نشروا صورًا لجثة رجلٍ ملقاةٍ على الأرض ، وقالوا إنها له ، ارتجف قلبي وكاد أن يتوقف ، لا إنه ليس هو . إنها صورٌ مفبركة ، وتلك عادتُهم في صناعةِ الأكاذيب .
دققتُ في الصور ، إنها لرجلٍ بزي محارب ، وأنا أعرفُ أنه لا ينزلُ ميادينَ القتالِ ، ولا يحملُ السلاحَ ليشاركَ في العملياتِ ، فهو القائدُ...
هل بامكان الفتى أن ينام بعيدا عن نيران العاصفة و لا أحد يمنحه الهتاف الأنيق؟!.. لست وحيدا أعبر شوارع العتمة في هذا الطقس الشتوي البارد. خطاي أجنحة من الياسمين و يداي طيور من الحلم تتجه صوب سماوات الروح. هكذا و في عزلة تامة عن ضجيج المدن و صخب المعارك المندلعة هنا وهناك، يتصفح الرجل الهارب من...
فتحتُ عينيّ ببطء شديد، هدير أمواج البحر القادم من النافذة، كان أول ما تناهى إلى سمعي وحينئذ تذكرت حالما درتُ ببصري في أرجاء الغرفة أنني لست في بيتي، لست في فراشي.
نهضت بحذرٍ أبصر هذا العالم الغريب الذي وجدت نفسي فيه، كانت الأرض رخوة تحت قدمي والفراشات تملأ المكان. هل أنا في حلم؟
ومتى كانت...
كلما تواريا خلف الباب ، أنام متكورا معطيا وجهي للحائط في الحجرة الجانبية ، وحتى لاأسمع حسيسهما ، أصم أذني بسبابتي .لكن تناهى لسمعي في مرة قول أمي ، صار الولد يفقه الأشياء أكثر ، دع الباب مفتوحا لحين نومه ..خرج ممتعضا رمقني شزرا ، ولم يمسد على رأسي كما في كل مرة عندما يفتح المزلاج ذاهبا...
تطل من شرفتها كل صباح على الشارع الغارق بالضجيج .. تبتسم لتعليقات الباعة .. يقف متأنقا على الرصيف المقابل كي تمنحه نظرة تشعل قلبه بحبها .. قبل ان يغادرها يلوح لها بيده ، تبتسم ، فيضطرم قلبه توقا اليها ، يرحل مجترا خطواته بتثاقل ، وهو يخاتلها بالتفاتات سريعة حتى تتوارى ، ليتشاغل بقية يومه باحثا...
كنت ادور في شقتي كطائر علي وشك البيض وفقد عُشة، تعرضت لأزمة، كادت أن تقضي علي صمودي، أعاتب نفسي علي سرعة تهوري، أعاتبها أكثر على عدم الرضا بقضاء الله، فقدت قدرتي علي تجاوز كل هذا الحُنق بداخلي، خرجت الي شرفتي جلست عدة ساعات، ضاقت نفسي من كثرة لومها وجلدها بسياط التأنيب.
قررت الخروج للهواء الطلق...
- أمك!
- أمي. ما بها؟
- - لا أطيقها. لا أحب نظراتها. بصراحة.. أنا أكرهها ولا أريد رؤيتها. لن أتزوجكَ ما دامت موجودة ً. إما هي أو أنا. عليك أن تختار. سأفسخ الخطوبة وأنا مصرة على قراري. أتركها. نحن في بداية حياتنا وهي في أخر العمر. لقد أخذت من الحياة ما يكفي ويبدو أنها مسيطرة عليك لأنك ضعيف ال...
عندما سأل المعلم عبد السلام ماذا يريد أن يعمل في المستقبل؟ أجاب بعفوية بأنه يريد أن يصبح مهندسا معماريا. اختار هذه المهنة ليبني لنفسه منزلا جميلا، يتزوج ويربي فيه الأبناء. منزلا كبيرا يتسع لكل أفراد العائلة. الآن هو يتكدس مع ثلاثة إخوة في غرفة ضيقة.
أحب كرة القدم. عشق الفريق الذي يحبه أبناء...
الموعد من السادسة إلى التاسعة من ليل الجمعة، اللقاء سيتمّ في مكانٍ يُدعى الجلجلة أو الجلجثة على سفوح أورشليم التي ستكون مظلمة بذلك الوقت، هناك تواعَدْنا عبر هواتفنا الجوّالة، لأنّ الموعد يجب أن يتمّ، والصلْب يجب أن يتم، لماذا؟ ..لا لشيء، إلا لأنه مكتوبٌ في الأسفار المقدّسة.
ذهب كلٌّ منّا لوحده،...
مساء الخير..
كل عام يا صديقي وأنت كما أنت.. افهمها كيفما تشاء.
انشغلت كثيرًا الأيام الماضية عن الكتابة، فقد أتى شهر رمضان بهدوء مفاجئ.. انشغل الجميع بالجائحة وكيفية الوقاية منها وأعداد المصابين، وتجارب اللقاحات السريرية المنتشرة في كل بلدان العالم، وأسعار النفط الأمريكي والتكهنات بانقلاب موازين...
١ - مجاويش الكبرى : جزيرة تقع جنوب شرق الغردقة .
٢ - مجاويش الصغرى : جزيرة صغيرة وقريبة من جزيرة مجاويش الكبرى .. والمسافة بينهما كيلومتر واحد فقط .
هكذا يطلق عليها البعض .. بركة القروش .. ويطلق عليها البعض الآخر بركة العشاق .. رغم أنها أبعد ما تكون عن البركة .. فمياهها شديدة الزرقة .. وهو مؤشر...
(14)
كنّا نتوقّع أن يكون فوج القادمين في زيارة رسمية لا يتعدّى الأربعة أشخاص وإذا بهم فوق العشرة. رجال ونساء في أشكال وازياء متنوّعة، فيهم الطويل وفيهم القصير، بعضهم بدا متعبا من آثار السفر والآخر لا تبدو عليه أي علامة. دقائق طويلة انشغلنا فيها بالترحيب والتقبيل والمصافحة والتربيت على الاكتاف...
كانوا يضربون رقابهم ورؤوسهم بسكاكين كبيرة، أرى أطرافا من الرقبة ومن الرأس تتدلى. كانت موسيقى غريبة تقرع وهم يصرخون الله أكبر ويأكلون البرتقال الممزوج بالدم. كنا أطفالا وكانت أمهاتنا تحملننا إلى طقس التطهير ذاك. فيما بعد رأيت آخرين في التلفاز يجلدون أنفسهم بسلاسل حديدية ويصيحون يا حسين يا حسين،...
( 1 )
ضجيج الصمت . فاكهة النار . امرأة وبقايا رجل . ذاكرة مبعثرة . ريح نزقة . حشد من أحذية متراصة تنتظر حافلة ركاب قد لا تأت . نظارات سوداء تراقب الوجوه وتكتب على جدران الذاكرة المثقوبة . ضرير يجلس على حافة الطريق . مقهى وأغنية لأم كلثوم . ضجيج سيارات . سكارى اخر الليل . عشاق متذمرون من عشقهم ...
شاع الخبر في المدينة الصغيرة، بأن الفنان قد قتل والده. وكانا قد فازا بجائزة كبرى حينما غنيا سوياً قبل سنين بعيدة أغنية واعدة بمهارتيهما، كان القاتل حينها طفلاً لذلك انتشر الخبر بسرعة وأضحى حكم الإعدام جاهزاً تقريباً قبل المحاكمة، أما الأجيال الحديثة فقد عادت لتسمع الأغنية القديمة وتعرف إن كان...