سرد

(13) لم تتلق ربة البيت المصون طيلة عطلة مرضها إلا ثلاث زيارات رسمية إحداها من صديقتها ليلى. أما الزيارتان الأخريان فكانت إحداهما من جهة غير منتظرة. والطريف في هذه الزيارة أنها جاءت بعد أكثر من عشرين يوما على الحادثة الطارئة. عشرون يوما ونحن نتوقع زيارة كهذه لا أماا في المساندة والمساعدة...
محير جدًا أمر تلك المحاسبة؛ لم أنقطع عن مراقبتها وهي تقدم الخدمات البنكية للعملاء حتى حان دوري. كانت متوسطة الطول، ذات وجه أبيض منمق، ضئيلة الحجم تبدو حديثة التخرج، ترتدي جاكيت أزرق اللون، وأمامها كوب من الشاي تمامًا مثل المرات السابقة، ونظرت إليّ بلا اهتمام! على الرغم من ملاحة قسماتها، وقوة...
قرأت، ليتني ما.. ( ...، تأخذ سائلك المنوي، تدخله في بيضة بنت يومها، من دجاجة عذراء.. بعد أن تثقبها بعناية، اقرأ عليها هذا القسم ((....)) تسع عشرة مرة. بلا زيادة أو نقصان، ضعها في قماشة بيضاء، ادفنها في قبر مهجور.. خمسة عشر يوماً، في فجر السادس عشر. تستخرج ما دفنته، تكسر البيضة. تجد قطعة لحم...
في منطقتنا سكنت عاهرة ذات تاريخ وضيع. على الرغم من سمعتها المشينة، إلا انها تمكنت من كسب شرفاء المنطقة في غفلة من الزمن. بل جعلتهم يعتقدون أنها أشرف من الشرف نفسه. على الرغم من معرفتهم لماضيها المحُقَّر بأن هذه العاهرة قد تسببت بالفعل في تدمير العائلات وفقدان الأرواح عندما عاشت سابقاً في نفس...
مفتون أنا بها .. فهل ستكتحل برؤيتها العيون؟، ويتحقق الحلم!!، مفتون أنا بها ويغلي المرجل في موقد الفؤاد شوقًا وحنينًا، يا عشاق العالم استيقظوا إني أخاطبكم، هل من مفتون بها يشاطرني الجنون؟!، أتلمس كل ما يشدني إليها، وأشم كل وردة تضوع بشذاها، صدقوني .. صدقوني.. إنّ الحبّ الجنوني يجعل العشاق مساطيل،...
القطار يقطع المسافات فى سرعةٍ خارقة، المسافرون حيارىَ، ارتسمت علامات الشّدوه على وجوههم، الزّوابع والتوابع تهبُّ علينا بين الحين والآخر، الأشجارُ والأحجارُ والمباني تعود الزّمانَ والمكانَ القهقرى أمام زحف القطار فى إصرار مُذهل، وسرعةٍ فائقة، القطار ما زال مستمرّاً فى انطلاقه. أرخىَ الليلُ سدوله،...
بنا شغف المقاهي، ألفى المقهى البرازيلية، مقصد هوايتنا ومطالعتنا، نلتقي في المكان ذاته كل أسبوع، شلة من الشباب الجامعيين، أطراف حديثنا تتهادى بلهجة واضحة، نتكلم بحماسة تصل حد الهذيان، نلهث بجمل طريفة وضحكات مع تعليقاتنا الساخرة، كانت قلوبنا حية تتلذذ بسماع حكايات الشارع القديم، نقرأ الماضي، نطلق...
(12) بدأت ربة البيت بمرور الوقت تستعيد عافيتها شيئا فشيئا. ها هي تتدرب على المشي بعكازة واحدة بدل العكازتين، وها هي تطوف في أنحاء المنزل. قد يستغرق منها المشي في الرواق مثلا دقيقة أو دقيقتين بدل الثواني القليلة سابقا، ولكنها مع تمشي وتجتهد في أن تكون مشيتها عادية. ومن فرط حرصها على المشية...
على تلك الصخرة الملساء أضع رأسي متوسّدا كفي حتى أغرق في سبات عميق، تلقفني الشمس المسكونة بالأحلام والأمنيات تدثرني بدفئها الربيعي منتظرة معي وعود الأجداد... يَرِنُّ الجوّال كعادته مصلصلا، أستيقظ مذعورا، - من المتصل، ألو ألو....؟! لم انتبه إلى المنبّه، نظرت في قائمة المتصلين تراءى لي، اسم...
سوف أحكي لكم اليوم قصة إرتيادي لأعرق مدرسة عربية في أسمرا، والصعوبات التي واجهتها واخي في سبيل الدراسة فيها. كانت مدرسة الجالية العربية تعتبر من مدارس النخبة في إرتريا، وبمعايرها وشروطها التعجيزية لم يكن اي طالب يستطيع الدراسة فيها. كان لدى هذه المدرسة مجلس أولياء أمور فاعل ونافذ جدا، يتألف من...
قبل ان الج عالمي المصارعة الحرة والملاكمة، همست بأذني شقيقتي ومعلمتي وأمي الثانية أنك سترين العجب العجاب في هذين العالمين، وستواجهين فتيات بأطوار غريبة وأخريات بأخلاق مدهشة، وتدخلين عالما لا صمود فيه الا للقوي المقتدر الخلوق معا، سترين ما ذكرت لك وما لم أذكره وتعلمك الحلبة أن الحياة حلبة. ظلت...
منذ فترةٍ لم يُسمع صرير بابه، لكنَّ سُعاله اليابس متواصل لا ينقطع، من غبَشِة الفجر وحتى مقدم المساء ،وحدي من يعرف حكايته القديمة مع “روح” أو بالأحرى” الحاجة روح” هكذا يُطلق عليها بعدما أصبحت جدة، لكن من يراها لا يعتقد غير أنَّها أنثى في الثلاثين، فرونق الِهندام، ومَلاجة الوجه، وفتنة الشباب...
لا يقارن شغف البدايات رغم جماله باستقرار المشاعر عقب اتضاح رؤيتنا.. حتى وإن كانت الصورة قاتمة، فالوضوح يختصر مشواراً من الآلام والدموع ويضع النقطة في مكانها على سطورنا بدلاً من فواصل لا معنى لها، كوننا نبحث دوماً في داخلنا وفيما حولنا عن إجاباتٍ لأسئلتنا المتدفقة، والتي لا ندرك فعلاً أنها كذلك...
(11) لم تكن مدّة قيامي بأعمال ربّة البيت فرصة لاسترجاع بعض المهارات المنزلية التي اكتسبتها أيام العزوبيّة فقط، بل كانت إلى ذلك فرصة لاكتشاف أشياء أخرى منها ما يتّصل بالمنزل ومنها ما يتّصل بمحيطه. فمنزلنا الذي نأوي إليه وفيه نقيم منذ عشرين سنة إلاّ قليلا، يقع يا سادتي في ناحية منسيّة من حيّ لا...
منذ فترة لم أنظر إلى وجهي في المرآة؛ تعودت أن أقف قبالتها؛ انطبعت في ذاكرتي ملامحي؛ كنت أعرف التعرجات والمنحنيات التي تظهر؛ أتحسس شعر رأسي؛ يبدو أنه الآن صار أكثر هشاشة؛ كثرت به الشعرات البيض؛ أبحث عن المرآة فلا أجدها؛ علها انزوت في ركن الحجرة التي تراكمت فيها أشيائي القديمة: ثياب مكدسة تهرأت...
أعلى