سرد

قشور ولباب قصة قصيرة : بقلم محمد محمود غدية / مصر كومة من الأوراق فى دوسيه مهترىء لا يتخلي عنه، تعرفه قاعات المؤتمرات والندوات والمقاهي الثقافية، تختبئ عيناه خلف عدسات زجاجية سميكة، ملبسه بسيط هندامه غير متأنق، لا يغير من هيئته وشعره غير المصفوف، يبدو وكأنه شاعر فاشل، يحمل بين جنباته قلب...
في كل صباح تنادي عليها الست عدلات؛ تطالبها بإحضار العيش والفول وبضع حبات من الطعمية؛ يخرج عمنا السيد من شرفة البيت يرجوها أن تمر على سلومة البقال؛ تحضر له علبة السجائر؛ وحبة جوز؛ يغامزها بحاجبيه؛ صوت عمتنا أم بهلول يرج الشارع؛ بنت لعبيه هات لي صابون وكلور؛ هدوم عمك الأسطى محسوب زفت وقطران؛ ترجع...
- صُوَرُكَ تملأ الصحف وأنت في بداياتك. - تفاؤلكِ أحبه. يوقد ناراً وسط ناري.. - طموحُكَ! - مابه يا زوجتي؟ - قد ينهيكَ أو.. يقتلك. - غريب. كلام لمْ أسمعْهُ منكِ. - أخاف عليك من الفشل والإحباط. أراك حائرًا وربما تائهًا وأنت وسط طوق بشري يحميك وخدم يصعب عدهم يداريك وسيلُ أموالٍ جارفٍ وأنتَ.... -...
إقترف حماقة الحب فى سنوات الجامعة أو جحيم الحب كما أسماه، تقافزت به السنوات بعد ماسدت فى وجهه أبواب العمل بعد التخرج، تقدم بطلب ضمن آخرين للحصول على قرض فى مشروعات الشباب، بعد تعثر بيروقراطى نجح فى الحصول على سيارة ثلاجة، لتصريف منتج اللحوم الحية والمجمدة التابع لوزارة التموين، ولأن الإنسان يموت...
على بعد لا يتجاوز مائة متر عن المنزل الذي يسكن بإحدى شققه سقط مغشيا عليه في عرض الشارع، على الفور تجمع حوله عشرات من أصحاب المحلات المتجاورة على طرفي الشارع الأهم بالمدينة وغيرهم من العابرين، كان ازدحامهم ولغطهم شديدا، اتصل أحدهم أخيرا بالإسعاف كي يرسلوا عربة لأخذه إلى أقرب مستشفى، استغرق الأمر...
لا يَعرف أحَدٌ سِرّ خُروجها فّي هَاتِه السَّاعة من الغُروبِ ، تتَرامى عشرات الأسئلة المُحيّرة في طريقها حِين الذِّهاب وحِين العَودة ، ما جَدوى وقتها الذي تَقضيه مُنفرِدة شَاخِصة نحو الأُفقِ المُخضَّب بلحظاتِ الوَداع عند السّنطةِ، من فَوقِ ظُهوِر دَوابّهم يرمونها بنظراتهم المُفترسة، تَدور...
عادة ما يستظلون بظلال أشجار (الجزورين) عصر كل يوم؛ فيفترشون الرمل، و يشكلون بأجسادهم حلقة كبيرة، داخلها يجلس لاعبان وجها لوجه، يفصل بينهما رقعة ( سيجا)، ذات مربعات متجاورة، رصت داخلها حصوات، يحركها اللاعبان بحذر. و سرعان ما تتوالى الحركات المباغتة؛ فيضيق الخناق، و تسد المنافذ و...
سألوه ماالفرق بين الحب والزواج ؟ أجاب : الحب ان تتطلع للسماء تعد النجوم، والزواج هو الحفرة التى تسقط فيها أثناء تطلعك للسماء ! لم يعد بقلبه متسع لهزائم جديدة، لم يتزوج وهو الأربعينى الميسور والمأسور بعشق النساء، يكفيه الحب الذى يفتح مسارات الحنين فى الأرواح، حتى كان يوما حين طرقت باب...
في اليوم الأول امتقع وجهها ، واستباحت صفحته غلالة صفراء في لون الكركم ، ثم أطلقت صرخة مدوية ارتجت لها بيوت الرشندية ، وأخذت تدور في حوش البيت الترابي ، وهي تلطم كفيها وتدق على صدرها دقات متتابعة ، ثم سقطت مغشياً عليها . وعندما قيل لها في اليوم الرابع أنهم لم يعثروا على الجثة ، غاضت الدموع من...
كل عام يحدث هذا، تكاد الأشجار تتهاوى حيث تهب عاصفة شديدة؛ الآخرون سبقونا إلى العالم الذي تسكنه الأرواح، يبدو أنهم وجدوا سعادة هناك، تتجمع القطط والكلاب لتكمل تفاصيل لوحة مبهرة، أسكن جوار المقابر، أشعر بحركة داخلها كل ليلة؛ تدب حياة لا أستطيع تصورها؛ لم يأت أحد منها ليخبرني بما هناك؛ ألتمس طريقي...
تخرجت من كلية الإعلام قسم صحافة، تدربت فى إحدى المؤسسات الصحفية الكبرى، أحلامها كبيرة تلامس السحاب، الصفحة الفنية كانت البدايات أخبار الفن والفنانين والسينما والمسرح وأخبار النجوم، كارنيه الصحافة فخم تسهيل مأمورية حامله، فى أول عمل صحفى يحمل إسمها من خلال حوار مع أحد نجوم السينما، سيارة تحمل...
لدي حزن يتجاوز تعبيري، وكلما كتبت أكتشف أكثر هذا الحزن واكتشف أكثر العدم القادم لامحالة. هيمنة الاسكتشات الوحشية لا تنتهي في مرٱي و لا أستطيع تجنبها باي شيء، الضحك على المقهى ولم الزبائن على طابق، الثرثرة مع اي عابر. لا استطيع ايضا تجاهله لفترة طويلة، ولا أستطيع حجبه عن الوصول لمعناي. كأن...
فى منتصف الثلاثين، ملابسه تعكس ذوقه الرفيع، فتحت باب مكتبه بعد أن طرقته ثلاث وأذن لها بالدخول، لم يسبق له رؤيتها من قبل، كانت فى ثورة غضبها، وهى تطلب منه فسخ التعاقد مع شركته، وهى مستعدة لدفع قيمة الشرط الجزائي لفسخ العقد بعد تأخر التوريد من جهة شركته، طلب منها التهدئة ودعوتها لفنجان قهوة،جميلة...
١- العائدون بأوسمة وروائح المسكنات، محبتهم كانت في الحجرة الرابعة للقلب، تبادلوا الشائعات والسجائر، العاصمة وثبة، والقلب غشاء يحول بينهما. وأيّما امرأة تستطيع ثقبهما، ذلك نذير خطر أو ميثاق عمر. ٢- تحمي قلبك لسنوات من نفس الكلمات، ثم تستوعب أنه لا حصانة من الكلمة، الكل سواسية أمام القول، ولا...
كان اللعب سمير لداتي والغناء شدوهم أما أنا فكنت ذلك الفتى الذي يبحث عن المعرفة، ينقب عنها بين طيات الأوراق الملقاة عرض الشارع وعند عم حمدي صالح البقال، حين أعود من المدرسة كانت الإذاعة رفيقة طعامي، استمعت إليها وتعلقت بأصوات مذيعيها، أفتيم قريطم وماجد سرحان، كان بيتنا الطيني رحبا ولا إخال غيره...
أعلى