إلى الصديقة الشاعرة شيرين العدوي
لك الله !
يسكن قلبك
يملأ هذا الفراغ
ويوقد في البهو
شمعة !
لك الله !
حين يغالبك الشوق
للغائبين
فيفتح بوابة الصبر
تخضر دوحته من حنان
ولوعة !
كأنك - سيدة الضوء -
آخر ما كتب الوجد في دفتر العاشقين
وآخر ما قرأ الطيبون
بصحف الحزانى ،
وآخر دمعة !!
¤ ¤ ¤ ¤
تمرين عبر...
ستأتي فاطمة
ونلعب عند البئر المعطلة
سنلقي الحصوات وننتظر ارتطامها بالماء
ونرتجف في أحضان بعضنا
مخافة أن يدفعنا الجني في الفوهة السوداء
لفاطمة اقراط من فضة
أحاول قراءة نقوشها فتستعجم
وتظفر هي شعري بخيوط حمراء
و تغني بصوت خفيض كالمطر
واروي لها عن الطفل الذي يشبهها
ويعبر في منامي مثل الشهاب
لكني لا...
لا يُصدِّقني أحد
كلما قلتُ:
إني أملأ الغرابيل بالماء
اني كلما قبَّلتُ ظلكِ ينتشي
أنا الذي تخجل الشمس أن تعكس
ظلا لي مُعوجا
وأني ألمس كلامك بأناملي
قبل أن يحط فرحا في أذنيَّ...
لا يصدقني أحد
كلما قلت:
إني لقيتُ الله فِيَّ
وفي جارنا الذي يكنس الزقاق كل صباح
كي لا تتعثر رجلاي
حين أجيء إليكِ...
لك أن تتخيل
أنك بلا أجنحة فعلا
تحمل رصيف انتظار بكامل قمامته على كتفيك
ومارة يجلبون عناوين بيوت ضائعة
يلصقونها على أنفك
كذئب منتشي تلعق رماد حيوات قديمة،
العواء عندها فرصة لا تتكرر
لإزاحة أتربة وصدأ علق بقلبك؛
فترة نقاهة تستثمر فيها مدخرات عاطفتك
من كلمات رتيبة عن الحب والجنس
وحنين يفكك سيرتك...
هو الحب
لا يتبدد
ولا يجترح المعجزات ليبقي خالدا في القلب
ربما قليلا لأجلك يترنح
يصاب بلوثة تلتهم أحلامك المورقة
وتنهش أعشاب نامية في دمك على مضض؛
صحراء من الليل تطوفها وحدك
والقنديل الوحيد الموكل بحكايتك في مملكة السماء
غائب
في خطوط كف لم تكتمل بعد،
لا تلوح به؛
السلام يفشل في جذب انتباه الرب،
لا...
يا الله! كل الشباب يحلمون بالإسراء إلى ملكوتكَ
في ليلةِ الفضيلةِ ، إذ يلقون آمانيهم في سلةِ
المشيئة الفارغة مِن كل شيء!
بينما أنذا لا أحلم سوى بقنينةِ نبيذٍ ردئ ، تترعني
الثمالة ، ومومسٍ رخيصٍ ، تحرق جسدي
بشمعداناتِ الشهوة!
*** *** ***
يا الله! لستُ عربيداً يتلفّعُ بالفجورِ والخطيئة!
لكنّي فقط...
تعال ننقل البيت من صدري إلى ساحة الحرب
أصوب نحو رأسك رصاصة، فتحلم بي
تنصب لقلبي لغمًا، فيقع في شرك غرامك
وعلى جدار واحد نشتبك معًا
من منا سيقتل الآخر أولًا
تحت قبلته.
لنكن جنديّي الحب الصغيرين،
نرتكب إما النجاة أو الموت.
ليس ممتعاً أن ألعب أدواري الحقيقية.
أريد أن أكون حبيبتك.
لم يغادر أنسي...
يصير الماء ثلجا أو يصير الماءْ
ضبابًا...
أو سحابًا...
أو بخارًا تحتويه سماءْ
ولكن ْ جرّتي ما زال لي فيها شرابٌ
سوْف يكفيني إلى يوْميْنْ
وبعدهما يذوب الثلجُ...
وينقشعُ الضبابُ...
يغـُوص في صدْر التراب الماء...
ويبتلع الفضاءُ بُخارْ
فتفتح جرّتي فَمَها
وتقولُ هاكَ الماءْ
المتلوي في 8 نوفمبر
1
يا معشر الشعراء تكلموا , تكلموا
ولا تسكتوا , فأن الكلام ليس محرم
واحذروا أن تتخاذلوا , تتولوا , وتجبنوا
هيا أقبلوا ولا تدبروا
القدس تناديكم
فهل سمعتم النداء ..؟!
أم لم تسمعوا ..؟!.
2
يا معشر الشعراء أما كفاكمُ
حديثا عن الحب ، ولوعته ، وسكرته
ولياليه الحمراء الطويلة
أما كفاكم وصف...
يا أصدقائي الكرام
عذرا إذا خاطبتكم قائلا :
الليل في بلادي
وحش كبير
لا قلب له
يعلو ولا يعلى عليه
يمشي على الجثث
المقطوعة الرؤوس
أنيابه المعقوفة
كشص
تدمي الحجر
قبل الشجر
إن جاع باع أمه
في متجر النخاسة
بفلس
لكن متى
يختفي
ياأصدقائي الكرام
هذا الظلام .
09 - 11 - 2019
بروكسيل
كل ليلة
أملأ بيتي بشواهد القبور..
اختلسها من مقبرة مجاورة..
لأبيعها الى نحات مهووس
ينحت تماثيل مدهشة
لأموات شرفاء..
لاحقا أشتري بثمنها سجائر
وخمورا جيدة ..
أعتلي تلة صغيرة..
أشرب أنا وحصاني
الذي مزقته الحروب والعاهات..
نتسلى بمشية العالم العرجاء..
وضباب الميتافيزيق..
آخر الليل ننام مثل صديقين...
أيتها الرصاصة
التي أنى ما أشاحت
وجهها
كانت قبلة موتي..
إن كل ما أملك من حب
وهبته لك..
ولم يتبقى بعدك شيء
ولو عصروا قلبي كمعجون أسنان..
لأنك تطابقين روحي
كما يطابق السيف غمده
والإبهام أداة الجريمة...
ولولا ضلوع صدري هذه لتاه قلبي خلفك
كجرو خائف بين الشوارع و الأزقة
نبضه
الهدر والعواء ...