نشروا صورًا لجثة رجلٍ ملقاةٍ على الأرض ، وقالوا إنها له ، ارتجف قلبي وكاد أن يتوقف ، لا إنه ليس هو . إنها صورٌ مفبركة ، وتلك عادتُهم في صناعةِ الأكاذيب .
دققتُ في الصور ، إنها لرجلٍ بزي محارب ، وأنا أعرفُ أنه لا ينزلُ ميادينَ القتالِ ، ولا يحملُ السلاحَ ليشاركَ في العملياتِ ، فهو القائدُ...
"الجازية الهلالية" مثال لقدرة المرأة في المشاركة في صناعة القرار ، تجربة لامرأة ولدت في مجتمع قبلي، استطاعت بفعل حذاقتها أن تحصل على ثلث المشورة في قومها، وذلك بعد القصة الشهيرة لابن قبيلتها ʺأبا زيد الهلاليʺ الذي لا تختلف قصته كثيرا عن عنترة بن شداد، فقد نكره أبوه وعشيرته لسواد لون بشرته على...
الرابعة عصراً يجيئون ،
بتوقيت لا أعرف متى رحلوا.
ببجامتي المقلّمة وقميصي السمائي _ آخر ما اشتراهُ أبي لي قبل أن يتلاشى في المجهول _؛ عبرت شارعا ، شارعين ، حزمة شوارع ، وبضعة قطاعات من أحياء شعبية ، كي ألتقي..كي ألتحق..كي أنضمّ إليهم.
نعم، ألتقيتُ وأنضممتُ.
منذ الطفولة ، أدمنت اللقاء بهم كما...
كان صباحاً هادئًا دافئاً من صباحات تلك الشمس الغاربة، وقد تناثر عليه وقع صمتها الأخير:
- تمنيتُ لو كانت لدي الشجاعة لأعترف بحماقتي وأنا أودع صوت أنيس كغفوةِ الحلم..
قالت له، واردفت في هدوءٍ أقرب إلى البكاء:
- لكنني هكذا وجدتني وحيدة..
أضاءت تلك الخطى مثل ورد الليل، مدّ يديه الدافئتين لإحتضانها...
ومن أخبار الإشكيمو أنه عمل مرافقا لسائق الحافلة بالشركة الجهوية للنقل بالكاف مع أنه لم يكن يحسن الكتابة والقراءة بالفرنسية. ولما كان ملزما في كل رحلة بأن يقتطع للمسافرين تذاكرهم فقد اكتفى بأن يتدرب على تحرير تذكرة السفر بالعربية وأن يحفظ معاليم السفر على طول الخط الرابط بين مدينة الكاف...
يروح ويجيء بيننا متجاهلا كل من حوله مضطربا.
خلت انه لا يرانا، غرته مبللة بالعرق جبينه يلمع تحت شمس الصحراء، يركض من حفرة على حفرة يركل الرمال بقدميه، يضع سبابته على صدغه وكأنه يحاول التذكر كبير فريق حقوق الانسان يراقبه.. العسكر وفريق التنقيب توقفوا عن العمل وأخذوا يتابعون حركته البندولية التي...
حفاة كنا نجرى في الوحل والمطر والويل لمن يقع نجرى وقلوبنا وجلة، وأنفاسنا لاهثة: ” اجري يا واد اجري سيلحق بنا ” “على بُعد خطوات منا، لا تنظر خلفك اجري “.
ويأتينا صوته المرعب: ” لن أدعكم تفلتون منى هذه المرة يا أولاد ال....“
وفلتنا منه هذه المرة، وأمسك بنا من قبل مرات ، وأشبعنا ضرباً، ولكنا...
تشيرُ إلى النَّجْمِ وتسألُني!! مَن يسكنُ تحت النجم؟ كنتُ أعرفُ قصدَها ولكنني هربتُ من السؤالِ إلى سؤال، وضعتُ يدي بيني وبين النجمِ كي لا أراه، سألتُها أي نجم تقصدين؟ أنا أرى الليل ولا أرى النجم، أرى السوادَ يُغطي رأسي ورأسكِ ومعه ضوءُ وجهك، إن كنتِ تقصدين نجمَ وجهكِ ! ضحكتْ وقالت هل تمزحُ...
الجزء الثامن
كان ( سمعو ) جارنا في الزّقاق ، صديق أبي يناهز الأربعين ، وهو يعرف القراءة والكتابة ، لذلك عرضت عليه أن يعلّمني كتابة اسمي بعد أن غدت صداقتي مع ابن عمي ( سامح ) مستحيلة ، بسبب ماجرى من قتل أبيه بسببي ، وزواج أبي من أمّه ( أم عص ) كما تسمّيها أمي. وكان( سمعو ) هذا...
هاتفني!.
عشر سنوات انقضت ولم نلتق إلا بضع مرات بالمصادفة، نتعانق لدقائق في الشارع ( الزي الصحة .. الزي الحال!. )
.. يهاتفنى من العريش.
كان يكبرني بسنوات قليلة.
يهنئني بنشر قصة لي في جريدة سيارة.
أداعبه : هل ما زالت أشعارك حبيسة الأدراج؟.
يأتيني صوته ضاحكاً :
" نويت أن أفك قيدها ، وأطلق...
جثت "نورا" على الشاطئ، وراقبت بعينيها الشاردتين بيوت الرمل، التي شيدتها صغيرتها اللاهية، ثم انصرفت ببصرها، وانهمكت في تأمل فورة الموج، والزبد. كان صدرها مثقلا بالهموم إلا أن رائحة اليود التي تسللت إلى صدرها، منحتها شيئا من الانشراح، في حين لم يكف رذاذ الهواء الطري الذي تطاير في الهواء عن...
لم يشأ القَدَرُ أنْ يُتوَّجَ حُبهما المَجنونُ بإنجاب أبناء، ولم يَفْلَح طوافهما بعيادات الأطباء ومَعامل التحاليل في إيجادِ أمَل، حتى الدَّجالون طَرَقا أبوابهم من دون جَدوى، أعيَتهما جميع الحِيَل عن أن يجِدا لِعُقمِ الزوج عِلاجًا.
حُزنٌ شديدٌ يُسيطر على الزَوجةِ الشَّابة، لا تدَع وقتًا...
عندما رأيتكَ أصبحتُ أكثر تعلقا بك، هي الأقدار حملتني إليك، جئتُكَ عن طيب خاطر، لبيت نداء القلب و تركت العقل يرتاح، حملتُ أمتعتي و هرولت إليك أسابق الزمن حتى لا يفوت العمر ، تتسارع نبضات قلبي فاشعر أن شيئا ما سيحدث لي، هي النبضة التي حركت دورتي الدموية بقوة، و أشعلت بداخلي حرارة لم أعهدها، بدت لي...
١٥ أيار/مايو/ ماي ١٩٤٨- ١٥ أيار/ مايو/ ماي ٢٠٢٣..
لم تخلق كل الأصوات لتسمع.. فبعضها يختنق في حناجر أصحابها رغم ارتفاعه وحدة نبرته، والبعض الآخر يصل إلى القلوب قبل أن تنطلق صرخته، أما صوتي فكان أشبه بصدى سقوط إبرةٍ في فراغٍ مظلم.. ما من دليلٍ يؤكد وجودها أو ينفيه، صوتٌ مغلف بالكثير من الأوراق...
نظرت إلى الساعة الجدارية المعلقة إلى اليمين. كان الوقت الساعة السابعة إلا عشر دقائق. إذن لم أتأخر فالموعد في السابعة. وها أنا الآن أقف في طابور من المدعوين أمام الباب الداخلي المؤدي إلى القاعة التي ستشهد الحفلة التنكرية. كان المكان يسبح بالأضواء التي تأتي من مصابيح وضعت في أماكن غير ظاهرة. وكانت...
كان يوما يشبه الأيام الأولى في الحرب التي تدور رحاها بين البشر أو بين الحيوانات الضارية في الغابات السحيقة.
عربات الغيوم المتدافعة تكاد تسحق رؤوسنا لفرط دنوها من الأرض. الشمس مختبئة في نفق سماوي كما لو أنها أرنب مذعور يطارده ثعلب تخلى عن وجاره منذ يومين.
الناس يسرعون في اتجاهات شتى
لقضاء...