سيّدة جميلة كان اسمها " زهرة" ، في منتصف عمرها قرّرت أن تظل جميلة إلى الأبد.
مثلما يحلّ الربيع ، كانت زهرة تحل بقصر " أحمد باي" باي قسنطينة . المدينة المتحركة مع " واد الرومل" إلى قصور الباي الأخرى أين كان يبسط سلطانه ويعرض عليه " عيسى الأشرف" خيمة كبيرة وقد مد سماطها ووقف عليه الخدام. وتقوم...
دخلنا الى القاعة المظلمة في قاعة المتحف، شاهدنا الحارس ينام تحت لوحة " غريت " ذات القرط اللؤلؤي، من دون غطاء، يفترش البلاط المرمري البارد، يضع يده اليمنى وسادة لرأسه.
كنا نريد ان نرتاح قليلا من عناء السفر عبر الجبال والوديان والبحار والمدن الثلجية، انا محدثكم الهواء وزملائي البرد والضباب...
فوجئ الحاج أحمد عبد السلام بطقم عسكري يتوقف أمام منزله ، وبسرعة خاطفة تقافز منه مجموعة من العساكر أحاطوا بالبيت ، ومن الطقم نزل أحد الضباط وتقدم نحوه وسأله بعد أن ألقى عليه السلام :
ـ أنت أحمد عبد السلام محمود ؟
ـ نعم
أشار الضابط نحو الطقم :
ـ تفضل معنا
ـ تفضلوا أنتم عندنا ، أنتم ضيوفنا .
رد...
“الكاتب سفيرُ بلده. والسفراء هم أوّلُ المدافعين عن مصالح بلادهم، وأكثرُ المعنيّين بنقل صورة جميلة عنها.” إذا كنتَ قد مررتَ على صفّ الأستاذ أدهم، طالبًا في قسم اللغة العربيّة وآدابِها، فلا شكّ في أنك سمعتَ هذه العبارة مرارًا، لا أحد يؤْلم الأستاذ أدهم أكثرَ من كاتبٍ يرمي مجتمعَه بكلّ الموبقات كي...
جالس تحت شجرة الجميز العجوز؛ التى يتمايل أحد أغصانها مقتربَا من الأرض تاركآ ظله على مياه الترعة الكبيرة، المتفرعة من النيل، ممسكًا نايه، مرت من أمامه، حاملة إناء الحليب الذي تذهب به صباح كل يوم لمكينة الفرز؛ لفصله عن القشطة، وبعد عودتها تخضه داخل قربة مصنوعة من جلد الماعز لتحصل على الزبدة...
اليومَ أنا شخصٌ آخر، لبستُ ثوبًا لونه مختلفٌ عن الألوان التي اعتدتُها، وضعتُ حولَ معصمي ساعةً من الماركاتِ القديمةِ الأنيقةِ بدلًا عن ساعتي الالكترونية، رششتُ عطرًا فاخرًا نفاذًا من السوقِ الذي تركتُ الابتياعَ منه منذ زمن، مشيتُ بطريقةٍ هادئةٍ غير العَجِلة التي عُرفتُ بها ، تحدثتُ بهدوءٍ...
شيء ما ترك فيك الأثر!
جعلك مترفًا بالاكتفاء..
تحدق مَلِيًّا في مجريات الأمور..
مُستمتع عقلك في سرد التفاصيل..
لا شيء يستر عِرض الحقيقة
عند اِنكشافها...
ونصاب اليقين أن تُدرك...
ها أنت تعيد لم شتات ما تبعثر،
تتجرَّد، تتضرَّع، تتعبَّد،
تَدعُو: اللهم اجعل قُرّة عيني في الصلاة.
تطرد شيطان ذاتك؛ قبل...
خرج من داره، و في عينيه بقية من نعاس. كان النهار لا يزال وليدا، و كان الجو مغلفا بضياء شحيح، امتزج بظلمة، أوشكت أن تنقشع. كان أمين في عجلة من أمره؛ فلم ينتبه إلى تصدع سياج الفناء، الذي بناه منذ سنين باللبن الأخضر. كانت التشققات حديثة، بحيث لم تنتبه إليها زوجته التي خرجت في إثره. اعتلى أمين...
قرب شجرة الكينا، في وسط المدينة، ليس قرب شجرة الكينا القائمة، وإنما تلك التي كانت، سمع ضرار صوتا تمنى سماعه منذ فترة لا يكاد يتذكرها، لبعد الشقة بينهما، الصوت جاء من الناحية الأخرى للشارع، مثل أغنية حملت أمجاد الأمة العربية كلها.
كان الصوت مطربا ناعما منعشا للروح:
- ضرار.
منذ فترة لم يناد احد...
خرجتُ من الشقة متذمراً، بعد نقاش حاد مع زوجتي، " الى أين أنت ذاهب الدنيا تمطر بشدة " قلت، قبل أن أصفق الباب خلفي" ذاهب أمتع نظري بالفراشات" هذا هو التعبير الذي دائما يضايقها، لأنه يعني التسكع ساعات، بعيداً عن رتابة الشقة.
أشتد المطر في الخارج، هرعت فورا الى نفق الترام الذي يقع بالقرب من...
عندما أحبَّ ليلى ابنةَ الحيِّ الضيق، كان هناك مَن يرغبها، لم يكن متأكدًا من شعورها، هل تحبُّه أم تحبُّ مرتادَ المقهى القديم، هو يحْلقُ رأسه بشفرةِ حلاقةٍ يشتريها من الدكان المجاور؛ بينما الآخر لايحلق رأسه ويتباهى بكثافةِ شعرِه وطولِه أمامَ أقرانه، ومع بروزِ تغيراتِ الشبابِ ظهر أجملَ منه مع أنه...
كالعادة حاولت غالية أن تضغط جاهدة على أعصابها، كي لا تبصق الحصاة التي بقيت لسنوات تحت لسانها، وكتمت غيظها ككلّ مرّة فلم تقل له في نوبة نزقها وفقدان السيطرة على جيشان مشاعرها ما ودّت قوله منذ لحظة تعيينها في هذه المؤسسة:
"من تظنّ نفسك؟؟ ما أنت إلا مجرّد نكرة مهما ظننت أنّ هذا الكرسيّ سيهبك ألف...
نفض عنه الفراش مسرعا للقيام بالضوء قبل ان تبزغ شمس الخامس عشر من تشرين ثان، نقر الصلاة كعادته بركعات سريعة، ونهض، وشقَّ الحصالة البلاستيكية بالسكين، واخرج ما فيها وعدها بنهم، وخرج الى السوق يبحث عن شراء لوازم هذا اليوم المتميز، حتما سيحضر لأطفاله وزوجته فطورا افضل، وحلويات ، وفاكهة ، ووو...،...
قال لي ذات يوم: لم تفلح في شيء إلا في هذه الحكايات؛ تخيط منها ثيابا للدراويش، ترسم لوحة لعالم يقبع في خيالك؛ حذار ياولدي أن تمس عتبة مولانا السلطان؛ سيفه باتر وسجنه مغارة في جوف الجبل؛ حذار أن تخرج من الباب الذي يتحدث عنه الخرس؛ يومها لم أع ذلك؛ ومتى يأتي ذلك الطائر الذي يخوفني منه؟
وهل سيتكلم...