سرد

اعتدنا رؤيتها كمن اعتاد رؤية تمثال وسط المدينة، أو كحلم من أحلامنا المتكرّرة حين تسطو عليها يد الحقيقة. اسمها حياة، أو الحجة حياة كما كنا نطلق عليها. في ركنها المعتاد الذي اختارته برويّة؛ كانت تجلس وحيدة على كرسيّ أسود قديم في رصيف مجاور لمدرستنا الابتدائية. تقيم فيه كعنوان ثابت لها بعد أن...
ماتت وهي تمارس الحب! لم يكن هذا هو الخبر الذي هز المدينة ذات أصيل عاصف، ولم يكن الفعل محرمًا، فالجميع يمارَسَ الحب ، والجميع يرون أنه ضروري حتي يوجد ما يطلق عليه السلام، النفسي، لذلك لم يقف الكثير ممن شدهم الخبر أمامه، لكن عَمْرُ القتيلة هو ما جعل هامش الدهشة يتسع، فهي الجارة التي كانوا يرونها...
ليس هناك ما هو أصعب من أن يعيش الإنسان مالا يشبهه،انه حملٌ ثقيل يشبه أن تنظر في المرآة فترى وجه شخص ٍ آخر لا تستطيع نزعه عن وجهك الذي تعرفه.. خانتني الكلمات مراراً،ولم تخلص لي إلا بعد أن بادلتها الخيانة مع الصمت،فاختبأ لساني داخل فمي كما اختبئت دموعي في عيني لسنوات،حتى أصبح اختبائنا من بعضنا...
ايقظتني إبنتي الصغيرة فجأة من قيلولة العصر الحيوية، ابلغتني عن شخص في انتظاري في غرفة الصالون سمحت زوجتي بدخوله بعدما أبلغها إنه من اصدقائي القدامى المقربين، ما يزال كل شيء مضبب من حولي، نصف نائم مازلت،لا أطيق مثل هذه المفاجآت، لم يعد لدي فضول أو رغبة في إستكشاف أو استعادة عوالم اضافية جديدة، أو...
البارت 2 السفر الى المجهول : تخرج أحلام من بوابة المنزل تعلق على صدرها كاميرا حديثه وعلى كتفها حقيبتها وترسم بشفتيها ابتسامه عريضة تنظر الى السيارة حيث يظهر ابوها فيصل في المعقد الامامي و خالد في مكانه خلف عجلة القيادة. وتنطلق بسرعه الى المقعد الخلفي بغاية السرور . تغلق الباب وتقول : أحلام...
هذه القصة، لا أريدك أن تصدقها، عزيزي القارئ الفيسبوكي، لأنني أنا لم أصدّقها، حتى وأن كنتُ بطلها.. كانت مغامرة تبلغ من الجنون أقصاه ، ومن الطيش أبلغه ، ومن الرعونة وعدم الحياء أفظعه . رأيت شابا في الثلاثين ، وفتاة جميلة جدا اصغر منه، بيضاء ، ممتلئة الجسد من الخلف، يسيران معا، يدها في يد الشاب ،...
مدّ يده لصفحة النيل، يُعمّدها مراراً وتكراراً بمائه الطهور، أمواجه تلطم صفحة سياج المقهى، نوارسُهُ تحوم بحذاء الجالسين عند ضِفّته على طِوار السياج، رأى فيها نوارسَ دجلة، رغم ما بين النيل والفرات من شبه وصلة.. رأى دجلة في النيل وطيوره عند مقهى «قصر النيل». قالوا قديماً بأنّ دجلة النهر الخالد...
لا أبالغ إن قلت إنني لا أُطيق النظر إليها، وإن علاقتنا كانت من بدايتها خاطئة؛ لكن يبدو أنني اعتدت على الحياة معها كما نعتاد بمرور الوقت على أشياء كثيرة في حياتنا، ولم أعد أفكّر في مسألة انفصالنا، لكن ما حدث اليوم جعلني أعيد التفكير في الأمر. صارحتها بأن الحياة بيننا باتت مستحيلة ولا بد من أن...
أصوات تسابيح وتراتيل وهمسات خافتة , تلاها حفيف أجنحة نورانية , ثم امتلأ المكان فجأة بأفواج من الملائكة جميلي المظهر يضوع منها عطر غريب يبعث على النشوة .. انبهر من مرآها فأغمض عينيه وهو يرتعد .. قلن له بصوت واحد : حواء تطلبك في أمر هام اتّسعت دهشته من رؤية هذا الموكب الفخم وقال بارتباك : من حواء...
منذ مدة كنت أشاهد مع أخي برنامجاً اجتماعياً من إحدى الدول العربية،اندمجت مع الحالة وكالعادة نتناقش في تفاصيل الحالات والأحداث أنا وأخي..وخلال حديثنا تناقشنا في آراء بعض المختصين الذين ناقشوا الحالة بما تمليه عليهم خبرتهم وتخصصاتهم لكنني شعرت ببعض البرود والتحامل منهم على الفئة التي كانوا يتحدثون...
روح الإنسان تحمل بداخلها عوالماً كثيرة، لا تكشفها الأجهزة الطبية ولا التقنيات الحديثة، فكيف لأحدنا أن يعتقد بسذاجة فهمه للحياة وهو يستمر في اكتشاف نفسه حتى أنفاسه الأخيرة، وكيف لنظرياتٍ محدودة أن تفهم ما هو أبعد من الجسد، وأرق من النسيم، وأخف من الريشة، وأسرع من لمح البصر، كيف لها أن تسمع نبض...
كانت لدي منضدة صغيرة تفسخت قوائمها وأردت إصلاحها، وذات يوم وأنا في طريقي إلى البيت شاهدت إعلانا بالبوية على حائط بيت :" أبو السيد. نجار. منزل رقم كذا .. تليفون رقم ..". قلت لنفسي:" ممتاز". اتجهت مباشرة إلي العنوان المذكور، وهناك رأيت امرأتين ممتلئتين جالستين تحت شرفة الطابق الأول تثرثران. واحدة...
طرقات على الباب...شيء غير معتاد بالنسبة لها... المفروض ان يشغل جرس الباب من اراد ان يفتح في وجهه، خاصة و هي تسكن في شقة بعمارة...قبل أن تسأل من الطارق، ألقت بنظرة عبر " عين الثور" المثبتة في الباب على مستوى عينيها... شخص ما يكسوه السواد من اعلى رأسه إلى اخمص قدميه، يقف خلف الباب، النقاب الذي...
الجزء السابع لقد نضجت ” سميرة ” ، سنوات وأنا أراقب نموّ جسدها الأسمر ، وها هي تبرعم ،وتشبّ طولاً ،فتغدو أطول من أختي ” سعاد ” .شعرها الأسود يثير شهيّتي لاستنشاقه ،وأسنانها النّاصعة تجعلني أحلم أن تعضّني ، دائماً أتمنّى أن تعضّني ، لا أدري لماذا تسيطر عليّ هذه الرّغبة ؟! كلّما رأيتها تبتسم...
خطواتها الضعيفة تتقدم مرتعدة في هذا المكان الذي لا يقارن بأسواء كوابيسها، الدخان الأزرق يغلف الأجواء، ورائحة الخمور الكريهة تنطلق من الأفواه قابضة على رئتيها الصغيرين، أصوات الجلبة ما بين موسيقى صاخية رديئة وانحنائات ماجنة من أجساد شبه عارية تطرب عقول غائبة وعيون شرهة. الرعب يسيطر على ذرات جسدها...
أعلى