سرد

الأولاد يقذفون الحجارة، فيرتاع الطير وتتساقط الثمار من فوق الأشجار، أعمدة النور شحيحة الضوء ومازالت اللوحة رمادية، عبثا تبدل الكؤوس ولا يطيب لها الشراب، تعيد ترتيب مواسم الغياب، فى غيابه تمدد الوجع وأكتسى القبح واجهات البيوت والشوارع، وطاولات المقاهى، إرتعش بين أصابعها القلم، وتراجعت الكتابة...
يتحدث بقوة فارهة عن الثقافة ويؤمن باستحقاقه لكل شيء حتى بالالوهية، المزيفون حوله خلقوه هكذا، لا ذنب له سوى اتباع أناه. لم يكن صديقنا عاديا، روائيا جيدا، لكنه يؤمن بالتوحيد في كل شيء، هناك إله واحد، هناك افضل وأجمل، فلا يؤمن بتعدد الجماليات وبالطبع هو ما يستحق الاول الافضل. ابن روائي مشهور...
قبل الحادثة بأسبوع تقريبًا، كنت هناك، أمرُّ مصادفة. أنظر من نافذة الباص على بروفات العرض العسكري، الذي يجري بهمة، وثمة خاطر يغزوني عند رؤيتي للآليات العسكرية، وطوابير الجيوش، أمام النصب التذكاري للجندي المجهول، هاجس ملح وتشاؤمي. لا أدري ما الذي جعلني أتخيل وقوف دبابة تحديدًا، واستدارة برجها...
أقدّم رجلا وأؤخر أخرى... فلا أنا وصلت المكان ولا عدت أدراجي، توقفت هنيهة لأحزم أمري لكن صعقني إيقاع الطبل الرتيب بضرباته المتتالية تردفها دقات طبل الطاسة النحاسية يمتزج الإيقاعان - معلنين عن رقصة برع* الثنائية - اقتربت غير مصدق أن جواس أعلن علي الحرب ! يهرع الناس عبر أزقة البيوت الطينية،...
إنها السابعة والنصف صباحا، هدوء يعم شواطئ البحر الكاريبي وكأن أمواجه في نوم عميق، ثمة نسائم تداعب أوراق الغابة المطلة على شمال المطار، وفي الشرق ما وراء سلاسل الجبال لم تبرز الشمس أنيابها بعد. برودة ساحرة ترحّب الضيوف وتودّع المغادرين، أجنحة طائرة تقارب ملامسة المياه ثم تنحدر نحو المدرج في...
كست وجهه سحابة الخوف و القلق، وهو يقول: - يا عمنا من فضلك لا تقترب. - ياولدنا لا تخاف ماعندنا أي نية سيئه تجاهك وتجاه عنزاتك.. كل ما في الأمر أحببت المنظر الجميل .الذي عاد بي لا شعوريا إلي الماضي ..وأحياء لتلك الذكريات الحلوة...اقتربت من الماشية ، حتى أخذ صورة تذاكارية مع منظر المرعى..هذا كل...
إنفرط الدر حين وطأت قدماه الأسفلت، وهجره للقرية الطيب أهلها والمشاعر النبيلة، حمل حقائب الأشواق، وإرتعدت فرائسه بعد أن هاجره الدفء، لا شىء سوى الوحشة والوحدة حوله لهم ضجيج صاخب يطحن عظام الصمت، بعدإفتقاده لحبيبته التى أدار لها ظهره وهى تلوح بيدها، المرمرية التكوين، ما عداها عدم، إبتسامتها تسقى...
استيقظ عبد السميع قبل الفجر بقليل. استغرب كيف لم يسمع صياح الديك. نفض عنه الغطاء، وأشعل المصباح، ثم ارتدى جلبابه، وتقدّم بضع خطوات، ووضع النعلين في رجليه، وخرج من الغرفة. أخذ آنية بجانب الحائط، وملأها بالماء من الخابية . أشعل الفُرن، ووضع فوقه الآنية. فهم لماذا لم يَصح الديك، فالسماء ملبّدة...
ثلاثينية اغوته بملابسها الملتصقة والتى تكشف اكثر مما تخفى، وتزوجته وهو العجوز الثرى فى ضعف عمرها، إشترى لها شقة فاخرة وأودع لها رصيدا بالبنك، عوضا عن سنوات العمر الفارقة والغابرة، كانت تعمل فى شركاته، صدته حين حاول التحرش بها، قائلة له : بالحلال رغم علمها أن لديه أحفاد من زوجتيه السابقتين،...
قشور ولباب قصة قصيرة : بقلم محمد محمود غدية / مصر كومة من الأوراق فى دوسيه مهترىء لا يتخلي عنه، تعرفه قاعات المؤتمرات والندوات والمقاهي الثقافية، تختبئ عيناه خلف عدسات زجاجية سميكة، ملبسه بسيط هندامه غير متأنق، لا يغير من هيئته وشعره غير المصفوف، يبدو وكأنه شاعر فاشل، يحمل بين جنباته قلب...
في كل صباح تنادي عليها الست عدلات؛ تطالبها بإحضار العيش والفول وبضع حبات من الطعمية؛ يخرج عمنا السيد من شرفة البيت يرجوها أن تمر على سلومة البقال؛ تحضر له علبة السجائر؛ وحبة جوز؛ يغامزها بحاجبيه؛ صوت عمتنا أم بهلول يرج الشارع؛ بنت لعبيه هات لي صابون وكلور؛ هدوم عمك الأسطى محسوب زفت وقطران؛ ترجع...
- صُوَرُكَ تملأ الصحف وأنت في بداياتك. - تفاؤلكِ أحبه. يوقد ناراً وسط ناري.. - طموحُكَ! - مابه يا زوجتي؟ - قد ينهيكَ أو.. يقتلك. - غريب. كلام لمْ أسمعْهُ منكِ. - أخاف عليك من الفشل والإحباط. أراك حائرًا وربما تائهًا وأنت وسط طوق بشري يحميك وخدم يصعب عدهم يداريك وسيلُ أموالٍ جارفٍ وأنتَ.... -...
إقترف حماقة الحب فى سنوات الجامعة أو جحيم الحب كما أسماه، تقافزت به السنوات بعد ماسدت فى وجهه أبواب العمل بعد التخرج، تقدم بطلب ضمن آخرين للحصول على قرض فى مشروعات الشباب، بعد تعثر بيروقراطى نجح فى الحصول على سيارة ثلاجة، لتصريف منتج اللحوم الحية والمجمدة التابع لوزارة التموين، ولأن الإنسان يموت...
على بعد لا يتجاوز مائة متر عن المنزل الذي يسكن بإحدى شققه سقط مغشيا عليه في عرض الشارع، على الفور تجمع حوله عشرات من أصحاب المحلات المتجاورة على طرفي الشارع الأهم بالمدينة وغيرهم من العابرين، كان ازدحامهم ولغطهم شديدا، اتصل أحدهم أخيرا بالإسعاف كي يرسلوا عربة لأخذه إلى أقرب مستشفى، استغرق الأمر...
لا يَعرف أحَدٌ سِرّ خُروجها فّي هَاتِه السَّاعة من الغُروبِ ، تتَرامى عشرات الأسئلة المُحيّرة في طريقها حِين الذِّهاب وحِين العَودة ، ما جَدوى وقتها الذي تَقضيه مُنفرِدة شَاخِصة نحو الأُفقِ المُخضَّب بلحظاتِ الوَداع عند السّنطةِ، من فَوقِ ظُهوِر دَوابّهم يرمونها بنظراتهم المُفترسة، تَدور...
أعلى