نشروا صورًا لجثة رجلٍ ملقاةٍ على الأرض ، وقالوا إنها له ، ارتجف قلبي وكاد أن يتوقف ، لا إنه ليس هو . إنها صورٌ مفبركة ، وتلك عادتُهم في صناعةِ الأكاذيب .
دققتُ في الصور ، إنها لرجلٍ بزي محارب ، وأنا أعرفُ أنه لا ينزلُ ميادينَ القتالِ ، ولا يحملُ السلاحَ ليشاركَ في العملياتِ ، فهو القائدُ...
يصرخ سمير من أعماق قلبه: كفى.
لا يعيره الموظف انتباها، ولكنه يسمح له بالمغادرة ريثما تهدأ أعصابه قليلا. يهرول خارج الغرفة، ويطوى طرقات محكمة الأسرة طيا، ويلقى بنفسه على كرسي فى مقهى قريب من المكان. يقدم له النادل فنجانا من القهوة السوداء، يرتشفها سمير فى مرارة، يشعل سيجارة ولا يدخنها، يرمق خيوط...
حملتُ كل أحلامي، ورتبتها بدقةٍ متناهيةٍ، فهي مُتراصة بشكل دائريّ، حتى لا تأخذ حيزًا من الحقيبة.
بدأت بالأهم فالمهم، حتى وصلت للضروري، هل هناك حُلم ضروري وحلم مؤجل؟
نعم يوجد.. يوجد حلم عاجل، هو حلم سعادة القلب الذي لا يتحقق إلا بوجود من نحب بجوارنا، أيًا كان مَن نحب، حتى وإن كان عصفورنا الذي نألف...
عم مسعود عامل زراعي بسيط لا ينحدر من عائلة كبيرة او من طبقة ملاك الأراضي فهو خير ممثل لطبقة القرى من المهمشين ، يعمل عند ملاك الاراضي ليصيب من عرقه ما يمسك عليه حياته للغد هو وزوجته وبناته ، لم يكن ينفق كل ما يحصل عليه من أجر فكان يدخر منه جزء مع زوجته ويطلب منها تخفيه بين جلدها وعظامها أو تخفيه...
28/8/2032
السادسة والنصف صباحاً
محاولات الحصول على الماء فشلت كلها. الدول المجاورة لا تسقي إلا نفسها. في هذا العام تقلّص نصيب العائلة إلى متر مكعب واحد من الماء شهرياً. رائحة الأجساد العطنة باتت عادية ومألوفة. آخر فنجان قهوة ركلته عمّان قبل سنة. الشاي أيضاً توقّف استيراده. صورٌ كثيرة نُصبت...
بعد موت زوجها بأيام ثلاثة خلت الشقة أمامها. أهلها الذين جاءوا لمواساتها؛ عادوا إلى بيوتهم بالأمس، وظلت هي وابنتها الصغيرة في الشقة الواسعة وحدهما. الطفلة نائمة تداعب الستارة الحمراء فوق السرير، تشدها بيدها الصغيرة وتناغيها.
خرجت رتيبة إلى الشرفة، تابعت الشارع، انحنت فوق الجدار لكى ترى دكان...
~~1~~
لمعت عينا جمال بالسعادة وهو يقف على ضفاف البحر الأبيض المتوسط حافي القدمين، ضغط باحدى يديه على كتف زوجته وهو يطبع بقبلات قوية بصوت مسموع على وجنة إبنه الرضيع الذي أحاط رقبته بيديه الصغيرتين بقوة. رفعه فوق كتفيه وأخذ يجري مقلدا لصوت الطائرة وهو يأرجحه ويلاعبه وارتفعت أصوت قهقهاتهما...
سوف يطحن كل شيء، ويغدو طحيناً
فالناس يجدون سلواهم في هذا القول
هل سيصبح طحيناً ذلك الذي كان عذاباً؟
لا! الأفضل لو يبقى عذاباً!
صدقوا ايها الناس
اننا نحيا بالحزن
نتغلب به على الملل
هل سينطحن كل شيء؟
وهل سيغدو طحيناً؟
الأفضل لو بقي عذاباً
الى القادمة
مقدسة كنت او انك اكثر الناس خطيئة
تلجين باب...
وكنا كالقطعان، مجموعات مجموعات، وكان بعضنا يوجهنا نحو الأمام. "نحن بدائيون" يقولون ويذكروننا بذلك. وكانت الشمس تعصف برؤوسنا الممتلئة بالشعر والقمل، أما الصحراء فعلى مدِّ البصر أمام أعيننا المنكمشة. أطرافنا تتحرك ببطء، ونحن نطلق أصواتاً موسيقية من أفواهنا الممتلئة بالجوع والعفن. نكررها "هوممم...
استيقظتُ على ركلةٍ قويَّةٍ، وقبل أن أفتح عينيّ النّاعستين، انهمرت دموع الوجع منهما أحسست أنّ خاصرتي قد انشقّت ، وقد هالني أن أبصر أبي، فوق رأسي وعيناه تقدحان شرراً، نهضت مسرعاً ، يسبقني صراخي وعويلي فأنا لم أدّر بعد ، لماذا يوقظني بهذها لطّريقة؟!:
ـ ساعة .. وأنا أناديكَ .. فلا تردّ ياابن الكلب...
تتجلى القوة الهائلة لتقنيات الإتصال المختلفة,سواء متمثلة في الإتصالات الهاتفية أم الشبكية (وسائل التواصل الإجتماعي) في قدرتها على خلق فضاءات تحاكي فضاء المكان المتعين فيه الواقع بأبسط صوره التي نعرفها. ولا تكتفي بذلك فحسب,بل وتحاكي مظاهر العيش البشرية بما فيها من إتصال مع الآخر,وهذا هو الأساس...
تسلّق جدار المدرسة ، قفز إلى باحتها
ودخل صفّ ( سامح )من النّافذةِ المكسورة
، وفي الصّفّ كان بمفرده ، شعر بالفرحة تجتاحه ، جلس على المقعد ،واضعاً يديه
أمامه ، مستنداً على المسند ، دار على المقاعد ، وجلس الجّلسة ذاتها ، وجد قطعة ( طباشير ) ، فأسرع نحو السّبورة ، وبدأ يرسم خطوطاً كثيرةً ، خطوطاً لا...
هل قطعة من الجبن الجريش التي أكلتها مع فحل البصل الأخضر وحبتان من الطماطم تفعل بي كل هذا العذاب ..؟! وكل هذا الألم والوجع , ..؟!!..
أم ما حدث معي ليلة امس , عمداً , من تجاهل , وعدم تقدير , هو السبب ..؟!! ..
لا لا لا يمكن أن يكون هذا هو السبب ..؟!!..
كان يوماً رائعاً .. وكان كل شيء على ما يرام...
ظلت رسالة وداعه الأخيرة عالقة في ذاكرتي ، قال بكثير من الفقد واليأس : قدري ان اترك مدينة حبي الأول والأخير في مثل هذا اليوم القائظ ، الى الأبد ، تركتها بلا أسئلة ، الأقدار رتبت لي موعدا مع المستقبل بحسابات الزمن خارج هذا المكان .. كل شيء فيه يعيدها إلي ، و كل زاوية منه تشي بها ، قال : سآوي إلى...