِ
بخلودك في رئة الدهر
أن امسحي على جفن الجفاف المديد
واهطُلي نسيمًا عفويّا
كي تستعيدَ الأرضُ تكوَّنَ خَلقِها
ويندى النقعُ على عجاف اللهفة
مثل نهرٍ قصيّ
خاصٍّ جدًّا
تكاد الضفّةُ تُعانقُ الأُخرى
بقفزةٍ واحدةٍ
حينما يُذيبُ جليدهُ خصِّيصًا
وتفرُّدًا...
إلى روح أبي ذر الغفاري
1
ما كان بالقمر وحده
جدي يستنير
بل في أحلك الليالي
جدي بالضمير المشع
الساطع المنير
كان على الظلام يستنير
وكان جدي
يطيل بالبكاء
كلما خسف القمر
ولكن لا أحد
في هذه الأيام
يسأل عن سر اختفاء القمر
كما لا أحد
يبكي على خسوف الضمير .
2
منذ متاهة
والإنسان بالشوكة والسكين
يتناول...
اسمي على ثَغْر الحبيب مُحرّمٌ
كالراء في فمِ (واصل بن عطاءِ)
(ما بين منزلتين) يغفو شوقُها
ككبيرةٍ من عاشقٍ خطّاءِ
قد كان (يعتزل) الهوى حتى بدت
عيناكِ من خلف النقابِ إزائي
وتذودُ عن نبع الغرامِ جفونَها
والعينُ...
على مرمى بعض
من خطواتكِ اللاهثة
وتمردكِ الكوني
في خضم مدننا الراحلة
او عند صمت القدر المحتوم
او موت قاتم
هكذا كانت رحلتنا
في زنازين
اشتهاها المنفى
لاحقتنا بحماقة
خطوط يدنا المتلونة
وسحركِ الملفت للنظر
فوق شريان
داعب خصركِ بجنون اعترافي
فأينعت حروفكِ المهزومة
سؤال باغت مفتاح العمر
ما وراء أوردتي...