سرد

لا يستطيع المرور من أمام غرفتها دون إطلاق تنهد شاب غر ينال من هيبةٍ فرضها على الجميع خلال السنوات الأخيرة بعد بروز إسمه، الذي أضيف إليه لقب شيخ، بين التجار الكبار القلائل في المنطقة وتراكم الأموال في خزائنه، وتعدد النساء في بيته العامر، عتبة بابها أمست بمثابة خط أحمر لا يُسمح لأحد بتجاوزه، كل...
عادا برفقة والديهما، بعد صلاة الفجر ، ينظر الأول في صمت كمن يحمل همًّا، أما الآخر فيمشي خفيف القلب، بعد شهرين من زواجه، وقال مبتهجًا : -" نويت أسمِّيه على اسم جدي، أو على اسم أمي، السونار يحسم لنا الأمر" في حجرته التي يتزين أحد جدرانها بصورة والديه أثناء أداء فريضة الحج، بينما يزدان الجدار...
مقيل اليوم في سكن الأطباء كان باردا حيث خيم الصمت على الجميع ، بقينا نشاهد الأخبار ونادرا ما تحدثنا وبعد المغرب غادر الجميع بصمت .! فقد المقيل ضحكته وحيويته بغياب الدكتور أكرم سليمان ، ذلك الطبيب المرح الذي يضحك ويقول النكات ويروي الحكايات بطريقة مضحكة ، لقد جعلني أحب الطب والأطباء ، حتى صرت...
نعم يا سيدي. أنا من قتل حنا السكران، ليس في أغنية فيروز المعروفة، وإنما في الواقع، واقعي أنا وأنت وهو. أنا قتلته لأتخلَّص منه ومن كبر رأسه، أما ختيار مش عارف شو بدّو، كل ساعة بنط بين إجْرَي، عشان يعذبني، أيهو مفيش حدا استأجر عند حدا غيري، وشو بفكر هو إنه إذا أجرني بيته، يعني صار في عنده ملك...
مدق صحراوي.. رأيته مئات المرات.. لا يمثل شيئاً يذكر، لما يمكنه أن يلفت النظر، حب الاستطلاع وحده، هو الذي دفعني يساراً، عبر هذا المدق، بلا جهد إضافي.. نهبت السيارة طريقها..، كأنها تسابق ظلها، اجتازت عشرات الكيلو مترات،.. حتى رأيت خيام بدوية..، ضغط الكابح، توقفت..، استقبلني وفد، كأنه مجهز مسبقاً،...
عدت من موكب جنازة لتوديع المرحومة مباركة بنت خال أبي رحمه الله. كان موتها مناسبة للاجتماع بعدد غفير من أبناء قريتنا. جاؤوا من أمكنة بعيدة ومن أزمنة أبعد. رأيت رجالا كانوا بالأمس أطفالا أو شبابا يافعين.رأيتهم ورأيت في أعينهم كلهم آثار الزمن. أتى علينا الزمان فصبغ وجوهنا ورؤوسنا ولوى ظهورنا...
لم أصل وأستقر على الإجابة هل كنت من سعداء الحظ أو ممن جانبهم الحظ؟ بوجود منزل العم (إسماعيل) مجاورا لمنزلنا، المنزلان عنوان صارخ للطبقية، منزلنا من عدد من الطوابق على طراز حديث، ومنزل العم (إسماعيل) مجرد بيت صغير المساحة، من طابق واحد مبنى من الطوب اللبن، وسقفة من جذوع الشجر تعلوها كميات من...
ـ انتبه..طريق معاكس. أنظر إليه بوجه خال من الملامح، أزيد السرعة، أهز رأسي كأنني أحاول الاستيقاظ. ـ خفف السرعة، أرجوك، سنموت ـ لاتخش شيئاً، أمسح بكفي على طرف شاربي الأيمن. على البعد تظهر الأضواء الأمامية لسيارة، ينظر بفزع، يشير بإصبعه: خفف، خفف ستصدمنا. أدير المقود يميناً وشمالاً، مترنحاً ثم...
"سبحان مغيِّر الأحوال..." تمتم أحد الطلبة لدى تعلق نظراتهم بما صارت ترتديه منذ فترة، الحجاب المحكم يخفي خصل شعر كانت تعتني بتصفيفه وصبغه باللون الأصفر المتدرج نحو سواد الأطراف المنسابة نحو القد الرشيق، الوجه مغسول تمامًا من أي ذرة مكياج كان يتوهج في حدقات العيون المتطفلة على جمال زهرة تتفتح...
هذا الصباح .. وأنا أحدق في سقف غرفتي .. طرأت في رأسي فكرة لا أدري كيف كانت غائبة عني ألا وهي التخلص من عاداتي القديمة .. وقت طويل من حياتي مرّ منذ أن أصبحت أسيرة لها .. شعور تمكن مني من أنني بتلك العادات بنيتُ سجناً كبيرا ومظلما وأدخلت نفسي فيه بإرادة مني ٠٠ حان الوقت للتحرر منها ... راقتْ لي...
إعتادت أن تمطره باابتسامة واسعة أثناء ركوبه سيارته الفارهة، أرمل خمسيني ورجل أعمال مايزال محافظا على نضارته، يبدو أصغر كثيرا من سنه، المسافة العمرية بينهما كبيرة والمادية أيضا، قليلا ماتجده يبادلها الإبتسام ثم يغيب، هى قادمة من ليل طويل معتم، تريد التطهر من كل المرارات التى تجرعتها كل يوم بعد...
المساء يقترب وسطح البحر الصاخب يظهر للعين المجرّدة كأنما هو يُخبّئ عاصفة تنذر بخراب آت.. ولا بدّ منه. هناك على الشاطئ تبدو نقطتان بعيدتان مثل قفتين وضعهما مجهول مسرع على حافة الماء ومضى ناسيًا اياهما. إذا ما اقتربت أكثر سيسعفك ضوء القمر الشحيح لتراهما وكأنما هما صيادان ماهران يلقي كلٌّ منهما...
مشكلة الرأس أنه يتعجب ويسأل ويدمدم ويمطر في الفصول الأربعة. إذا عادت به السيارة الى الوراء يدوخ، وإذا نظر إلى لوحة بالمقلوب ينزعج، وإذا نظر من أعالي البنيان يرتج… هذه هي مشكلة الرأس. يقلق ويكره ويحب ويحزن ويفرح ويدوخ، أما إذا تاه عن الطريق فإنه يسأل ألف سؤال، وإذا دخل إلى بيت فإنه يفتح ألف باب...
مدق صحراوي.. رأيته مئات المرات.. لا يمثل شيئاً يذكر، لما يمكنه أن يلفت النظر، حب الاستطلاع وحده، هو الذي دفعني يساراً، عبر هذا المدق، بلا جهد إضافي.. نهبت السيارة طريقها..، كأنها تسابق ظلها، اجتازت عشرات الكيلو مترات،.. حتى رأيت خيام بدوية..، ضغط الكابح، توقفت..، استقبلني وفد، كأنه مجهز مسبقاً،...
"أفتش عن وجه الشعر لوجه الله." ضربت يدي إلى الشكّارة (المحفظة الجلدية)، فلم ألتقط سوى: "ريال حسني"، كما تقول الماية، وهي تتردد من الصوت السلسبيل لرقية بنت الحمداني. وأنا أرغم الأحمرة على الدوران بعد الزوغان عن نقطة الجذب. حمارة التكيدة ( القيادة) ترنو بعينين مشدوهتين، يغلب عليها الفراغ؛ كأنها...
أعلى