نشروا صورًا لجثة رجلٍ ملقاةٍ على الأرض ، وقالوا إنها له ، ارتجف قلبي وكاد أن يتوقف ، لا إنه ليس هو . إنها صورٌ مفبركة ، وتلك عادتُهم في صناعةِ الأكاذيب .
دققتُ في الصور ، إنها لرجلٍ بزي محارب ، وأنا أعرفُ أنه لا ينزلُ ميادينَ القتالِ ، ولا يحملُ السلاحَ ليشاركَ في العملياتِ ، فهو القائدُ...
أصوات تسابيح وتراتيل وهمسات خافتة , تلاها حفيف أجنحة نورانية , ثم امتلأ المكان فجأة بأفواج من الملائكة جميلي المظهر يضوع منها عطر غريب يبعث على النشوة .. انبهر من مرآها فأغمض عينيه وهو يرتعد .. قلن له بصوت واحد : حواء تطلبك في أمر هام اتّسعت دهشته من رؤية هذا الموكب الفخم وقال بارتباك : من حواء...
منذ مدة كنت أشاهد مع أخي برنامجاً اجتماعياً من إحدى الدول العربية،اندمجت مع الحالة وكالعادة نتناقش في تفاصيل الحالات والأحداث أنا وأخي..وخلال حديثنا تناقشنا في آراء بعض المختصين الذين ناقشوا الحالة بما تمليه عليهم خبرتهم وتخصصاتهم لكنني شعرت ببعض البرود والتحامل منهم على الفئة التي كانوا يتحدثون...
روح الإنسان تحمل بداخلها عوالماً كثيرة، لا تكشفها الأجهزة الطبية ولا التقنيات الحديثة، فكيف لأحدنا أن يعتقد بسذاجة فهمه للحياة وهو يستمر في اكتشاف نفسه حتى أنفاسه الأخيرة، وكيف لنظرياتٍ محدودة أن تفهم ما هو أبعد من الجسد، وأرق من النسيم، وأخف من الريشة، وأسرع من لمح البصر، كيف لها أن تسمع نبض...
كانت لدي منضدة صغيرة تفسخت قوائمها وأردت إصلاحها، وذات يوم وأنا في طريقي إلى البيت شاهدت إعلانا بالبوية على حائط بيت :" أبو السيد. نجار. منزل رقم كذا .. تليفون رقم ..". قلت لنفسي:" ممتاز". اتجهت مباشرة إلي العنوان المذكور، وهناك رأيت امرأتين ممتلئتين جالستين تحت شرفة الطابق الأول تثرثران. واحدة...
طرقات على الباب...شيء غير معتاد بالنسبة لها... المفروض ان يشغل جرس الباب من اراد ان يفتح في وجهه، خاصة و هي تسكن في شقة بعمارة...قبل أن تسأل من الطارق، ألقت بنظرة عبر " عين الثور" المثبتة في الباب على مستوى عينيها... شخص ما يكسوه السواد من اعلى رأسه إلى اخمص قدميه، يقف خلف الباب، النقاب الذي...
الجزء السابع
لقد نضجت ” سميرة ” ، سنوات وأنا أراقب نموّ جسدها الأسمر ، وها هي تبرعم ،وتشبّ طولاً ،فتغدو أطول من أختي ” سعاد ” .شعرها الأسود يثير شهيّتي لاستنشاقه ،وأسنانها النّاصعة تجعلني أحلم أن تعضّني ، دائماً أتمنّى أن تعضّني ، لا أدري لماذا تسيطر عليّ هذه الرّغبة ؟! كلّما رأيتها تبتسم...
خطواتها الضعيفة تتقدم مرتعدة في هذا المكان الذي لا يقارن بأسواء كوابيسها، الدخان الأزرق يغلف الأجواء، ورائحة الخمور الكريهة تنطلق من الأفواه قابضة على رئتيها الصغيرين، أصوات الجلبة ما بين موسيقى صاخية رديئة وانحنائات ماجنة من أجساد شبه عارية تطرب عقول غائبة وعيون شرهة.
الرعب يسيطر على ذرات جسدها...
انقلب البيت رأسا علي عقب، أبي تأنق فوق العادة ، منذ دقائق يهرول في كل شبر غير مبال لمرض الروماتيد اللعين الذي أتلف عظامه ، عيناه زائغة ،يفتح الأدراج ويغلقها بشكل عشوائي مريب ، لا يرد علي سؤالنا بما خطبه، أقتربت منه ،ربت علي كتفه، هب فزعا قائلا بصوت يملؤة الحشرجة:
- أين هي؟
سألته بصوت حان:
-...
جلس هناك بعيدا، تظاهر بأنه لم يرني. وضع رجلا على رجل، تناول جريدة خاصة بالمقهى، شرع يتفحصها. لما رآه النادل وسار نحوه، أشرتُ إليه:
- سيشرب قهوة سوداء خفيفة..
انتبه صاحبي:
- أهلا سي..
يبدو أنه لم يتذكرني السي.. لم أتذكره أنا أيضا..
- كيف الحال شاعرنا؟
كان قد اقترب مني، مد يده صافحني، جرني...
لا أذكر كيف سرقني النوم، ولكني صحوتُ الآن لأراكِ نائمة بجانبي.
أوّاه من خجلي ممّا فعلتُ بكِ!
لا .. لا تستيقظي الآن، فأنا أخجل من عيونكِ التي قد تعاتبني عمّا اقترفت، وأخجل من خفق أجفانك التي قد تبكّتني عمّا ارتكبت، وأخجل من دموعك التي تخجل عن أن تسيل، وأخجل من خجلكِ الذي يتوارى ويتخفّى فلا...
قد تكون أجمل أمنيات البشر وأكثرها شاعريةً رغم استحالتها هي الخلود، وحين عرفوا أنها لن تتحقق تبدلت الأمنية إلى رغبةٍ في ترك أثرٍ يذكر بهم، ومن هنا خاض الإنسان حروبه وصراعاته بأسماء ٍ كثيرة وأثمانٍ كبيرة، فكتب ورسم وزرع وبنى كي يذكره الناس خوفاً من النسيان، كإعترافٍ ضمني بوفاء الحجر أكثر من أغلب...
هي حجرتي , خزانتي , أدخلها , وأرنو إلى زواياها ولحظات أجدني الهاربة منها , كل ما فيها مبعثر في الأركان , رفوف الخزانة صرت لا أعرف ما الذي صار عليها , وكأن حاجياتي ليست لي , لا أعرفها , لا تعرفني , أنتشل منها قطعة بعد قطعة , وتساؤلات تلاحقني من أين أتيت بها , هل اشتريتها ؟... أم جاءت لي هدية...
لا أعـتقد أني سوف أفشل في العـثور عـليه ؛ بعـد أن تأكد لي تماما ً قوة العـلاقة التي تجمعـه بما قرره لي منة مصير . لذا فأمر الوقوف عـلى مكانه غـدا سر وجودي ، فقـــــد صعقت عـندما كنت داخل مدار شديد القسوة ، وشعـوري بأني كنبتة صغـيرة محاطة بالأشواك ، وهي أشد قسوة مما كنت قد عـانيته . كان لهيب...
أذهب إلى العطارة لشراء بعض ضروريات البيت، في صباح يوم ربيعي رائع، أنتظر حتى يفرغ البائع من طلبات النساء أولًا، وكلما قل عددهن، اكتظ المكان بهن مرة أخرى؛ فسألته في ضجر:
- هل عندك ما يمكن قراءته حتى يحين دوري؟
أشار بكفه إلى كومة من الكتب والأوراق، دون أن يلتفت وقال:
- خذ من كتب الطلبة ما شئت...
حدث هذا اليوم شيْ عجيب، لم يكن ليخطر على بال أحد في العالم، أنا أجلس الآن في المقهى أمام المتحف السلجوقي في مدينة قيصري، أفكر بالذي حدث، وأشعر بالرعب، لا تهمني أمواج النساء الجميلات اللواتي يرتدين البناطيل الضيقة والتنورات القصيرة والقمصان التي تبرز سررهن في غدوهن ورواحهن امام المقهى، أفكر بالذي...