شعر

في مقهى "طاسكو" أرواحٌ شرّيرةٌ تمنعُني من الفوزِ في لعبة ال"رامي" يضحكُ منّي "نيتشة" كلّما عدتُ خائبًا آخرَ اللّيلِ. البارحةَ كان انتصاري ساحقًا ربّما لأنّي تقمّصتُ شخصيّةَ "زارادشت" في العاشرةِ من عمُري كنتُ أتحاشى الجنائزَ والبارحةَ قبلَ الذّهاب إلى المقهى اضطُررتُ إلى تقديمِ العزاءِ في...
لا شيء.. حين تسلّلتُ خارجَ حلمي الى ممرّ الأوهام ولم أرَ أحدا في طريقي كان الافقُ ضيّقا، النخيلُ يهمّ بمغادرةِ الفتوةِ الى البلوغِ والنهرُ... لم يكن حذرا من نوايا الغرقى فالضفافُ كفيلةً بصراخ النجدة. وهي تمسك عباءتها وترسم في خطواتِها سلالات طين ستسكن حوافيَ آباره. كانت تشير الى الشمس مرّة...
حينَ وقفتُ أمشّطُ أحجيةً في الشرفةِ قربَ غيابِ البحرِ سمعتُ حنينًا يصرخُ: بيني باندو! لمْ أدركْ مصدرَ ذاك الصوت بدَا لي مُحْتَدِمًا وأصَخْتُ مَلِيًّا، جاءَ الصوتُ رَخيمًا: بِينِي باندُو!.. فكَّرْتُ طويلاً في معنى الصوتِ ومعنَى اللفظِ.. وقلتُ لعلَّ شعارًا ثوريًّا مازالَ صداهُ يَحُومُ قريبًا من...
بعد أن سطعتْ صارت الأرض تنزل سفْح أفْقٍ رديف لنيرانها أدّت النسُك المتأصل في الماء لم تقتنع حين خاطبها ولدٌ لامع كان يلعب بالحدَآتِ ويضحك عشقا لنهر الأبدْ. غابة إثرها غابةٌ حجر ساكت ويراقب قبرةً تتوضأ تحت رموش الغدير الوسيم... إذا اندلع السرو أعطى الغدير متونَ أصابعه واصطفى حجر الانتباهِ على...
في عنابة.. سطّرتُ أرجوزة مناماتي.. ورقّعتُ خِرقة مناجاتي.. وسلكتُ درب عذاباتي.. وغرستُ فسائل ورداتي. وكسوتُ عراء مخدّاتي.. وكتبتُ قصيدة مرثاتي.. قلتُ: يابحر إني نسجتُ بردة آياتي.. وحبوتُ شطحا إلى مسالك موجاتي.. وأطلقتُ نورسات بوحي.. وأطيار غاباتي.. أنتَ يابحر..سر روحي.. خفق قلبي، ونوبات...
إذ ليس لي ما ليس لي بل لي مداراتُ الحكايةِ وانكساراتُ الطيوفِ ولي مساءٌ عامرٌ بالمعجزاتِ وطافحٌ بالإثم لي صور مبعثرةٌ وأصواتٌ معلقةٌ على طول المدينةِ لي بساطُ الريحِ والقبلُ الشهيةُ والعناقُ كما اتفقنا أن يكونَ هي البقيةُ من صدى نفسي وتكوين المسافةِ ربما قصدي يقلُّ عن الحكاية ربما...
حياتي ، أيام مرصوفة ، تشابه فيها التاريخ . على جبينها تعاقبت جدران شتى ، تحت قدميها أحلام تتناسل ، نصف بشرتها مشمس . آه ، يا لا أحد نحن هذا دمي الذي يسيل على الورق ، صراخ قطارات ، على مائدة نزلائها تخثر حيض الأمس ، ما جاء الغد يا روح الشعر المشوشة لا فكاك أتركي لشهيق اللغة ما مضى ، للموجة شوارع...
قدّمتِ الطفلة أغنيةً للحفلِ وفوق ضفيرتها سكبت قمرا أشقرَ أشعلتْ جبهتها برفيف الماء فأورق وجه الأرض بدالية كانت تغفر للطين خطاياه بمقدرةٍ عاليةٍ... أيتها النخلة في يدك اليوم سينتفض العرجونُ الشيخُ ويكتب فوق جبين السعف الحارسِ للعذقِ مطالبَه ليس كثيرا أن يقرأ تاريخ الواحةِ أن يختار منافيه ويحصي...
من وإلى بهاء طاهر : " اقترب كي ترى .. وابتعد كي تحسّ وتلمس مالا يرى " هكذا قال من أبصرا ثمّ مال وأطرق يغرز نظرته في الثرى راسما بأصابعه نصف دائرة و هلالا و خط رموزا مموهـة ليس يفهمها غيره قلت –...
ها أنا أعود إليَّ من جديد شفافّةً أُحدّثُني عن الضّجيج العالق في ثقوب الذاكرة عن جنازاتٍ فقدت الأمل عن غدٍ اغتالته أيدٍ غادرة... أحتفي بقطعة بيضاء نجت من حرائق الشعر أمسح آثار أحلام ساذجة من بيت لم أمتلكه وواقع حلّ ضيفا ثقيلا ولم يغادر بعد.... أنا سارقةٌ ماكرة أسرق الجمر من تاريخ الحكايات...
أعْرِفُ مُنْذُ أنْزَلَ اللّهُ الحَدِيْدَ.. أنَّ امْرَأَةً وَقَفَتْ تُرَاهِنُهُ أنْ يَصْدَأَ قَبْلَهَا امْرَأةً كَالسِّنَةِ.. كَيْ تُفْلِتَ المَعَادِنَ... عَلّمَتْهَا لُعْبَةَ الأطْواق امْرَأةً يُطِيعُهَا طُوبُ الأرْضِ.. ويُحِبُّهَا طُوبُ الأرضِ وانَا مِنْ طِينٍ يَا جَمَاعَة طِينٍ.. بَينَهُ...
على جَنَاحَيْ نُبُوءَة يُرسِلُ السّجعُ باكُورَةً مِنْ قِطَافِ السَّفَرجَلِ يأخذُ اللّيلُ أَرغُولَهُ في اتٍكَالٍ.. كَبَاندَا كَسُولَة تَقُومُ الصّرَاصِيرُ مبهُوتَةً مِثلَ دَهْشَة وَ تَفرِكُ أعيُنَهَا كَي تَفُضّ النُّعَاسَ الحَبَاحِبُ وَتَطفُو بِذَاكِرَةِ الصّفصَافِ.. حَكَايَا أَوِزٍّ.. وَمَاء...
الى السيدة التي تشبهني تطل علي من غياهب المجهول شبه منها في وشبه مني فيها تزيح الظلام تعبث بالخطوط تكسر ها على حافة الالوان تصرخ في وجهي قائلة انتفضي ايتها العنقاء انبعثي ايها الفينيقس القدر لعبة كل الرموز بين يديك كل الاقلام هي اصابعك اتظنيني زرتك عبثا وسط الوانك انتفضي فإننا ما خلقنا عبثا نحن...
أشعلتُ دمي محتفلا بسفور الغيم وبالحجر الأبيض المتجذر في الأيام العذبةِ إني رجل محتجزٌ بين جدارين كما أني طفل يشرع يده للأبوابِ بجسمي مدن كاسرةٌ وقرى تشرب لبن الغاياتِ هناك شجر يؤمن بالطين سيحضر مأدبة القصب النيِّرِ وسيعطي النهر قميص الهاجرة الصغرى حتى تتبنى قبرةُ السهب مزاعمَه سأجيء إلى أرَقي...
وَلِأنّه كان بِلا عَقْل راجِح ، فَقد دَأَب عَلى رَجْم قَطِيع السَّحاب بِالْحَجر ولمَّا تَسْتَغْرِق العُزلَة جِيَاد السَّماء ، يَرْفَع عَقيرَتَه بِالأَذان وَيَقيناً أنَّه مَن كان يَحْرِسُني مِن "لَسَعات النُّجوم " فِي لَيالي الصَّقيع كَما تَحْرس عَرَبات مُفُكَّكَة ، بَقَرات زَجّ بِها رَسّام...
أعلى