نشروا صورًا لجثة رجلٍ ملقاةٍ على الأرض ، وقالوا إنها له ، ارتجف قلبي وكاد أن يتوقف ، لا إنه ليس هو . إنها صورٌ مفبركة ، وتلك عادتُهم في صناعةِ الأكاذيب .
دققتُ في الصور ، إنها لرجلٍ بزي محارب ، وأنا أعرفُ أنه لا ينزلُ ميادينَ القتالِ ، ولا يحملُ السلاحَ ليشاركَ في العملياتِ ، فهو القائدُ...
استوقفني سائل يطلب فضلة من متاع الدّنيا، و شيئا ممّا يرجى من العباد ..تردّدت برهة لاختلاط الأمر عليّ..فنحن في زمن اختلط فيه السّائل بالمسؤول.. ثمّ انزلقت يدي إلى جيبي تستدرّه بعضا ممّا أبقاه أمسي .. و ما إن هممت بيدي أخرجها بما حصّلت ، حتّى وثب المتسوّل يستبقيها في جيبي .. ثمّ وقف مقابلا حيرتي...
إستيقظت خيرية في الصباح الباكر نشيطة كعادتها، إرتدت ملابسها الرياضية في عجلة، وخرجت بعد ان ألقت نظرة خاطفة على إنعكاس صورتها في مرآة الحمام المشقوقة، ثم أشاحت بنظرها عنها لا مبالية. شعرت بقشعريرة قوية تسري في جسدها بمجرد فتح باب شقتها الخارجي، فالهواء ما زال بارداً في هذا الوقت المبكر، رغم دخول...
اعتقدت عندما رأيته في المرة الأولى يأتي في ساعة الفجر المبكرة ويفترش الأرض قبالة حانوتي لبيع التذكاريات في شارع الكازانوفا، ويمارس طقسه الغريب هناك، اعتقدت أنه م واحد من السياح الكثرين الذين يؤمون مدينتي الناصرة ليتباركوا بها، ويسيروا في طرقاتها المقدسة، يقضون فيها فترة ما ويمضون، غير أن ما حدث...
شعرتُ فجأة إني عارية تماماً وجميع الجالسين في الكافيتيريا التي لجأت إليها بعد تجوال طويل يحدِقون بثنايا جسدي، وانا شاردة النظرات هنا وهناك، أتفحص ملامح الوجه الذي أطل عليّ من مرآة الكوافير بعد قص شعر رأسي حتى الكتفين وصبغه باللون البني الفاتح، ووضع المكياج الساطع تحت وهج الـ “سبوت لايت”، مرتدية...
الذكريات تتكلم..
-----------------
عندما كنت أزور أختي في القرية قبل ان تنتقل الى مسكنها الجديد ، و بعد الإنتهاء من اشغال البيت أصعد إلى النافذة و أجلس، تقابلني الجبال و البساتين و الصخور الكبيرة، كنا نشعر بالمتعة و نحن نسير ما بين الصخور تحت أشعة الشمس المحرقة، و العصافير تمتع آذاننا بصوتها...
تبقت في ذاكرتي حكاية لم تسرد بعد؛ الموتى يزورون القرية في ليالي العتمة، يتسللون من أكفانهم البيضاء، يأتون في ثياب جديدة، إن لهم نصائح لما يقدموها لمن خلفهم، يسري الليل وفي الشتاء حين تشتد الريح، تتوالى الطرقات على الأبواب، تموء القطط، نحن لا نضربها، إنها ترى العالم الآخر، ثمة أسرار لا نحيط بها،...
مع أني أتمتع بحاسة سمع قوية، لكني أدركت سريعا أن الجيران كلهم لديهم القدرة على سماع كل صوت يصدر عن أية شقة، كان هذا واضحا في غمزاتهم وتعليقاتهم وضحكاتهم.. كنت أشفق على فردوس حين يرمقها الشبان بتلك النظرة الشبقة، بعد أن سمعوا تأوهاتها اللذيذة في الليلة الفائتة.. عروس جديدة، لا تقدر على كتم...
(1
)شاءت ثقافتنا توزيع الأدوار في الحياة العائلية بين الأب والأم على نحو لا يخلو من عدل. فالأب رب والأم ربة والفارق بين الربين أن الأب قانونا وعرفا هو رب الأسرة والأم هي ربة البيت لا بأحكام القانون بل بأحكام العادات والتقاليد.. هكذا سارت الأمور في حياتي منذ بنيت عش الزوجية. فقد آلت لزوجتي...
في جوف ليلةٍ مظلمة يبدو السائر تحت جنح سوادها كشبح مبهم الملامح، وبعد تأكده من خلو الشارع تمامًا من الحركة، وأن ستائر شبابيك كل البيوت لا تشف عن أي نور، راح الحاج حسن يتسلل باتجاه البيت الكبير الذي يتوسط الشارع، بخطواتٍ مرتبكة وقلب خاف أن ييقظ دويّ ضرباته الجيران من نومهم فيفتضح سره.
أدخله أحد...
أهلي أحبائي.. أبناء عشيرتي في سوريا، لبنان، الأردن ومصر. أريد أن أخبركم بهذا أنني فقدت يوم أمس إبني.. بكري بعد أن ربّيته ورعيته بنور عيني حوالي نصف القرن. ابني حبيبي نور عيني. رأيته يكبر يومًا بعد يوم.. شهرًا .. وسنة في أعقاب سنة. يا الله ما أصعب ساعة الفراق. قلبي يتمزّق. الآن بعد أن جاء الرجال...
الليلة قررت أن أرحل ، لقد كرهت هذه الحياة التي أعيشها مع زوجي كزوجة ثانية ، شتمني كثيرا ، وضربني أكثر دون أية أسباب سوى إرضاء زوجته الجديدة.!
لقد تحملت كل هذا العذاب من أجل أولادي ، وهاهم قد كبروا ويستطيعون العيش بمفردهم ، أما الطفل الصغير فسأخذه معي.
الان الوقت بعد منتصف الليل ولم أنم بعد من...
بعد أن شيعنا شيخا كبيرا نجلّه ونحترمه، ورششنا الماء على تراب قبره، كنتُ أفكر بشكل القلادة التي سأهديها لمَنْ كنتُ طيلةَ الطريق أتأمل صورتها، لم تكن تعرف أنها جميلة، لكنها تنافس ملائكة الجمال ببهائها، وحين توقفت السيارة إيابا، نزلتُ ومشاعري مختلطة بين حزنٍ على فقيدٍ ونشوةِ حبٍّ تتقد بداخلي مثل...
عند عودتي، تغزل خطواتي سجادة الطريق، أعبر الطريق بسرعة وحذر كما لو أنني لم أعبره من قبل، أقف عند بائع الصحف، أشتري منه صحيفة، لكنني لا اتذكر يوماً أنني قرأتها او فتحت اوراقها، أو حتى اختارت ذائقتي اسم الصحيفة، سواء كانت صحيفةأخبار أو اهرام أو حتى جمهورية، كانت كما هي عادتي أمسح بالصحيفة زجاج...
لم اتخيل يوما أن اتصادف ومسطول ، لا تزال مشاهد السِّينما عالقةٌ في مخيلتي السَّاذجة ، صَغيرا اقضي سَحابة نهاريّ أمام أفلام الأبيض والأسود، يستفزني منظر السَّكران المُستهتر في تَرنحّه ،تقلقني نظرات عينيه الزائغتين ، وشعره الأسود الغارق في بحورِ "الفازلين "مَسدولا فوقَ جَبهتهِ ،مَبعثرا في فتنٍة...
كنت أجلس على رصيف المقهى أنا ومجموعة من أصدقائي فى تسعينات القرن الماضي وتحديداً في موسم الانتخابات كما يطلق عليه المنتفعين منه مثل عبده الذى يجلس على يميني بدون عمل أو مصدر دخل ثابت أو أمل في الغد، ويهدده القهوجي بأنه لن يأتي له بمشاريب مرة أخرى قبل أن بدفع الحساب القديم.
يعانى عبده من فلس...