سرد

6- 2006 شهر جديد، لا علاقة له بأشهر العمر التي مرت وقطعت سنين عمري المثقل بالوجع والهم، فيه تكوَّنَ حزنُ الفرح، ومنه انبثقت دموع عذبة، خالصة الصفاء، وفيه توزعت نفسي على مرافئ الأحاسيس المجهولة المغلفة بوضوح الغموض، وصفاء المجهول. 10- 06- 2006 بدأت الأيام تنهب حواف الزمن، وميناءُ الساعةِ...
وقيل لنا بأنّ ما ستراه عيوننا وما سيحدث في يومنا ليس غريباً ولا مستغرباً، إذ أنه مكتوبٌ على الجبين! ووقفتُ بالمرآة المقعّرة التي تكبّر دقائق الأمور ولم أستطع قراءة ما كُتب على جبيني، كنت أريد استكشاف طالِعي، ولم أوفَّق رغم تمحيصي في جبيني المعروق، إلا بترجمة خطّين احتفاريّين يزدادان غؤوراً...
أخاف أن تفلت يدك يدي؛ فيبتلعك الزحام. عادة ما تردد تلك الجملة بوجه تشع منه الطيبة، و الجدية في آن واحد. أفرد قامتي القصيرة، و أمط رقبتي، و أقف على أطراف أصابعي؛ لأبدو أكثر طولا، و أجهد في إقناعها بأنني أستطيع العودة بمفردي إلى الدار، إن توهت في زحمة السوق. أذكرها بأنني أقطع تلك المسافة مئات...
ما زلتُ أتذكر رغم مرور أعوام طويلة، اليوم الذي اصطحبت فيه ولديّ مع كلبتهما إلى السوبر ماركت لأشتري لهما بعض الحلوى. كان الكبير بعمر الخمس سنوات والصغير بعمر الثلاث. الفصل كان ربيعًا وسحبٌ عابرة غطتْ وجه السماء كما يصفونه في نشرة الأخبار بإنه غائم جزئي. طرأتْ في رأسي فكرة وأنا أنظر للشمس...
تتسارع الأشياء، تكتمل، تتوالج الظلمات مع انبثاقات النهار، تتوثب الرؤى لتنازع المعلوم مرورا لطيفا بين خفقات المجهول، تندفع الطاقة الكامنة من روح تشعر بتحدب اللحيظات القادمة، تتدلى أيام العمر أمام العينين، كعناقيد من وهج متفجر، ترسل بريقا يمتزج فيه الأصفر مع لون الغروب، تتلاقح الألوان وتتزواج،...
أصابع الإتهام كلها تشير إلى أم بغدادي ، فهى إمرأة مفلوتة اللسان لا تبتل فى فمها فولة ، وقد شوهدت تجلس إلى أم منصور فى نفس اليوم ، بل وتؤكد جملات الخياطة بأنها شاهدت أم بغدادى فى المقبرة وهى تهمس في أذن أم منصور ، وبعدها مباشرة أصيبت المرأة بما يشبه اللوثة ، إذ خبطت على صدرها ، ثم أخذت تدور على...
إن شئت أن تدرك فعليك أن تعاني، وأنا صار قلبي كما السماء، أجمع فيه أشلاء خوفي وأحرقها حتي الرماد ... صرت كما قطرة ندي فوق زهرة لوتس ترتعش علي صدر هذا الزمان، لماذا أيها الوقت تفزع الزهر في قلبي ؟! الدموع بلغت عيني، وحزن يتساقط كما حبات المطر...لماذا جعلت الصقر يجاور البلبل ؟!..أنا عشت حياتي لم...
الجزء التاسع -1- استدعى الشّيخ " حمزة " حفيده " لطّوف " ، وطلبَ أن يجتمعَ بهِ على انفرادٍ ، وقفَ " لطّوف " أمامَ جدّهِ منقبضاً ، فلجدّه هيبة عالية . تمعّنَ الجّدُّ بحفيدهِ بدقٌةٍ ، فأحسَّ " لطّوف " بالعريّ أمامَ نظراتِ الكهلِ الثّاقبة ، واعتقد أنّ الجّدّ سوف يحاسبهُ على أفعالهِ...
متى سيأتي دورك أيها القارئ العربيّ لتصبح لاجئاً؟ مشكلتك تكمن في أنك تقرأ هذا المقال، وهذا يعني أنك عربيّ، وبالتالي فأنت ترقد على بركانٍ خامد وسينفجر بأية لحظة من تحتك، أو أنّ الأرض ستميد من تحتك بزلزالٍ طبيعيّ، أو أنّ حرب داحس والغبراء ستطالك بغبارها، فتنقلب طاولتك وتتبعثر أوراقك، وتشدّ الرّحال...
"الجازية الهلالية" مثال لقدرة المرأة في المشاركة في صناعة القرار ، تجربة لامرأة ولدت في مجتمع قبلي، استطاعت بفعل حذاقتها أن تحصل على ثلث المشورة في قومها، وذلك بعد القصة الشهيرة لابن قبيلتها ʺأبا زيد الهلاليʺ الذي لا تختلف قصته كثيرا عن عنترة بن شداد، فقد نكره أبوه وعشيرته لسواد لون بشرته على...
الرابعة عصراً يجيئون ، بتوقيت لا أعرف متى رحلوا. ببجامتي المقلّمة وقميصي السمائي _ آخر ما اشتراهُ أبي لي قبل أن يتلاشى في المجهول _؛ عبرت شارعا ، شارعين ، حزمة شوارع ، وبضعة قطاعات من أحياء شعبية ، كي ألتقي..كي ألتحق..كي أنضمّ إليهم. نعم، ألتقيتُ وأنضممتُ. منذ الطفولة ، أدمنت اللقاء بهم كما...
كان صباحاً هادئًا دافئاً من صباحات تلك الشمس الغاربة، وقد تناثر عليه وقع صمتها الأخير: - تمنيتُ لو كانت لدي الشجاعة لأعترف بحماقتي وأنا أودع صوت أنيس كغفوةِ الحلم.. قالت له، واردفت في هدوءٍ أقرب إلى البكاء: - لكنني هكذا وجدتني وحيدة.. أضاءت تلك الخطى مثل ورد الليل، مدّ يديه الدافئتين لإحتضانها...
ومن أخبار الإشكيمو أنه عمل مرافقا لسائق الحافلة بالشركة الجهوية للنقل بالكاف مع أنه لم يكن يحسن الكتابة والقراءة بالفرنسية. ولما كان ملزما في كل رحلة بأن يقتطع للمسافرين تذاكرهم فقد اكتفى بأن يتدرب على تحرير تذكرة السفر بالعربية وأن يحفظ معاليم السفر على طول الخط الرابط بين مدينة الكاف...
يروح ويجيء بيننا متجاهلا كل من حوله مضطربا. خلت انه لا يرانا، غرته مبللة بالعرق جبينه يلمع تحت شمس الصحراء، يركض من حفرة على حفرة يركل الرمال بقدميه، يضع سبابته على صدغه وكأنه يحاول التذكر كبير فريق حقوق الانسان يراقبه.. العسكر وفريق التنقيب توقفوا عن العمل وأخذوا يتابعون حركته البندولية التي...
حفاة كنا نجرى في الوحل والمطر والويل لمن يقع نجرى وقلوبنا وجلة، وأنفاسنا لاهثة: ” اجري يا واد اجري سيلحق بنا ” “على بُعد خطوات منا، لا تنظر خلفك اجري “. ويأتينا صوته المرعب: ” لن أدعكم تفلتون منى هذه المرة يا أولاد ال....“ وفلتنا منه هذه المرة، وأمسك بنا من قبل مرات ، وأشبعنا ضرباً، ولكنا...
أعلى