لم تزل عائشة ترتق بالزغاريد جرح الهواء
و ترعي قطيع الندى في الحديقة
و تجمع دمها المعتق على الضفتين
ولم يزل الفرس الذي
شق زفافها للغريب صريعا..
على باب عزلتها هناك ..
شرقا .. كانت الغرانيق تثبت للماء هويتها ..
و الرعاة يطرقون باب الخرائط..
و يهتفون :
نحن حاشية الريح … و شرطي المدى
ولنا أن نطلق...
على الطاولة الحديدية Art déco
علبة سجائر Winston عذراء
تنتظر أن أقنع نفسي وأنفاسي بالتدخين
أستعملها غالبا لاستدراج حسناء
من المدمنات على التبغ والرجال
و كذا الغوص في حوارات عفوية
مبهمة الدلالات متشعبة المقاصد
تفضي غالبا إلى موعد مرتقب
ذلك منذ أصبحت مدمنا
على العلاقات السريعة
المنتهية العواطف
حيث...
لا احد يفضح سر الوردة غيري
ذاك فضاء مشبوه
وريح ضم بجنحيه أقاويل وتآويل
لمن كل هذه الرائحة ؟!
لنكن واضحين .
ونسمي البرق سراجا
ونسمي الشفرة رعدا
لنكن واضحين ،
لئلا ينكرنا الوضوح
هل قلت سرا ؟
لا احد غيري .
يوهم الببغاء بالملصقات
لا شيء يوهمني سوى...
عجب الغابُ من صعود الحمار = لمقام الأشخاص أهل القرار
كيف أمسى هذا الغــبي وزيرا = في يديه زمام أمر الضواري
لم يجــد حـــاضرٌ لهذا جوابا = وبقوا في دوامة المحتار
فانبرت بومة و قالت بصوت = ناهل من منابع الأسرار:
"إن خرابٌ يوما أريد بأرض = جره نحوها سلوك حمارِ".
تربكني النظرات إلى الأسفل
سحنات القطار الأصفر
توشك أن تغوص، في رمادها الأبدي
كأن يدا انفلتت من صريم المرايا
شظايا سحاب ضني الماء
يجفف ما تبقى من انكسار الريح
يرمم ذاكرة المساء في جفن الموت المسجى
أنا العاري من أسماء الأزل
ترشفني الأحزان المديدة
يلطمني انسحاق انحدارات الموتى
أروم دماي...
منذ دهر وصنَّارتي في الماء
ولَمْ أصطد سوى السّأم.
لا أرى غَيْرَ قوس قزحٍ ينزل
وبإبرٍ ذهبية
يُطَرّزُ حواشي الأمواج
ولا أسمع سوى أنفي الذي يئزّ كنحلة
كلما أفرغْتُ زِقّي.
ثمّ خرج نديمي المساء من البحر
وأقبل نحوي
حاملا طَيَّ أجفانه
سَمَكًا كثيرا وفي كفّيه
مَحارُ طفولتي...
حانة ليس فيها أحد
أوجه الغرباء،
ريش النعام
وأيقونة من زجاج
وتصاوير مائية، وخرائط بامتداد الصحارى
خرائط يحتاجها العسكريون
والعرفاء الجدد
والشعراء السكارى، والساسة السفهاء
حانة ليس فيها سواي..
أتأمل وجهي على الواجهة،
فتبتسم لي المشرقية من وجدها الملتهب
حانة ليس فيها سوى حزمة من غضب...
يحلم المتعبونَ بالماء والعشبِ
يجرون إلى ضفَّةِ النهرِ
يبنونَ أكواخهم
من الأحلام التي طاردتها الفصولْ
غير أنّ الفلولْ
أنهكتها المجاعة غرقَتْ
ما عاد يجديها صبرُ أيوبَ
ولا قواربُ نوحْ
ذبلت عيون أطفالِها
صارت تنبشُ الصخرَ
فخاضت أقدامُها في الوحولْ
بذرتُ في هشيم الغبارِ حبّاً
فما اخضرَّت الأرضُ يومًا...