نشروا صورًا لجثة رجلٍ ملقاةٍ على الأرض ، وقالوا إنها له ، ارتجف قلبي وكاد أن يتوقف ، لا إنه ليس هو . إنها صورٌ مفبركة ، وتلك عادتُهم في صناعةِ الأكاذيب .
دققتُ في الصور ، إنها لرجلٍ بزي محارب ، وأنا أعرفُ أنه لا ينزلُ ميادينَ القتالِ ، ولا يحملُ السلاحَ ليشاركَ في العملياتِ ، فهو القائدُ...
نزل الخبر على الأنترنيت كالصاعقة. لقد اعتقلوا حاكم المدينة. تلفنت الزوجة لقائد الحزب فوجدت الهاتف مشغولا. انتظرت أكثر من ساعة ليتصل بها:
ـ ألو لالة أسماء!
ـ ألو السيد الرئيس!
ـ بالله عليك ، قل لي ماذا يحدث؟
ـ نحن نعمل كل ما في وسعنا لتجاوز هذه الأزمة. أعطينا بعض الوقت.
ـ الله يلعن والديهم، ما...
القصة التي أرويها لكم، وأَملُك كل خُيوطِها، تقَعُ أحداثُها بين أشخاصٍ ثلاثة، رابعُهم حاضرٌ بظله فقط، فيبدو هامشيًا، لكنه الشخص الذي زرع اللغم تحت أقدام الجميع.
الثلاثة.. أطباء، الدكتور منتصر، يعمل رئيسًا لأحد أهم أقسام المستشفى الجامعي، لذلك لن أذكُر القسم، الدكتور منتصر؛ أشهر الأطباء في تخصصه...
في الشرق العربي يخجلُ الإنسان من فتح الهدايا، يتركها مكانها حتى يغادر الضيف، ثم يفتحها، ينظرُ إليها يلعنُ الضيف ويرمي بالهدية.
مرت سنوات عليه في الغرب، تَعَلَّم خلالها كيف يفتحُ هدية، كيف يبتسم، يشكر مقدمها وكيف يستخدمُها حالاً بوجود الضيف إذا ما اقتضت الحاجة.
كان يوماً ساحلياً، صيفياً بامتياز،...
قالت الأعين مقال لا يقوله خطيب ، هذا ما حدث في لحظات، رفعت حاجبيها الرفيعة المرسومة رمقتني بنظرة استخفاف:
- شرط!!!
- نعم ؛ سأرعاها مقابل عشرين جنيها في الساعة.
قال حسام بغضب مبالغ فيه :
- في الساعة؟!!!
أجابت ابنة الحسب والنسب بعنجهية :
- ليكن، أعطها .
أكملت، وقلبي يحدث دويا هائلا:
- وأقيم...
/الجزء السادس/
إنتشر الخبر وتسرّب بين الأولاد في كلّ أزقّة البلدة ، والكل صار يعلم أنّ المدعو ( زكور الصّخلة ) الملقّب بأبي ( درخوش ) وهو صاحب حمير ( التّشباية ) التي يقودها صباح كلّ يوم أحد ، من أيّام الرّبيع ، إلى البازار ليتكسّبَ بها بضعة نقود . حيثُ كانَ...
{لو فارقتني صورة النصاعة في مسرى الأزمنة، فلي من بعد ذلك
العزلة والخلوة، وترك المجرى للهوى المستدام، فطريق السلامة
من سحر الوجود بمواجهة البرية التي لا تتسع إلا لما هو مرتقب وآمن}...
وقف أمام ذلك الجدار العتيق يتأمل رسمه البديع واللوحة المرسومة بيد فنان بديع الصنعة، ذلك الفيل المرسوم بعناية وتفاصيل دقيقة وهو يرفع إحدى قدميه الأماميتين لتهوي على رأس رجل مكتف الأيدي مربوط الأرجل، وحشد من الناس حوله يشهدون الواقعة، وفي ظلال الرسومات هناك فتاة تتأمل المشهد بعين حزينة وكأن...
كنت أريد أن أقول له أحبك .. لكن جمع من الناس وقفوا بيني وبينه .. كانوا رجالاً .. أما النساء فقد وقفنّ في إحدى زوايا البيت يتأملنَّ المشهد .. إنه مشهد يتكرر ومع ذلك فإنه يثير الشجن كلما تجسد أمامهم من جديد.
لقد كان قربي .. وكنت أريد أن أقول له أحبك .. لكن الوقت لم يسعفني .. الوقت لا يلتفت...
أخيراً هبطتْ الطائرة بسلام، بعد صراع ٍعنيف مع المطبّات الجوية. لم أصدق نفسي وأنا أنزل من سلّم الطائرة. رأسي ثقيل وجسمي يؤلمني لقد اتخذت قراراً نهائياً أن لن أسافر بالطائرة مرة أخرى. وصلتُ إلى الفندق متعباً جداً. كانت الشركة التي أعمل مهندساً فيها قد حجزت لي مسبقاً. عندما أغلقتُ باب غرفتي تخلّصت...
في المنام أرى سلمى:
في الرابعة فجراً، فجر العشرين من الشهر الحالي، أرى د. سلمى الخضراء الجيوسي فأصحو. لِم لمْ أرَ نفسي قتيلاً أو جريحاً أو مذعوراً في شوارع غزة؟ لست أدري، علماً أنني كنت أتابع الأخبار متابعةً دائمةً، وأرى من على شاشات الفضائيات مناظر الدمار والخراب والدماء وسيارات الإسعاف...
في الليل يرتمي الظلام في الوهاد، على الرغم من توامض أضواء قصورنا وهي تطفو فوق بحيرة خضراء من الحقول، وفي النهار يتوهج ضوء الشمس فوق تلك الحقول اللازوردية، وتطوف أسراب الحمام وهي تتماوج مثل سحابة بيضاء. وتعزف سمفونية السلام. هكذا كنا نحيا أنا أرورو وزوجي آنو وأولادي الخمسة قبل أن ألد برمرين، وقبل...
القمر بدر وطيور الليل تصلي في أعالي الجبال وفوق الغمام وفي الصحاري المتربة الشاسعة وعلى سطح البحر وفي الأودية، والجنيات مشطن شعورهن الطويلة وطيبنها وفررن من بيوتهن ومن أجساد النسوة المسحورات إلى ساحات الرقص والغناء يحملن الدفوف، وذكور الجن من المردة والعفاريت تركوا حراسة الأموال والكنوز ونقضوا...
لا أدري لِـمَ راودتني تلك الفكرة وسيطرت عليّ في كل وقت؛ من أنني أ حاول ومنذ أمد بعيد الوصول إلى المحطات المرتقبة. وما ينتظرني محض محطات متوالية. لذا فعليّ أن أصل إلى كل منها وبأي شكل كان لكي أستقر على رصيف محطتي المرتقبة.
فقد حزمت أمري كي أدرك القطار قبل وصوله المحطة التي بجانب المدينة، غير أني...
كلما رأينا الصحن الفخاري أُخرج من مخبئه ، وانثيال رائحة بتنا نميزها ، نتيقن بإن احتفالية ستكون في المكان، هي احتفالية أوطقس سنمارسه في رحاب غرفة جدتي، التي بين يديها نضع رؤوسنا كأي مريد يضع رأسه بين يدي شيخه طامعا بالبركات ، وقبل توزيع بركاتها تضحك شيختنا وهي ترى وصلة لإطلاق شعفاتنا في...
تعثَّرتُ به اليوم؛ في اللحظة التي تمنيتُ فيها انصهار الطريق بين عملي كفرد أمن لإحدى شركات
"بئر السلم" في "جاردن سيتي" وبين "غرفتي" على سطح بيت مهترئ في المنيرة، وقف "عادل" عند قدميِّ بسيارته الفارهة.
زاملته ست عشرة سنة؛ منذ ابتدائية المنيرة حتى تخرجنا في جامعة القاهرة! عشرون عامًا مرت دون لقاء،...