سرد

حيدر عاشور لم يغادر كفاح وتوت في جُلِّ نصوصه على رسالة الحب بلغة الشعر السردي، حيث تتمتع الرموز والدلائل في حد ذاتها بشفافية خاصة وتكتسب عمقا يرسمها من خصوصياته مع وضع مفرداته بوضع التميز الذاتي وهنا لا تعود رمزية نصوصه مجرد شعر وإنما تنتقل لتصبح شيئا من السرد. فيكتسب الشعر سمة المسماة (السردية...
تعود بي الذاكرة إلى مفارقة، لم أكن أتوقعها، حدثٌ لم ألتقه خلال عملي، ولا قَصَّهُ عليَّ أحد، ولم تَجُدْ به ذاكرتي. وبالرغم من هذا اتصل اتصالا وثيقا بجريمة، وكأن الموضوعات الجنائية، كُتبَ عليَّ أن ألتقيها، ولو كنتُ مستقلا "الديزل". بَدَتْ علامات الثَّراء جليَّة على مَظهرها، ثيابٌ بديعةٌ...
الأديب آل زايد يصدر "نفحة الملكوت" رحلة عرفانية في دعاء أبي حمزة الثمالي تستمر انتاجات الكاتب والأديب السعودي عبدالعزيز آل زايد، في أروقة متنوعة، وفي إصداره الـ (14)، ينفخ آل زايد حروفه مدشنًا "نفحة الملكوت"، رحلة روحيّة تأمليّة في دعاء الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام)، المعروف...
سأحكي لكم اليوم عن سر يخنقني، أخفيته عن نفسي، لا يعلم أحد عنه شيئا، كنت أبحث في سجلات العائلة التي اصفرت أوراقها، وجدت أنني هجين، جاءوا بي من بلاد بعيدة، ملامحي تشي بأنني نوبي؛ فقد كانوا يسرقون الأطفال من وراء أمهاتهم، يستدرجونهم بقطع الحلوى وشعر البنات، لا أعلم أمي من تكون، فقط وجدت وشما على...
بصوت واهن ممزوج بالعتمة وطعم الغبار، توصيني بأختي .. يعبر الأنين الفراغ الضيق، ويتجاوزني إلى أمي. – هأنا أمسك بيدها، هي بجانبي، لا تخافي نحن بخير. يد أمي تتلمس صدق كلماتي، وبعض الأمل ،بالضغط على رجلي، فأبتهل إلى الله ألاينقطع الأنين. أختي كعادتها تترك لي يدها كي أكتشف مخبأها عندما كنا نلعب...
تجرأتْ عليه وعلى غير انتظار قالت ما لا يتوقع سماعه: - أريد أن أحتسي القهوة، ممتزجة بالحليب، من صنع يدك! هزَّ كتفيه، ثم وقف صامتًا كما لو كان فاقدًا الوعيّ، فأردفت: - تذكُر أنك أعددت لي في الأيام الأولى من الزواج، بكل الحب، فنجانًا من القهوة، وتعلم أني لا أجيد صنعها؛ أتمنى أن أجلس، كأني ملكة...
واقفاً كنت فوق رصيف محطة قطار" طهطا " الأرصفة تتساقط عليها رذاذ مطرٍ خفيف والمحطة شبه خاوية , انقبعتُ في ثيابي , احتضنت حقيبتي , منكمشاً في نفسي من شدة البرد .... انا الان في شهر طوبى الوقت قبل شروق الشمس بدقائق, نظرت في ساعة المحطة , مللت الانتظار , توجهت لناظر المحطة أسأله عن تأخر القطار...
جاءتني أمه باكية، تندب حظها وتعض شفتها السفلى غيظاً، تتوسلني البحث عنه في أي مكان يمكن أن يفر إليه بعد عراكه مع والده غليظ القلب، لم تأخذه شفقة على حدة بلائه، تلك الصعقة الكهربائية التي تحتل جسده الثقيل، ترجه بشدة من شعر رأسه المنتصب حتى أخمصي قدميه المرتعشتين، أربعة رجال بالكاد يستطيعون تكتيفه،...
احتفلنا أنا وأمي بعيد ميلادي الرابع، لم يكن في الغرفة سوانا، عرفت ذلك حين عددت الشمعات الأربعة التي حشرتها أمي فوق قطعة الكيك الصغيرة التي حضرتها، وكلما كانت الشمعة الرابعة تهرب، أحاول لملمتها وأصفق بيديّ؛ وأصرخ متألما"من قطرات الشمع التي أبت إلا أن تلسعني، تضحك أمي وتضمني وأسرع مرة أخرى في...
ما إن يغلق الباب تتساقط الأقنعة، وعلى الأَسرة تتساقط قناعاتي بهم. للزيت فعله السحري، فما إن تتزحلق يداي على ظهورهم، تتزحلق معها ألسنتهم، وكأنها هي غيرها من كانت أَحد من شفرة السيف وهم يتحدثون عبر التلفاز..متناقضات الأمور من موجبات الأجواء، هكذا بررت لهم.. لكن ماذا يعنيني بهم؟!،طالما أنا وحقيبتي...
يستيقظ أغلب النزلاء على صراخ هستيريّ يجمع بين الأنوثة والذكورة! إنه صراخ نبهان القبيح، ونبهان هذا استمد اسمه من غرابة تقاسيم جسمه ووجهه، وجهٌ أملس كأنه ملطخ ببقع سخام قدر عزاء أحرقته النار ثلاثة أيام بلياليها، تنبتُ على عارضيه بضعة شعيرات متناثرة لا تتناسب مع هيئة رجلٍ في سنِ الأربعين. وغالبًا...
ومن ألف عام لم نلتقِ، تعانقت الأعينُ ؛ وكان السؤال على شفتينا. كنت أجوب البلاد وأتصفح الوجوه في الأسواق والمحافل لعلي أراكِ أو أعثر لكِ على أثر.. انتحينا جانبا يتأمل كل منا الآخر . حين أطل في عينيك أشعر بأني أطل من شرفة على النيل أرى منها كل البشر. سواد عينيك حزن على ماضٍ أليم وبياضها أمل في غد...
جلس تحت ظل شجرة صفصاف, تحتضن أحد أفرع النهر الكبير, تتدلى منها شعر أخضر يلامس صفحة الماء, فتصنع دوائراً من موجات تسلّم بعضها البعض في ألق, وتتوهج على قممها الضوء, فيعكس على صفحة الماء لوحة سيريالية مُبهجة . أخذ يصغي إلى حفيف أفرع الشجرة حين ملامستها وجه الماء, تحكي تاريخ نشأته مذ كان جدولاً...
منذ إرسال مشاركتي إلى مسابقة الملتقى للقصة القصيرة بالكويت وأنا أتخيل أنني قد فزت بالجائزة الأولى ال 100 الف دولار . مشاريع وخطط وأفكار عديدة بنيتها على هذه الجائزة. قلت للزوجة : - اذا فزت بالجائزة سأشتري أرضية في ضواحي المدينة وأبني عليها منزلا يريحني من كابوس الإيجار . وأضفت : من المؤكد سيبقى...
لم يخبرني والداي بأن الحب زمن والإنسان زمن، ولم أدرك أنكِ زمنٌ إلا.. بعد رحيلي عنكِ بزمن، حتى أصبح خوفي الأكبر هو مرور العمر وانقضاء الزمن على عتبات أسئلةٍ لا مناص منها ولا نهاية لها.. تختزل في ثناياها كل ما يشبهنا وكل ما نخاف أن نبوح به ويتجسد في ملامح مدينة.. سكنتنا حد الجنون واليأس حتى...
أعلى