سرد

بعد عودة طفلي من المدرسة يضع حقيبته جانباً ثم يأخذ هاتفي ، يحوله إلى وضع " صامت " ثم يبدأ بمشاهدة الأفلام الكرتونية في اليوتيوب ، لقد صارت تأتيني إشعارات كثيرة عن حلقات جديدة من " ماشا والدب " و " توم وجيري " و " مستر بين " .! اليوم بعد العصر وبعد أن غادرت خالة الطفل المنزل بحثنا عن الهاتف فلم...
بمِفصَل عظمة جَمَل يطقطق القاضي على الصخرة الملساء في مجلس المحكمة ويقول: "سكوت سكوت"، فيُصغي الحاضرون من كافة الأجناس والأحجام وقاطني الوديان وسفوح الجبال والقمم وأهل السهل والكهوف، وبكل هيبة ورزانة ينطق بالقرار والحكم: " بالنظر إلى ما قام به الجَدي من مشاكسة عدوانية غير مسبوقة على...
قالوا.. إنه الأكثر تأثيراً.., أنصفوه حين صنفوه عالمياً. كأحد أعظم عشرة روحانيين, ذلك لقضائه ثلاثين عاماً, فيما بين كهوف, مغارات, صوامع, مدارس الهند والصين واليابان.. متعلماً, دارساً لكافة فنون اليوجا, التأمل, العلوم الروحانية على أيدي أباطرتها, تم إجازته مرات.. ليكن معلماً نورانياً.. اتجه للغرب...
رأيت أبي اليوم يمشي. وأمي رأيتها تمشي. وكل الذين ينامون في هذه الروضة الزاهرة يمشون أيضا. إلى أين أنت تقود الجماعة يا أبتي؟ ولكنه لم يجب. أشار كمن لا يريد التخلف عن موعد: وداعا. وأمي سألتها أيضا: إلى أين يمضي أبي بالجماعة؟ ولكنها لم تجب. قرأت على وجنتيها معاني الرحيل إلى حيث ينوي أبي. ظللت أتابع...
أستند على عكازه، وضعه تحت إبطه وسار، بضع خطوات ويجد عربته - عربة التين الشوكي - في اليوم كله لا يسير سوى خطوات معدودة. من بيته القريب لعربته، ثم مرة أو مرتين لقضاء حاجته في المقهى المجاور، والعودة إلى بيته في المساء. تأتيه أمينة – زوجته – بطعامه. تجلس بجواره على رصيف الشارع. تضع اللقمة في فمها...
لها عينين بنتين ساحرتين، ووجه مفعم بالحياة، إرتدت ثوبها الجديد الذى إدخرته لهذا اليوم، أنه يومها الأول فى الجامعة، حيث كرنفالات الأزياء، تصحبها تحذيرات شقيقتها التى أنهت سنوات الجامعة، من الوقوع فى الحب الذى يشبه سحابة صيف، ماتلبث أن تتبدد، لا تدعى شئ يشغلك عن دراستك، - وجدت من يدعو للإشتراك فى...
حَتَّى وإن حُرمت وضاءة الوجه ، وحُمرة الخَدَّين ، وتلِك مَقاييس الجَمال الرِّيفي الباهت ، لكنَّها أُوتيت نَصيبا مُوفورا من جَاذبية ، في جَسدٍ سَمهريٍّ طويل ، وتفاصيل أنثى مُكتملة الإغراء ، ردف صقيل ، وصدر ناهد نافر ، وخصر ضامر صلب ، وشعر فاحم طويل في تَموِّج لافت ، وفتنة مُشتعلة بينَ سوادِ...
مع طلوع الفجر يزاحم حياة المدينة حتى يأمن لنفسه لقمة عيش كريمة . يأتى مترجلا مشوار ساعات طويلة ،حاملًا على كتفه كمية من الحطب، وعند دخول تماس المدينة يبدأ بطرح بضاعته من خلال صوته الهادئ .. ـ حطب ..حطب ،حطب للبيع.. يستمر في ترديد هذه العبارة ،حتى يلتقي بالزبون ..وعندما يجد الزبون، يبيع أول...
فتحت الشرفة، لتجديد هواء الغرفة، التى تقطنها فى يومها الأول، بعد أن فازت بمنحة ألمانيه للدراسة بجامعاتها، كان يوما مرهقا تسجيل وتقديم أوراق، بين دهشتها لما تراه من قبلات فى أروقة الجامعة، وملابس الفتيات المختصرة، وهى الشرقية المسجونة خلف قيم وعادات وتقاليد حافظت وستظل تحافظ عليها حتى آخر يوم فى...
توقف قطار السادسة صباحا في محطة مصر ذلك الصرح الذي يشبه في كثير من تصميمه محطة لندن، تناسق بين أجزاء المكان، براعة في تشيكل قضبان الفولاذ، يبدو أن المحتلين كانوا يبنون لقرون تمتد، مضت ساعتان تقريبا، عندما خرجت من البيت والليل يلم أستاره، أدركت القطار قبل أن يغادر محطته التي تحمل عباءة الزمن،...
ومن معاني الهجرة ، ليس أن ترحل من بلد الى بلد ، بل من ذكرى الى ذكرى بما تحمله من أحداث وأحاسيس،عليك إذا، أن تقتلع من ذاتك شجرة كاملة من الأصوات والألوان المتصلة بكل منها،لإدراكك بأنها لم تسكنك، إلا بعد أن رمت في نفسك ،بتلك اللحظة الزمنية التي أنشأتها وجعلتها تلازمك. فالذكريات ليست بعض الأحداث...
عندما أرسل نزار قباني رسالته الشهيرة من تحت الماء، وصدح بها عبد الحليم متغنّياً بكلماتها، إني أتنفّس تحت الماء، إني أغرق، كانا كلاهما على البرّ. وتهيّأ لنزار إنه غاص في البحر، وتذكّر وهو يهوي إلى قاعه الفكريّ بأنه لا يعرف فنّ العوم، وظلّ يردّد، إني أغرق، إني أغرق، منتظراً من حبيبته أن تنتشله من...
يحلم دائما بالسفر الى " بلاد الجن و الملائكة" منذ ان قرأ هذه العبارة عند طه حسين،و اطلع على سيرته... هو الان موظف محترم ، ومولع بالكتابة ، نشر عدة درسات ونصوص بالجرائد والمجلات، وديوان شعر . خبت فكرة السفر الى باريس مع الانغماس في اجواء العمل و الالتزامات الاسرية . لكن خلال الفترة الاخيرة وضع...
احتشد المشترون في سوق النخاسة حيث كلّ بَخس بما لا يستحقّ يُباع، والأثمان تأرجحتْ ارتفاعاً وانخفاضا حسب قيمة الظاهر من المعروض، وما يُجيد العارض من وسائل الخداع والتمويه التي أجمع الفقهاء، في ذا السوق، على أنها حقّ للبائع مشروع بالاتفاق، ما دام الراغب أعمى البصيرة، من عماه لا يُميِّز الغثّ من...
رآها نائمة في حضن أمه المتشحة بالسواد مثل ليلة بقمر شاحب، كانت صفراء الوجه، ممصوصة الخدين كليمونة ذابلة، وفي عينيها الحمراوين يتحرك بؤبؤاهما يمنة وشمالا وهما تائهان. وكانت اللعينة "الكورونا" قد سيطرت كليا على سنتي عمرها فتركتها تتنفس بصعوبة، فيما أمها تمسح عن وجهها الذابل العرق المتصبب من...
أعلى