للصعاليك تحية تقدير وإجلالٍ
للحاملين الرايات من بطون المعاني
من جاوزوا زمنهم عدوًا
على الأقوال والأفعال
من قابلهم صار بعدهم
في ميزان الإبداعِ
صفوا ووقفنا؛ تعظيمًا لمعانيهم
لقد أعجزوا من بعقله لسان
ومن في عينيه كتاب
يخشاهم الطاغوتُ
تهرب منهم العنقاءُ
يسكنهم الموتُ
والبحر يلطمُ خوفًا...
تبدو كطفلةٍ تصغي إلى أحاديثِ قلبي دون أن أنطقَ بها وتطبطبُ على جراحي تدعمُ خطواتي في الطّرقاتِ الوعرةِ لأصلَ
وإن تجاهلتها وأصابني غرور الرّجالِ حين يصلونَ
تهدّدني بالرّحيل واختيار حياتها التي تليق بكبريائها
أريدها حرّةً مستقلّةً عنيدة ولكن حنونةٌ وذكيةٌ
أريدُها أن تحتوي طيشي، مغامراتي...
أستفيقُ دونَ أن أشعر بذلك، أستلقي على الفراش قليلا حتّى أتحسّس موضعي فيه، أو حتّى أتعرّف على وجودي داخل إطار صغير، ووسط لحاف كبير. ربّما لم أعرف جيّدا في البداية أنّ الوعاء سيّد الفضاء، ولكن لليد قدرة على سبر أغوار المعروف، والموجود، وممكن الوجود. أضع يدي فوق اللّحاف، لا تحضّرا للنّهوض أو...
هناك ، بعيد ، خلف الشفق ألأحمر وقبل سقوط الشمس في سريريها المتواري، يقف على حافة الماء الأزرق ألف سؤال وسؤال...تعلوا وتقفز، لكنها تعود خائبة الآمال، وترسل إلي هنا على شاطئ الانتظار عبر موجها الخجول رغوة الإجابة الخرساء........
قلت لها: هل مروا بأمان؟؟ أم تاهوا في طرقات التيه العظيم؟؟
قالت: أخائف...
إنهم يقتلون العصافير خوفا من أن تغرد نشيد الحرية،
هم الذين لا يتقنون سوى النعيق والدمار
يتخطفون الحلم من المآقي
قبل أن تدركه شمس النهار
يسابقون الزمن الذي مضى
والذي يمضي
دون أن تمتد جذورهم في الأرض
فلا تحصد إلا البوار
٭٭
إنهم يخافون الأطفال، خوفا من أياد ترشقهم بالحجارة
ويدكون الحجارة كي لا...
تراقص الغيم
أنغام الموسيقى على عتبة الأشواق
تدرك أنينها رياح يقدها الحنين
بعد الواحد والألف
خطوة تراجعت أحلامنا
وانطفأ بريق اللهف
تراكمت على بعضها
معاجم اللغة
لاترى نورا في وحشة الدرب
تمسح على أطرافها ذرات الغبار
تكنس ماتبقى من وهن
تتساقط أبية أوراق الحريف
على أنغام الوجع
محلقة فى الأفق
لوحة...
(الى ابنتي الوحيدة، الراحلة الحاضرة، الرسامة الملهمة سماء الأمير ، التي نشرت الأمل والفرح بالرغم من معاناتها مع المرض والإعاقة)
غيابكِ رصاصة ثقبت قلبي، وملأته بالتشققات، لكنكِ مَرَّرتِ له ضوءكِ عبر هذه الشقوق.. يالشروقكِ الأبدي الذي يغمرني بالحياة!
****
غذاء الروح الجائعة ذكرى بهذا الجمال...
أتناولك أحياناً مع قهوة الصباح،وأحياناً أستيقظ على حُلم لم تكوني فيه،فأكفّرُّ عن تلك الخطيئة بالدعاء والاستذكار
لم تكسر جرار عشقي عصيُّ الأيّام فتعتّق خمرها مستبيحاً حرمات الغرام.
أما غرف قلبي فمشرعة لمعازف الريح ومحفلهم ساهرٌ مشعل المصابيح بانتظار حضور مواكب بلقيس،ولكنّ الأرواح لا تنتظر بل...
تعلقت الأفواه في منتصف الأفق
أطبقت على الزفرات
ذات تنهد
لسعة صدره تفوق البهجة
مدت إليه نظرات التوجس
هتفت شرايين النبض
أطلق عنانها
سافرت في مدارات
اللاوعي
انخلعت عنه رجفة
من وجع تقاطر الحزن
في حناياه
وارتها بانحناءاتها
مصلوبة على جذع ذكريات
غادرتها منذ منحته
حرية التصرف في نوازع الروح...
ما هو المنطق؟
هذه المرة أنا أسألك يا سهير البابلي..
و لا تخافي لن يطلع لك بهجت الأباصيري و يقاطعك!
و لن يقطع الناظر لسانه من اللغاليغ.
قلتِ أن المنطق
هو الحق و الخير و الجمال
و أنا أرى أن كل ما ذكرتِ ينضوي تحت تعريف اللامنطق.
قد تعترضين، يا معلمة الفلسفة الجميلة!
لكن يا أبلة سهير، بالله عليك أين...
هل للبهجة مسرح أمثل عليه؟
لا دور البطولة بل كومبارس
أحنى علينا الدهر نوازل لو عددناها
ضاع العمر وأخطأ العد
لحظات الحب طفل كنّا لا نجده
بين الأب والأم قسمة الجلد
كل علاقة قائمة على الرب
ينزع من قلبها حنو وعطف
تُثَنِّي أمٌّ على فلذة كبدها
دعاء الموت مقرونًا بالصلاح
من منَّا لم يسمع...
بين بهجتين وضعتك في دمي
مقاسا آخر لنبضي المتقد
تناور في روحي خبيات الماضي
أسد إذن الوقت عن التذكير
لست حقودة جدا
لكني أعلق متاهات الوهم
من منحدرات تفكيرك
أحببتك حلما فياضا
ببوطن الوله
واتقيت دوار الشمس
حتى لاتظل
هامتك منحية
إلى بريق ابتسامة
اينما اتجه النور
ركضت خوالج روحي
تتبع غوايات...