لم أرَ عينين ببريق لامع يخترق روحي بهذه السرعة والسهولة، شعرت بأنني صغرت وأصبحت بحجم ريشة هب عليها شعاع ساحر سحبها نحو الكائن الملائكي الذي نطق باسمي بصوت تغريده سحرية جعلتني عاجزا على التحكم بنفسي، لم أتبين نفسي هل أنا في اضغاث أحلام بهذا الجمال أم هي حقيقة لابد من مواجهتها..؟!.
فتحت عيني...
(1)
احتدمت المناقشات كالعادة وتشعبت آفاق الجدل على غير هدى ، قال مدير مكتب الوزير : لتتوقف الجلسة الآن على أن تعود للانعقاد في تمام السادسة مساء اليوم .
(2)
همس مدير عام التخطيط في أذن مدير عام المتابعة وهما يهمان بركوب السيارة الحكومية الفارهة : ستزداد البدلات بواقع ثلاث جلسات مسائية أسبوعياً ،...
كلما دخلت إلى مكان أجد من حولي وجوهاً تحدق بي مثل عيون مخبر ينظر من خلف ثقب جريدة ليرقب متهماً بعد خروجه من السجن ، في يوم ما دخلت إلى متجر شهير لدفع قسط اللاب توب الذي اشتريته مؤخرا لابني ، وإذا بوجوه من حولي من زبائن المتجر وحتى العاملين تتحول لعيون كبيرة وفقط، عيون ترقبني وتتأملني بنظرات...
لم أتدخل حينما وصلتنا رسالة مؤثرة من "أم صمد" زوجة صديقي الشاعر "علي الشباني" في أواسط تسعينيات القرن المنصرم تصف فيها بأسلوب أدبي مؤثر وعفوي اللحظة التي صارحها بأنه متزوج في السر ورزق بصبي، أتذكر وصفها لقسماته الباردة وأثاث غرفة المكتبة والطاولة والصور المعلقة، جمودها وكأن صاعقة أطاحت بها،...
رافقه في صبيحة مشمسة، كان أكثر منه قليلا في الطول، وأكثر من صمتا، يسير معه ليستمع له؛ فهو الصديق الأوفى الذي يثق فيه، يكتم سره ولا يكدر صفو بوحه، لم يعهد منذ طفولته وفاء مثله ولا يريد، فكم من مرة قصد فيه محبته فلبى النداء وترك الكل وبقي معه مهما! طال الحديث، الطريق ممهد وضجيج السيارات لا يمنع...
قصة سردية للأسرة
الخرابيش الأبجدية
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الخربوش الأول
كريم طفل دون الخامسة .. نابغة يسابق سنه..رقيق المشاعر، مرهف الحس..ضئيل الحجم ولكنه ينمو كأي طفل إلا أن أحرف الكلمات تتثاقل فوق لسانه وتخرج إلي المسامع ببطء شديد، ورغم أن أمه ماتت منذ عامان إلا أن أبيه أصبح له كل شئ...
ارتدت ثوبها الضيق الذي يضج مما تحته ويشكو حظه العاثر يوم ابتلي بهذه المرأة.
تعطرت ودهنت خديها بما أوصتها به زوجة العطار؛ وتزينت؛ فقد ملت سنوات العنوسة وتسارع قطار عمرها؛ ظلت ليلتها الفائتة محتارة تتساءل في حيرة أي رجل ترمي بشباكها عليه وتصطاد؛ لعلها تخمد تلك النيران المشتعلة داخلها؟
الجارات من...
عاد إلى البيت فلم يجدها جُن جنونه بحث عنها في كل مكان من الممكن أن يجدها فيه لكنه فشل فشلاً ذريعاً في العثور عليها, دارت الأفكار برأسه , وحين تعب من التفكير والدوران في البيت
جلس يفكر, سأل نفسه :
ــ ماذا حدث , وأين تكون قد ذهبت ..؟!
يرن الهاتف , يسرع إليه , جاء الصوت عبر الهاتف , مستفسراً ...
..التقيت أشخاصاً باسم ( آدم), لم أقابل امرأة تسمى (حواء). ذلك يرجع لفلسفة ما.. أنا عن نفسي. لا أفهمها..!. تفكيري هذا تم استدعاءه.. من خلال أول فتاة أراها. تحمل هذا الاسم. في مدرستنا الثانوية, التي أدرس فيها مادة الفلسفة. لهذه الفتاة مقوماتها من جمال فائق, ذكاء حاد. يستدعيان الانتباه..
أصبحت...
يتلقى التهاني بمناسبة شراء حذاء جديد، بعد سنوات أحجم فيها عن الإقدام على تلك الخطوة؛ إذ كانت تتطلب منه، في كل مرة، تفكيرًا عميقًا وتدبيرًا طويلًا، وبحثًا شاقًّا عن حذاء بمواصفات خاصة.
وبعد انقضاء عملنا اليومي المعتاد، الساعة الثالثة عصرًا، في يوم غائم شديد برده، يمشي إلى جواري واضعًا يده في...
قمح
سهول القمح الذهبية تتراقص امامك بفعل النسيم ، تشخص ببصرك الى المدى البعيد ، كنتما أخوين هو البكر وانت ألأخير إلتقيتما تعنقتما وصنعتما شيئ أشبه ما يكون بالبندقية ، لم تكن موقنا من سيكون القادم الجديد.
علقتْ بذهنك المقولة التي طالما سمعتها - أن الجنوب هو مصدر الشقاء دوماً – انبعث من داخلك...
المعروف عن المختار الديمقراطي أنه كان محلّ متابعة من جماعة الوشاة إلى الحاكم نظرا لانتمائه المبكر إلى حزب الورقة الخضراء في بلدة صغيرة لا يعرف الناس فيها من الأحزاب سوى حزب الدستور أو حزب الورقة الحمراء كما كانوا يقولون. وكان ذلك لا يزعجه في شيء بل إنه كان يتعمّد أحيانا مواجهة أولئك الوشاة في كل...
أمر بينهن لأوقع على ورقة الامتحان، فاسترعى انتباهي إسمها، ليالي غرام إبراهيم، أوقع على ورقتها وأغادرها مبطنة دهشة طفولية، المقطع الثاني من إسمها كان من نصيب سيدة مجايلة لأمي رحمها الله ولم أسمع به بعدها، كانت أسماء جيل أمي مليئة بالدفء والحب والتصالح مع الذات والبيئة ومفرداتها، غرام، هيام،...