وقف (مطر) سعيداً أمام المرآة وهو يرتدي الكنزة التي انتهت والدته من حياكتها له..
ابتسم وقال لها شكراً يا أمي..
فقبلته وذهبت إلى المطبخ.. فتبعها وسألها إن كان يستطيع ارتدائها اليوم؟
فقالت والدته..كلا يا (مطر)، سوف ترتديها غداً في عيد ميلاد أختك (قمر)، وأنا الآن أحضر الكعكة التي سنلتف حولها...
كنت أعمل مراسلا لإذاعة الإمارات في موسكو عندما أعلنوا عن زيارة سيقوم بها الرئيس مبارك إلى موسكو في 15 مايو 1989، فكلمتني الإذاعة باهتمام ولهفة أن أحصل منه على تصريح خاص تنفرد به الإذاعة. بالسؤال تبين لي أن جميع المراسلين من دول العالم كافة سيقفون في المطار لاستقباله يوم وصوله خلف حاجز، وهذا هو...
"أهدي هذا النص الى روح ابنتي الراحلة الحاضرة ، الرسامة والإنسانة الملهمة سماء الأمير"
توقفت ساعة الحياة عن دغدغة جدار بيتي بتكتكات الوقت السعيد، حين رحلت ابنتي الوحيدة إلى حيث المرج السماوي. فقدت أصابعي ذاكرة إعداد الأطباق التي كانت تحبها، فخبت شعلة النار في الطباخ. لملمتُ لوحاتها وخزنتها في...
جلست ماريان أمام شجرة عيد الميلاد، وقد علقت عليها أغلى، وأعز أماني لها في الوجود، وبعد أن أكملت صلاتها، قامت تختبر ديك الحبش بالفرن، وبعد أن تم نضجه أخرجته من الفرن، ثم وضعته في وسط المنضدة، أحضرت زجاجات وكؤوس الشمبانيا، وزينت المنضدة بالشموع الملونة الفواحة، وجلست في وسط الأهل تتفقد الهدايا...
(ما أجمل أن نبقى أطفالا.)
تقرفصت في سريري الخشبي الصغير، حيث الفراش البارد، واسندت ظهري إلى حائط الغرفة الخالي من كل شيء سوى البرودة، وأنا أحدق في الظلمة التي تحيط بي من كل جانب بعينين جاحظتين توشكان على الخروج من محجريهما دون ان أرى شيئا تحت ضوء الفانوس الأصفر الشاحب كوجهي الذابل من الخوف...
أكاد لا أشعر بجسدي.. تخيفني خفته وكأنني أطير في كل مرةٍ أغلق عيناي فيها بحثاً عن وهج النجوم التي انطفأت في روحي، فتنبت لي أجنحةٌ تطارد الماضي بعد رحيل ذكرياتي وتلاشي مشاعري كسرابٍ يحسبه الظمآن ماءا، ينسكب على عتبات الطفولة والأحلام البريئة، فأبحث عنها تحت جلدي وفي صمت كلماتي لتُقبل السلام في...
بعد أن تَعبتُ من الهرولة الصباحية على ضفاف شاطئ رادهاناغار، بدأتُ أبحث عن مكان ألتقط فيه أنفاسي، وأستنشق هواءً لم يخالط أنفاسه النتنة، ذلك الوغد. لطالما أحمل كرها دفينا تجاه ذكراه، صاحب الوعود الكاذبة، النرجسي المتحامل عني، صاحب كبرياءٍ مقرفٍ فصل بيننا.
كنت أظن أن لهيبَ قلبي لن يخمد إلا وأنا...
هل بامكان الفتى أن ينام بعيدا عن نيران العاصفة و لا أحد يمنحه الهتاف الأنيق؟!.. لست وحيدا أعبر شوارع العتمة في هذا الطقس الشتوي البارد. خطاي أجنحة من الياسمين و يداي طيور من الحلم تتجه صوب سماوات الروح. هكذا و في عزلة تامة عن ضجيج المدن و صخب المعارك المندلعة هنا وهناك، يتصفح الرجل الهارب من...
فتحتُ عينيّ ببطء شديد، هدير أمواج البحر القادم من النافذة، كان أول ما تناهى إلى سمعي وحينئذ تذكرت حالما درتُ ببصري في أرجاء الغرفة أنني لست في بيتي، لست في فراشي.
نهضت بحذرٍ أبصر هذا العالم الغريب الذي وجدت نفسي فيه، كانت الأرض رخوة تحت قدمي والفراشات تملأ المكان. هل أنا في حلم؟
ومتى كانت...
كلما تواريا خلف الباب ، أنام متكورا معطيا وجهي للحائط في الحجرة الجانبية ، وحتى لاأسمع حسيسهما ، أصم أذني بسبابتي .لكن تناهى لسمعي في مرة قول أمي ، صار الولد يفقه الأشياء أكثر ، دع الباب مفتوحا لحين نومه ..خرج ممتعضا رمقني شزرا ، ولم يمسد على رأسي كما في كل مرة عندما يفتح المزلاج ذاهبا...
تطل من شرفتها كل صباح على الشارع الغارق بالضجيج .. تبتسم لتعليقات الباعة .. يقف متأنقا على الرصيف المقابل كي تمنحه نظرة تشعل قلبه بحبها .. قبل ان يغادرها يلوح لها بيده ، تبتسم ، فيضطرم قلبه توقا اليها ، يرحل مجترا خطواته بتثاقل ، وهو يخاتلها بالتفاتات سريعة حتى تتوارى ، ليتشاغل بقية يومه باحثا...
كنت ادور في شقتي كطائر علي وشك البيض وفقد عُشة، تعرضت لأزمة، كادت أن تقضي علي صمودي، أعاتب نفسي علي سرعة تهوري، أعاتبها أكثر على عدم الرضا بقضاء الله، فقدت قدرتي علي تجاوز كل هذا الحُنق بداخلي، خرجت الي شرفتي جلست عدة ساعات، ضاقت نفسي من كثرة لومها وجلدها بسياط التأنيب.
قررت الخروج للهواء الطلق...
- أمك!
- أمي. ما بها؟
- - لا أطيقها. لا أحب نظراتها. بصراحة.. أنا أكرهها ولا أريد رؤيتها. لن أتزوجكَ ما دامت موجودة ً. إما هي أو أنا. عليك أن تختار. سأفسخ الخطوبة وأنا مصرة على قراري. أتركها. نحن في بداية حياتنا وهي في أخر العمر. لقد أخذت من الحياة ما يكفي ويبدو أنها مسيطرة عليك لأنك ضعيف ال...
عندما سأل المعلم عبد السلام ماذا يريد أن يعمل في المستقبل؟ أجاب بعفوية بأنه يريد أن يصبح مهندسا معماريا. اختار هذه المهنة ليبني لنفسه منزلا جميلا، يتزوج ويربي فيه الأبناء. منزلا كبيرا يتسع لكل أفراد العائلة. الآن هو يتكدس مع ثلاثة إخوة في غرفة ضيقة.
أحب كرة القدم. عشق الفريق الذي يحبه أبناء...