سرد

أرملة أربعينية مديدة القامة، مازالت تحتفظ بمسحة من جمال، تقترن فيه الرقة بالآسى والدماثة بالحلم، والسكينة باللوعة، والمرارة بالتواضع والإيثار، يقاسمها فى المكتب خمسينى، إعتادت حديثه الميكانيكى والخالى من المشاعر الحقيقية، بعد أن لكمته إمرأة، وأفقدته تماسكه وإتزانه فى حب لم تكن طرف فيه، لتبحر مع...
كان عمري وقتها عشر سنين لما أمسكتها بيدي أول مرةٍ على انفراد وقبلتها القبلة الأولى , ولم تكن الأخيرة , ووضعت فمي على فمها , وكانت تلك هي المرة الأولى...... أنا ما زلت أذكر ذلك اليوم البعيد, كان الوقت شتاءً , وكنتُ خائفاً , مرتبكاً , أترقبْ , أتلفت حولي في زعر خشية الرقيب, وقد وضعتُ فمها على فمي...
نشبه بعضنا ونتكئ على الأخوة ونربي هذا الهدوء للأمهات، عثرت علي أمي في منتصف الليل قانطًا وابنًا لا يقول لا، وربما تمنت لو أن لديها نسخ كربونية مني لتستبدل بها أولادها كلهم، صقلت وجهي كثيرًا من أجل أمي، وأعرف كيف كانت العاطفة تورطك في ذات الشيء مع أمك، ما هي هموم المراهقة ؟ ألا يكون لنا نفس أوزار...
قليلات من يمارسن أكثر من لعبة قتالية، والاشمل هن من يكتفين بلعبة واحدة سرعان ما يتركنها لأسباب عدة، لا ادرك الكثير منها حتى وان ابدعن فيها، لتخلو الحلبة من بطلة وتلجها بطلة أخرى. كنت من القليلات اللواتي يجمعن بين المصارعة والملاكمة والقتال الحر والادب والمحاماة، حتى كانت صويحباتي يطلقن علي تحببا...
سيدة اربعينية انتقبت مع ركوب الاخوان على الكرسي، كعادة الفارغين من المعاني والتجارب، تغيير الجلود والفراء بسهولة. لكنها لها تطلعات كثيرة، الدنيا قصيرة جدا على من لم تعطهم الحياة شيئا كما تقول. شيخ بلاستيك او حديدي يدعوا النساء فقط الى التقوى والايمان كونهن أجمل وأقرب الى الخطيئة والمعصية،...
لن تنسى أبدا ذلك الكابوس الذي عاشته بداية الأسبوع الماضي طنين السين يؤرقها لماذا فعلتها؟ تبحث عن الجيم فلا تجد ما تقول،إنها ترهبه كما ترهب ظلمة القبر،من قال لها يومها أن تزور صديقتها بمحلها الخاص ، يومها جَلَسَت تثرثر بعصبية ،مترشفة قهوة مرة المذاق وقد انتثر رذاذها هنا و هناك ، حركة لسانها...
أما هذا الرجل فيكاد أن يكون مقيما في مرسى القوارب .. يعرفه الصيادون ويعرفه عساكر نقطة الحدود .. بل ويسمحون له بالجلوس على الدكة .. التي يرى في أغلب الأحيان جالسا عليها .. مستنداً بظهره إلى جدار النقطة ، ومتجها بعينيه صوب البحر . وعندما تهب الريح أو يشتد البرد ، يدعوه العساكر للدخول إلى النقطة...
آلاف النجمات تناثرت من قبة السماء جثثاً آفلة، مئات الحشرات الصغيرة تفترس روحها اللينة المقيمة داخل فقاعة كبيرة تعزلهما عمن حولهما، يتمتم بصوت متكسر متطقطق كأوراق شجر فى الخريف سائلاً الليل : لماذا أطال المكوث..؟ هل ضل الطريق لغيره وأنس عنده غاية..؟ لا تسمعه امرأته التى استلقى بجوارها كحطام...
سقط كوب الشاي من يده المرتعشة، وتطايرت رشّاته على الطاولة قبل أن ترسم مجراها على السطح، ومن ثم وصولا حتى حدود الطاولة. قطرات قليلة سقطت على الأرض تبعتها أخرى حتى تشكل الخيط الغزير المنسكب. إلى ناحية الباب اندفع خيط الشاي. خرج من خصاصه الأسفل وأخذ طريقه إلى الشارع. كانت ثلة من التلميذات الصغيرات...
ألقى صنارته فى النهر، بعد تأكده من وجود الطعم بها، جلس يتأمل النهر فى هدوء تام وسكون، المخلاة جواره فارغة فى إنتظار الصيد الوفير، من أسماك البورى والبلطى ومايجود به النهر، تحسبه للوهلة الأولى صياد ماهر، دون أن تدرك أنها المرة الأولى، التى أشار عليه بها أحد الأصدقاء بعد فشله فى زحزحة الهم ومحاولة...
كعادته نام مبكرا؛ فالشتاء يستدعى الخمول؛ يحتاج الطعام والحساء ينفث دخانه فتستدفيء منه بطون الجوعى، كل هذا صعب في زمن الحروب حيث الأسواق تعاني الكساد والباعة يمنعهم المطر من أن يفترشوا الأرض. توسد ذراعه وحاول أن يغمض عينيه، تتابعت مشاهد من حياته مثل شريط سينمائي تعرضه قناة الذكريات، تدوي الريح...
على الرصيف المحاذى لحزنه، ظل يعدو هربا من المطر المتساقط كالسيل، الذى غسل واجهات الفاترينات والشوارع، تحت مظلة مقهى أغلق نصف أبوابه، إنضمت إليه فتاة فى نضارة الورد، تصغره ببضعة أعوام، تشكو البلل وإتلاف كتبها، خلع معطفه ووضعه على كتفيها، بين دهشتها التى ألجمتها، وهو يقبض على كفيها ويدعوها للدخول...
لم تدرك أن نسمات الصباح الأولى ستكون بتلك البرودة، وأن رذاذ البحر المتطاير سيصيب عباءتها السوداء بهذا التَّخَشُّب. أَحْكَمَتْ "نعيمة" أو "نُعُومة"؛-كما يناديها أهلها وأصدقاؤها- شالها الأخضر حول وجهها النحيل الخمري، وأخذت تنبش الأرض بخطوات مُسْرعة؛ مثل "كَتْكُوت" مذعور؛ أضاع الطريق من أمه! لم...
" ربما " قصة قصيرة أحمد الخميسي يمكن القول إنه نسيها، تماما، ولم يعد يتذكرها إلا أحيانا قليلة، في الصباح عندما يقف أمام مرآة الحمام يدعك أسنانه بالفرشاة ويقول لنفسه:" ادعك أسنانك جيدا، ربما تتصل وتأتي اليك فنجلس صامتين نحدق ببعضنا البعض، تتشابك أيادينا بعصبية ولهفة ، وفي غمضة عين قد نندفع بشوق...
العيش معها أطيب، وفضاء الكون أرحب، والأشجار والأزهار أكثر نضارة، والماء أعذب، جميلة جمالا لايخصها وحدها، إنه جزء من الهبة التى جلبتها إلى العالم، وتتقاسمه مع شريك حياتها، هى من إختارته، اليوم زفافها، ستسافر معه إلى مدينة ساحلية حيث يعمل، يحبها ويحب من يدها طبق الحلوى أم على، هى من تختار ملابسه،...
أعلى