المشاجرات, في شارعنا الطويل الضيق المزدحم بالسكان, لا تنفض, والاشتباكات, لا تنتهي,والمعارك لا تنقطع أبداًعلى مدار اليوم...
البارحة لم أستطع النوم من أصواتهم المزعجةالمنكرة, قمت مسرعاًأغلقت النوافذ والشبابيك وأطفئت كل مصابيح المنزل كي أنام , وذلك بعد يوم عمل شاق طويل ومضني ...
وبرغم الجو الحار...
وضع يده على كتفي وهزّني . شعرتُ بزلزال خضّ دمي . نظرتُ خلفي فوجدتُ سوادا وظلمة . ارتفعتُ بنظري إلى الأعلى ، فغابت الشمس عن عينيّ ، ولمحتُ وجها عابسا يقول : ماذا تفعل هنا ؟ . قلت بصوت الخائف المتهدج : أبحث . أبحث عن .........
ــ آها فهمتُ . ثم انزاحت مساحة قليلة من كشرته وأضاف : أتريدها بيضاء أم...
ساروا جميعا خلفه !!
لم يروا، سوى أنه المنقذ ....
المخلص.... البطل !!!
إنها حالة حب ، انبهار من نوع خاص .
فهو بلا منازع قد أضحى معشوق الجماهير .
ترى ماذا قد حدث لهم، ليصل هو إلى تلك الحالة الإسطورية ؟
ماذا وهبهم ؟
ماذا فعل بهم؟
أو حتى بأى الأشياء قد وعدهم؟ !
أم أنه لم يشرع قط، حتى بفعل أى شىء،...
الوحدة تقتل كل شيء جميل و تنادي على إبليس كأنها تقول أين أنت يا صديق وحدتي و مفرج كربتي هكذا جلست هذه السيدة تفكر في شيء جديد تخرج به عن المألوف بعدما ملت الوحدة و الرتابة المتكررة كل يوم بعدما كبر أبنائها, تزوجت ابنتها و سافر الشبان الآخران واحد للعمل بالخارج و الآخر في الدراسة بعيداً بعيد ...
مدرسة أجيال الغد التي أتجه للعمل بها تتوسط عاصمة الدولة الخليجية .مدرسة أهلية راقية طلابها أولاد أمراء .عندما تسلمت عقد العمل بها كادت زوجتي تحلق في الفضاء فرحا ..متنساش يا حبيبي تجيب بطانية مورا إيطالي من يوم ما شفتها على سرير نادية صحبتي وأنا هتجنن عليها ...وترسل الحوالات باسمي مش باسم حد من...
كان الجسر المبلّل بزبد البحر يرتجف تحت أقدامها العارية إلّا من الخلخال الذهبيّ الرفيع يلتفّ بحنوّ حول كاحلها الرقيق، وبحرص يبتسم كلما هبّت نسمة هواء، وضربت طرف ثوبها الأزرق. كانت تسير بغير هدى، على طرفي الجسر امتدّ صيادو الأسماك كبارًا وصغارًا يتفنّنون في التقاط تلك المخلوقات الصغيرة اللزجة،...
داخل الإطار الأسود ، رأيت ملامحه البعيدة ، لم أر ضحكته اللزجة التي تسيل من بين شفتيه وتبعث إلى الهروب ، داخل الإطار الذي يحيط بصورته ترتكب الكلمات خطيئة الوداع ، وتحاول جر الدموع إلى منافذ وهم البقاء .
ضبطت نفسي على رصيف الشفقة ، لقد رحل معلم الكشاف ...! تنهدت .
سنوات غرقت في الذاكرة ، لكن موته...
مصوبا صوتي نحو النافذة المغلقة ناديت بصوت واضح، ولم يرد، (في الليل، وفي هذه المنطقة المتطرفة، لا يكون من اللائق رفع الصوت أكثر مما ينبغي).
شرس، يتناوش الناس بأسنانه، ويخمشهم بأظافره، لكنني أقسم أن في داخله طفلا متهدجا في بكائه المكتوم.
ناديت، ولا مجيب.
جئته في الموعد المبرم، ومن المفترض أن يفتح...