أنا وهو إنسانٌ أضاع عمره في بحر الصمت، فلا يجاوز كلامه لسانه؛ فإن أظهره ندم، وإن أخفاه تعب وتألم. فهل هناك وجع أكثر من وجعه؟!
فتشت عن الراحة والأمن النفسي فلم أجدهما إلا في لزوم أمرين: الصمت والعزلة، ومن لم يكن الصمت وطنه .. كانت الحسرة سبيله.
"الصمت" هذه هي الكلمة التي لا يقابلها في حياتك إلا...
سأقنعهم
أنه ظلي الذي اتفيأ
كلما لفحتني حرارة الشوق
وانعقدت لي مواكب الشجن
لا ركن لي لأشد بؤسي عليه
أنوى اختيار نبض
فيتقمصني ماتناثر
من عيون البواكي
وفي محراب خشوعه
اقتعد منك مقاعد للتوبة
لترافق هجير صمتي
لحظات الشرود
وبين نشيج وجعي
ومتاهات ضياعي
أرسم شمسا
يشرق فيها وجهه
بما يحمل من غيوث محبته
رأيتها يوم رأيتها، بالعين، بالقلب، بالنفس، تمسك النسمة برقة الفرح والحبور، بأنامل من ياسمين مقطر، تفتش فيها، تستل النعومة والطراوة، تقطف شعاعا من شمس تطل بخجل وحياء من بين ثنايا عتمة، تحشو النعومة والطراوة في الشعاع، وتستدعي النور من عينيها، يسيل برقة، تفتح له مسارات في العتمة، يتنفس الصبح أنفاس...
هربتُ تُجاه الشمال
لكنّ سياجًا من أغاني الصيادين
وأهازيج البحارة
حاصرني.. فعدتْ
توجهت نحو الجنوب
والجنوبيون كرماء
كلما التقيت واحدًا
أهداني قطعة من قلبه
حتى أرهقني الحِمل
فأبتْ
وجهت وجهي شرقًا.. وسرت
وكلما التقبت نخلة
أهدتني رطبا
وظلالاً وحكايات
حتى التقيت النخلة العجوز
لم...
خميسُ الرابع عشر من شباط.. أحمر اللون...بهيّ الوجنتيّن.. خجول القسمات... مفعم بالعواطف والذكريات والأماني الجميله..
هذا شأنه في رقاع الدنيا... لكنه في فلسطين.. له استثناء !!!
هنا.. العاشقون أصناف،وللعشق ألوان..... والهائمون في بحر الهوى صنوف شتى..
فمن سرى من الفجر ليسند ظهرة الى زيتونته المئوية...
في مجلسٍ عامر بالأشياء، ما رأيتُ «اللاشيء» ولمحتُ فراغَه بين شيئين!
وجّهتُ وجهي شَطرَهما، فغارَ بصري بينَ بينِهما مُنساباً إلى اللاشيء حيثُ اللاحيث..
قلتُ: أيّها اللاشيء، يا مَن لا يستأهل خِطاباً ولا يُحير جَواباً.. ما أنتَ؟!
فإذا الجواب هاتف يَسري في المسام كماءٍ يتسرّب عبر الخلال، دون أن يطرق...
أحبك وأعرف أني بلا روح
أمشي إلى المستحيل
أحبك وأدرك أن الرصيف المغطى
برمل الأماني
ينارو حظي
ويدحض شكوكي بأني
وجدت طريقي إليك
وأعرف أني أغادر روحي
أناجي مع الحلم أطياف
تغزو حنيني وشوقي إليك
وأعرف أن العبارات
تغدوأمام اضطراب الرؤى والنوايا
مجرد وهم
ماذا أقول؟
وقد كبلتني عيونك
بحب كبير
فانظر لتلك...
بعثرات أمنيات
بمدائن حنين
تصهل بصقيع
الشتات
نعاند صارية الأرق
المتكلس على انين
الشرفات
بلا درب يداهمنا
الوقت ورنة خفق
حتى آخر وتر
ايا أشهى السنين
تسعل الأوراق
تصهل دفقا
في نثر الوريد
تيه وخوف
ونمضي على
مشجب النزف
فخذني بعينيك
ايا مطر البيلسان
واهرب بي على
ناصية العام
قنديل ورد
وزهرة قرنفل...
جوارب مبعثرة، كتب غير مرتبة، كؤوس لم تغسل منذ أسابيع، أوراقٌ رسمية، صفحات مقطوعة من دفتر الأشعار، ثيابٌ قديمة تترنح فوق كرسيٍ هزاز لا يشبه بقية الأثاث، فتات ضحكات ٍ مهترئة، جهاز تسجيل قديم بابه نصف مفتوح ويتدلى منه شريطٌ وكأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة، ألبوم صور اختفى كل من بداخله وكل ما بداخله بحثاً...
أزفتْ ساعةُ النجاة
فلا موتَ يدوم
حياةٌ سرمدُها بعث
غفوة في هنيهات الموت
إن طال مقام العيش
صار الوقت خصمًا
زمن إذا أضحكك برهة
أبكاك دائر الدهر
فتحت أبواب الحزن مشرعة
والأحزان فناؤها شَرْع
في العتمة ترى النور
ما للحياة لون وإن طبعت
ما للمقادير شكل وإن صنعت
هي العبارات تفضحها
شهقات القلب حين خفقت...
في داخلي حجرةٌ
مغلقةٌ بإحكام
لا يدخلها إلا من يَطرق
بابها همسًا
لايُعجبني الواثقون
من دُخولها!..
دخلتُ إجتماع الوزير
فوجدت الكثير من المتملقين؛
خرجت مُثقل الأذنين!
عن المُدعين كثرة الجميلات حولهم؛
ولب حقيقة ركضهم خلفهن
تعرفه الرسائل!
التَسويق بِالفكر لا بالوهم
يَبكي في الزاوية...
كان أبي...
وهل على الأرض مثل أبي؟!
ذلك العجوز الرائع الرائق الوجه، الناصع البياض والنور والمحيا، المترقرقة بسماته بين حبات الندى كماس منثور داخل أشعة الشمس المشرقة على يوم خرج الكون فيه ليغتسل بحبات عرقه الساقطة من غرة الجبين كنهر من زمرد على خطوط الأيام والزمن.
كنت في غرفة السجن، سجن نابلس...
سألتني
أتكتب الشعر
قيل بأنك ترسم النساء
نجمات ... و النجوم عناقيد
و الآلهة أحلاماً و أساطير
قلت
ما أنا بشاعر يا امرأة
و لا يمكن أن أسطر شطراً من عينيك
و لا أحيك من خصلات شَعركِ قصيدة
و لا أتقن فن الرقص بين مسافات الكلمات
أنا مجرد عابرٍ للغة ...
أبني القصيدة حجراً على حجرٍ على حجرْ
و أرميها في...
مسرفٌ في التفاؤلِ من قالها ومشى على سنّتها القوم:
"أن تأتيَ متأخراً خيرٌ من أن لا تأتي أبداً"..
أتيتُ إلى الدنيا متأخرةً ستةَ آلاف عام
رأيتُ الحفلَ قد انفضّ
زجاجاتُ الشرابِ الفارغةِ وبقايا طعامِ ليلة أمس
عيونٌ بهت بريقها وشهوةٌ انسكبت كماءٍ آسنٍ في أوعيةٍ يقالُ أنها أجسادٌ..
بحثتُ عن آدمي بين...
سعد عينك بالطرب
فاعزف أوتار الوجود
وانفخ ناي الأرواح
صورة الطبيعة
وهادها وأشجارها
أنواء تحدّث أصواتها
صورة الهواء
أهازيج أعوادها ومزاميرها
لغة الكل تحت فضائها
النغم لا مكان يحتويه
الزمن مركز دورانه
أصابع البيانو جمالها
تمزج النقيضين
في سحر التناغم
جوقة تجمع الأديان والأعراق
عند مقامِ نوتتها...